عيسى: الجزائر لا تريد حربا طائفية مهما كان الحال أفاد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أن الحكومة ستطلق "جهاز إنذار وطني يتكفل بمواجهة الحركات الطائفية التي تظهر في عدد من الولايات". وذكر عيسى أن "هذه الآلية ستعمل على التنسيق والتشاور بين وزارات ومصالح وقطاعات مختلفة لرصد الانحرافات التي تهدّد المرجعية الدينية الوطنية المرتكزة على المذهب المالكي". وتلقى الوزير الأول، عبد المالك سلال، حسب مصدر أمني تحدث ل«البلاد"، تقريرا مفصّلا عن "انتشار مجموعات دينية غريبة تدّعي انتماءها للأحمدية وتمارس طقوسا غريبة في فضاءات سرية". وحذّر التقرير من "مساعي تلك المجموعات لاختراق المؤسسة المسجدية والوسط الجامعي والهيئات الشبانية وحتى فضاءات الدروس الخصوصية التي تقدّم للتلاميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة". وأكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف في رده على السؤال الكتابي للنائب بالمجلس الشعبي الوطني عبد الهادي راس مال بشأن انتشار المذهب الشيعي في الجزائر أن "المساجد والزوايا والمدارس القرآنية أبعد ما تكون عن التأثر بهذا الفكر بل إنها تمثل خط الدفاع الأول عن معتقد الأمة ومرجعيتها قصد متابعة دائمة لمظاهر الانحرافات المذهبية والتشدد الديني وكل خلل قد يلحق أو يمس بالوحدة الدينية للمجتمع والثوابت والقيم الوطنية وبالنظام العام للأداب العامة". واعترف عيسى أن "بعض الأطراف تحاول تشويه صورة الإسلام والمسلمين ونقل بعض الأمور المغلوطة عنه إلا أن الجزائر كانت ولا تزال تتواجد في جبهة الدفاع الأولى عن صورة ديننا الحنيف من خلال إبراز المبادئ الإسلامية السمحة والحضارة والتجربة والرسالة التي نشرها عبر العصور." وقال المسؤول الأول عن القطاع الديني أن الجزائر "تعتقد أن كل فكر لا ينسجم وميراثها الحضاري ومرجعيتنا الدينية جسم غريب يحتاج إلى تكفل خاص، مشيرا إلى أن الفكر الشيعي مرحب به في الفضاء الشيعي الذي نشأ فيه واحتضنته شعوبه ولكنه غير مرحب به عندما يسبب تحوله إلى إيديولوجية سياسية تجتث المنتمي إليها من المنظومة السياسية الوطنية وهو غير مرغوب فيه عندما ينتظم لتغيير المنظومة الدينية الوطنية ويحاول إعادة تشكيل المنظومة الاجتماعية لأنه لا ينتج، إلا مظاهر الصدام والفوضى التي سوف تهدد وحدته". وأوضح أن "الجزائر لا ترغب في حرب طائفية ولا تريد لا أحمدية ولا شيعية ولا وهابية"، معتبرا في هذا السياق أن "معالم المرجعية الدينية الوطنية أصبحت فريسة للغزوات الأجنبية مما يستدعي العمل بلا هوادة على الرجوع إلى المرجعية الدينية الوطنية وترسيخ قناعة الجزائريين بانتمائهم لهذا الإرث الغني". وقال الوزير عيسى إن "الحكومة الجزائرية وافقت على طلب الوزارة الداعي إلى إنشاء مرصد وطني لمكافحة التطرف المذهبي في الجزائر، مشيرا إلى أن ذلك سيتم في القريب العاجل". وأضاف أن هذا المرصد الذي يعتبر بمثابة جهاز إنذار وطني يضم مسؤولين وإطارات من وزارة الشؤون الدينية وقطاعات أخرى كالتربية والثقافة ووزارة الداخلية والجماعات المحلية، سيتولى مهمة "تحليل الظواهر الخاصة بالتطرف الديني، وفضح الخطط المعدة في هذا الشأن، إلى جانب تقديم الحلول والاقتراحات المناسبة".