النقابات بصوت واحد: "لا تراجع عن الاحتجاجات إلى غاية تلبية مطالبنا" نجح تكتل نقابات الوظيف العمومي الذي باشر أمس المرحلة الثالثة من الإضراب، في حشد آلاف الموظفين الممثلين لمختلف قطاعات الوظيف العمومي أمام مقر الولايات عبر الوطن وامام مقر ثانوية الادريسي بالعاصمة، بالرغم من التعزيزات الأمنية، حيث رفع الموظفون خلال تجمعاتهم شعار واحدا "لا لقرارات الثلاثية ولا لتجويع الموظف وقدرتنا الشرائية متدنية والمساس بها هو مساس بتماسك الجبهة الاجتماعية"، وعبروا عن سخطهم من القرارات الانفرادية للحكومة التي ستذهب بالموظفين إلى طريق مسدود. وطوقت مصالح الأمن صباح أمس مختلف مقرات الولايات عبر الوطن وكذا مقر وزارة التربية برويسو، تحسبا للاعتصامات والإضراب الذي شرع فيه تكتل نقابات الوظيف العمومي، أمس، وأغلقت مصالح الأمن مختلف المنافذ المؤدية إلى مقرات الاعتصامات التي أعلن عنها التكتل لمنع الموظفين من التجمهر أمامها ولبى الموظفون بقوة نداء التكتل، حيث احتشدوا بالمئات أمام مقرات مختلف الولايات، حيث خرج الأساتذة في قطاع التربية، رفقة الأطباء وعمال التكوين المهني والتعليم العالي وكذا عمال الإدارات العمومية وحتى عمال قطاع الطاقة والمناجم وعمال التجارة، في احتجاجات موحدة لأول مرة تحت شعار "وقفة الكرامة من أجل الدفاع عن الحقوق المكتسبة"، رفعوا شعارات أهمها "قدرتنا الشرائية متدنية والمساس بها هو مساس بتماسك الجبهة الاجتماعية، لا لإلغاء التقاعد دون شرط السن، مطالبنا اجتماعية مهنية.. عبثا تحاولون تسييسها، مشروع قانون مالية 2017 مشروع دولة أصحاب المال"، لا لتجويع الموظف ولا لعودة دولة الخمامسة". المركزية النقابية متهمة بمحاولة كسر الإضراب.. والمدراء يفشلون في إبقاء التلاميذ بالأقسام في العاصمة، تم تشكيل طوق أمني مشدد في محيط ثانوية الادريسي بساحة أول ماي التي تجمع أمامها مئات الموظفين من قطاعات التربية، الصحة والادارة العمومية للمطالبة بالتراجع عن قرار إلغاء التقاعد النسبي، بدل مقر ولاية الجزائر، كخطة "تكتيكية" لتمويه قوات الأمن ومواجهة محاولات "كسر" الإضراب وتجاوزت نسبة الاستجابة للإضراب الوطني الذي استأنفه أمس التكتل المستقل، 65 بالمائة في مدراس ولاية الجزائر بجميع الأطوار. وقال رئيس مكتب ولاية الجزائر لاتحاد عمال التربية والتكوين، سيد علي عدمان، في تصريح ل«البلاد" إن ممثلي التكتل المستقل من جميع القطاعات والنقابات تعمدوا تغيير مقر الاعتصام الولائي من مقر ولاية الجزائر إلى ثانوية الادريسي في ساحة أول ماي، لمواجهة محاولات منع المناضلين من التجمع. واستنكر المتحدث بشدة الضغوطات التي مارسها مدراء المدارس التابعين للمركزية النقابية على المضربين لكسر الاحتجاج، حيث باءت جميع محاولاتهم الابقاء على التلاميذ داخل الاقسام تطبيقا لتعليمات الوزيرة بن غبريت بالفشل، بسبب غياب التأطير فأغلب المشرفين والمساعدين التربويين منضويين تحت لواء نقابات التربية التابعة للتكتل، وتم بناء على ذلك تسجيل نسبة استجابة كبيرة في عدة مناطق من ولاية الجزائر، حيث لوحظ شلل تام في عدد من المتوسطات على غرار متوسطة الادريسي وباستور وسلمان الفارسي ومناني 1 وبوساعة في بئر مراد رايس ومتوسطة لاعب الطيب بزرالدة وطرابلس في حسين داي. من جهته قال عبد الكريم بوجناح رئيس نقابة "أسنتيو"، إن نجاح الوقفات الاحتجاجية أمام مقرات الولايات، بمثابة صفعة للحكومة وتأكيد أن الموظفين وقفوا وقفة رجل واحد ضد سياسة الحكومة، وأضاف أن اعتصام الأحد المقبل سيعرف مشاركة قياسية، حيث سيشارك فيه المناضلون من كل المناطق أمام مقر البرلمان، للتاكيد على أن "العمال فقدوا الثقة