-الشاهد: "نسعى للمحافظة على الطابع الاستثنائي في علاقاتنا مع الجزائر" - سلاّل: "تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب تحت تصرّف أشقائنا التونسيين" جدّدت الحكومة التونسية تأكيدها على طي صفحة "التوتر" مع الجزائر بفعل الضريبة المفروضة منذ 2014 على دخول مركبات الجزائريين إلى تونس. وتتوخى السلطات التونسية من خلال زيارة رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، رفع مستوى التعاون والتنسيق والتشاور في المجالات الأمنية والإقتصادية والسياسية لمواجهة التحديات المشتركة التي تمر بها المنطقة. وأكد رئيس الحكومة التونسية أن بلاده تسعى للمحافظة على الطابع "الاستثنائي" الذي يميز العلاقات الجزائريةالتونسية. وأضاف الشاهد في تصريح للصحافة عقب وصوله بمطار هواري بومدين الدولي أن العلاقات الجزائريةالتونسية "استثنائية"، مشيرا إلى أن تونس "تسعى إلى الدفع بهذه العلاقات والمحافظة على مستواها الاستثنائي". وعبر الشاهد في السياق نفسه عن أمله أن تكون هذه الزيارة "فرصة" للمزيد من الدفع لهذه العلاقات خاصة في "المجال الأمني ومكافحة الإرهاب وكذا التعاون الاقتصادي والتجاري"، مضيفا أن هذا الأمر هو في الحقيقة "تجسيد لإرادة الشعبين الأخوين الجزائريوالتونسي اللذين يتقاسمان تاريخ مشترك ونضالات مشتركة ومستقبل مشترك". وترحم رئيس الحكومة التونسي بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة وذلك خلال زيارته الرسمية التي تأتي لإذابة الجليد الذي طبع العلاقات بين البلدين في الأسابيع الأخيرة. وقام الوزير الأول التونسي الذي كان مرفوقا بالوزير الأول، عبد المالك سلال، بوضع إكليل من الزهور بمربع الشهداء بعدما دعاه سلال رسميا لهذه الزيارة التي تدوم يوما واحدا. من جهته عرض الوزير الأول، عبد المالك سلال، على السلطات التونسية الاستفادة من الخبرة الجزائرية في مكافحة الإرهاب وملاحقة المجموعات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة. وعبّر سلال حسب مصادر عليمة عن استعداد الجزائر التام للعمل والتنسيق مع الجانب التونسي في المجالات المتصلة بتبادل المعلومات والخبرات بين المصالح الأمنية المختصة، وتدعيمها بدورات تكوينية وتدريبية، وعرض استحداث آلية مشتركة للتنسيق الأمني بين المصالح المهتمة بأمن الحدود في البلدين. ويأتي العرض الجزائري في ظرف دقيق تمر به تونس، خاصة بعد ملاحقة مجموعات إرهابية تنتمي إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي و«داعش" في مناطق متفرقة قرب الحدود مع الجزائر، وسعي تونس إلى الاستفادة من الخبرة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب وتعقّب التنظيمات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة، والحد من تأثير انتشار السلاح الليبي في المنطقة. وتم الاتفاق بين الجزائروتونس، خلال هذه الزيارة، على رفع مستوى التعاون والتنسيق الأمني بين المصالح الأمنية والعسكرية عبر آلية مشتركة تمهيدا لبدء تنفيذ خطة لتنسيق العمليات الأمنية التي تتصل بأمن الحدود ومكافحة الإرهاب، وكذا تكوين وتدريب الكوادر البشرية وتبادل الخبرات والتجارب في المجال الأمني، وتفعيل التعاون الميداني بين جهازي الحماية المدنية في البلدين، وكذا التفاهم للعمل على تنمية المناطق الحدودية بالبلدين وتسهيل تنقل وعبور مواطني البلدين الشقيقين. وأكد الناطق باسم الحكومة التونسية إياد الدهماني على أهمية هذه الزيارة، حيث تعد الجزائر القبلة الأولى لكل المسؤولين التونسيين نظرا لعمق العلاقات الثنائية، مؤكدا ضرورة الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية، وتعميق التعاون والشراكة لمواجهة التحديات. وأضاف إياد الدهماني أن تونس تعول كثيرا على التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب وتعتبرها أنموذجا لإحقاق الأمن والسلم، معتبرا أن التحدي الأمني مشترك بين البلدين.-