عادت قضية تعفن لحوم الأضاحي لتلوح من جديد، حيث كشفت التحقيقات التي أطلقتها الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، فور الشكوى التي لحقتها من طرف المستهلكين عبر عدة مناطق من الوطن، أن هناك مواد كيماوية سامة تم استعمالها للكباش بقصد تسمينها. كما تكهنت المنظمة فيما سبق ودفعت النتائج الأولية لتكتل عدة بياطرة لمطالبة الغرف الفلاحية بمنع بيع الأدوية البيطرية لمربي المواشي. من جهتها كشفت البيطرية نزيهة جداني بمنظمة حماية المستهلك في حديثها ل«البلاد"، أن البياطرة اجتمعوا قبل عيد الأضحى وطالبوا بمنع بيع الأدوية البيطرية عشوائيا لمربي المواشي ولكن لم يستمع لانشغالهم من طرف الوصاية، وتم اجتماع آخر من طرف بياطرة، حيث اطلق مبادرة منع بيع الأدوية البيطرية لمربي المواشي. وأفادت المتحدثة أن التحقيقات الأولية أكدت أن هناك بياطرة تورطوا في تلقيح المواشي باستعمال مواد محظورة ومسببة للسرطان بهدف تسمين الأضاحي على حساب صحة المستهلك، مؤكدة أن التحقيقات الكلية لوزارة الفلاحة والدرك لم تظهر نتائجها بعد. من جهة أخرى، وبعد الظاهرة التي أربكت المستهلكين بخصوص تعفن وظهور بقع زرقاء في لحم الأضاحي بعد 24 ساعة من ذبحها، قام العديد من المستهلكين برمي أجزاء من الأضاحي. وأخطر مواطنون في عدة ولايات من البلاد، المصالح البيطرية، بظاهرة فساد لحوم الأغنام والتي لوحظت خلال اليوم الثاني من عيد الأضحى. وحذرت جمعية حماية المستهلك المستهلكين من تناول اللحوم المصابة أو الاحتفاظ بها وطلبت منهم التخلص منها، كونها غير قابل للاستهلاك لتشبعها بالمواد الكيماوية السامة المظرة بالصحة. في سياق آخر وبعد التحقيقات التي أفضت لوجود مواد سامة في الكباش المستهلكة، قام مجموعة من الأطباء البياطرة الخواص بتوقيع وثيقة مرفوقة بتوقيعاتهم وختم مكاتبهم، تحصلت "البلاد" على نسخة منها تفيد بمنع بيع الأدوية البيطرية لمربي الحيونات وعدم وضع تحت تصرف المربي الأدوية البيطرية معدة للحقن، خاصة وأن هؤلاء انتهزوا فرصة اقتراب عيد الأضحى وسمحوا لأنفسهم بحقن الأضاحي لتسمينها باستعمال مواد مضرة مشبعة بالهرمونات والمواد السامة فُضحت بمجرد ذبح الأضحية. للتذكير، فقد فتحت مصالح البيطرة التابعة لوزارة الفلاحة بعدة ولايات تحقيقا بالتنسيق مع الدرك الوطني لمعرفة أسباب فساد لحوم أغنام عيد الأضحى وستفرج عن نتائج التحقيقات نهاية الأسبوع.