في الحكومة وأن إسقاط قرار إلغاء التقاعد النسبي شرط للتفاوض". استجابة متفاوتة في المستشفيات والمؤسسات الصحية وفيما يخص قطاع الصحة، فقد عرفت مختلف العيادات ومؤسسات الصحة الجوارية بالعاصمة، استجابة متفاوتة بسبب توقف الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان العامون عن العمل، تلبية لنداء التكتل المستقل دون تسجيل أي نوع من الضغوطات. وشهد مستشفى مصطفى باشا الجامعي تذبذبا في تقديم العلاج على مستوى مختلف المصالح، حيث اضطر الأطباء المنخرطون في نقابة ممارسي الصحة العمومية إلى توقيف الفحوصات والأشعة، مع ضمان الحد الأدنى من الخدمات. وقال رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، الدكتور إلياس مرابط، إن التكتل المستقل لم يرفض لحد الساعة، أية دعوة للحوار، مضيفا أن دعوة وزير العمل التنظيمات المستقلة إلى المشاركة في إعداد قائمة المهن الشاقة لا تعفي الوزير ولا الحكومة من مسؤولية محاولات الاستيلاء على مكسب هام هو التقاعد النسبي. وشدد محدثنا، على أن الحكومة مطالبة بتأكيد حسن نيتها بالتراجع عن قرار إلغاء التقاعد النسبي، والبحث عن بديل يجنب خزينة صندوق التقاعد الإفلاس، ويحافظ على مصالح العمال. وشدد التكتل المستقل أمس على تمسكه بتحقيق كل مطالبه "المشروعة"، مشيرا إلى أن إضراب موظفي مختلف القطاعات "تعبير صريح عن رفضهم القرارات الفوقية التي تمس مكتسباتهم"، وهو صرخة في وجه الحيف والظلم المسلط على رقابهم واستمرار الحكومة في التضييق والتهديد واعتماد سياسة الهروب إلى الأمام..". وقال التكتل في بيان له، موازاة مع أول أيام إضراب المرحلة الثالثة، إنه تقرر إعفاء نقابة البياطرة من المشاركة في الإضراب والحركات الاحتجاجية، بسبب ظهور فيروس أنفلونزا الطيور ودور الأطباء البياطرة في التصدي له، وهذا سعيا منه يضيف لتحمل مسؤولياته في حماية صحة المواطن. فيما سجل التحاق ممثلي عمال قطاع سونلغاز وموظفي قطاع التجارة بالحركة. وشهد اليوم الاول من الإضراب، حسب التكتل، توافد الموظفين والعمال رغم غلق كل المنافذ المؤدية إلى أماكن الوقفات، حيث سجل استجابة قوية لنداء الاعتصام، في كل ولايات الوطن للمطالبة بالتراجع عن القرار المتخذ في اجتماع الثلاثية والمصادق عليه في مجلس الوزراء والمتعلق بإلغاء التقاعد النسبي والتقاعد دون شرط السن، وإشراك النقابات المستقلة في إعداد مشروع قانون العمل الجديد، مع حماية القدرة الشرائية لكل العمال والموظفين، لا سيما الفئات ذات الدخل الضعيف والتحذير من الانعكاسات السلبية لمشروع قانون المالية لسنة 2017 . التكتل يدعو باقي القطاعات إلى الالتحاق بالاحتجاج للضغط أكثر على الحكومة ندد تكتل النقابات بكل الممارسات "غير القانونية" في حق المضربين والمعتصمين، ودعا النقابات في باقي القطاعات للالتحاق بالحركات الاحتجاجية، والتجند ورص الصفوف لتحقيق كل المطالب المشروعة وإنجاح الإضراب "التاريخي والتجمعات على المستويين الجهوي والوطني". وعن نسبة الاستجابة للإضراب، ذكرت خلية متابعة الإضراب المجتمعة يوم 21 / 11 / 2016، انه تم تسجيل نسبة 64 بالمائة في الادارات العمومية "البلديات خاصة"، و21 بالمائة لدى موظفي التعليم العالي، في حين سجل استجابة 17 بالمائة وسط أساتذة وموظفي التكوين المهني، 12 بالمائة لدى موظفي التجارة، و46.5 لدى موظفي الصحة. وسجلت الاحصائيات استجابة 62.73 بالمائة في قطاع التربية بمختلف اسلاكها ونسبة 62.73 بالمائة لدى موظفي الصحة العمومية و6.43 وسط الممارسين الطبيين، و55 بالمائة لدى قطاع التكوين المهني. أما في قطاع الطاقة والمناجم، فقد استجاب 10 بالمائة من موظفي الكهرباء والغاز.