عشرات المهاجرين غير الشرعيين يموتون عطشا في الصحراء دقت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ناقوس الخطر إزاء ظاهرة المهاجرين الذين يموتون "في رحلة الموت" لتبلوغ الأراضي الجزائرية حيث يدفعون 1100 أورو لأشخاص يسهلون لهم قطع الصحراء في ظرف يومين ثم يقومون بدفع 1500 أورو إضافية لإدخالهم إلى الأراضي الجزائرية وبالضبط إلى ولاية تمنراست. وكشفت الرابطة ان الجزائر تتحمل عبء أزيد من 250 ألف لاجئ ومهاجر أجبرتهم الحروب وأعمال العنف والمواجهات على النزوح إلى دول الجوار. وحسب تقرير أعدته الرابطة بمناسبة اليوم العالمي للاجئين المصادف ل20 جوان فإن منطقة صحراء "تينيري" أو ما يعرف ب«الثقب الأسود" هي المنطقة الفاصلة بين ولاية تمنراست والنيجر باتت مسلكا مهما للمهاجرين غير الشرعيين الأفارقة ومهربي البشر، وهي من أصعب المناطق خاصة خلال فترة الصيف، الذي التهم أرواح مئات الأشخاص في غضون سنوات قليلة، حيث تسجل هذه المناطق سنويا وفاة ما لا يقل بين 150 و300 شخص بسبب العطش لافتقارها للمعالم التي تمييز المسارات. كما أن الاهتداء إلى الطريق لا يجيده إلا خبراء متمرسون وكثيرا ما يتخلون عن المهاجرين غير الشرعيين نتيجة المراقبة الأمنية أو لأسباب أخرى. وذكرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أن أولئك الأفارقة المتطلعين إلى بلوغ الأراضي الجزائرية يدفعون 1100 اورو لأشخاص يسهلون لهم قطع الصحراء في ظرف يومين ثم يقومون بدفع 1500 أورو إضافية من اجل إدخالهم إلى الأراضي الجزائرية وبالضبط إلى ولاية تمنراست. ويكتشف الزائر لعين ڤزام، الواقعة على بعد 12 كيلومترا عن الحدود الجزائرية النيجرية، أن سماسرة الهجرة غير الشرعية يعيشون عصرهم الذهبي، رغم أن الحدود مغلقة بين البلدين. وتحول محور آرليث سمقة بالنيجر وعين ڤزام بالجزائر إلى محور حيوي بامتياز لتهريب البشر ليل نهار، ومحور صحراء تنزروفت التي يتم فيها تهريب البشر تقع بين برج باجي مختار وأدرار، وتحولت القضية إلى تجارة مربحة في غمرة تدفق مئات اللاجئين على عين ڤزام وتمنراست يوميا، شبكات المافيا تستغل الأمر لتمرير قوافل المهاجرين نحو الشمال ويتم تحريرهم في ولايات تمنراست وأدرار وأقل في غرداية وفي هذا المجال، اطلع الأمين الوطني المكلف بالملفات المختصة للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، على بيان وزارة الداخلية النيجيرية تشير فيه إلى عثور السلطات النيجيرية على جثث 34 مهاجرا، بينهم 5 رجال و9 نساء و20 طفلا، في الصحراء النيجرية، ويبدو أنهم لقوا حتفتهم خلال محاولتهم الوصول إلى الجزائر. كما أشار البيان إلى أن المهاجرين "تركوا من قبل مهربين" خلال الأسبوع الثاني من جوان. في حين رجحت مصادر أمنية النيجيرية أن يكون العطش سبب وفاتهم، كما هو الحال في كثير من الأحيان.