أثنى نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي، على تجربة الجزائر في المصالحة الوطنية وسمعة دبلوماسيتها ونشاطها ونجاحاتها في دور الوسيط لحل النزاعات، معتبرا أنه على الدول الإفريقية والعربية الاستفادة من التجربة الثرية التي تملكها الجزائر في مجال السلم والأمن. اعتبر أحمد بن حلي في تصريح له على هامش أشغال الملتقى الرابع رفيع المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا المنعقد بوهران أن للجزائر تجربتان لابد من الاقتداء بهما تتعلق الأولى بتجربة المصالحة الوطنية التي هندسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ومكنت من استرجاع الأمن والسلم، حيث أكد أنه يجب الاستفادة من تجربة الجزائر الثرية في هذا المجال على المستويين العربي والإفريقي، أما التجربة الثانية فهي نشاط الدبلوماسية الجزائرية وسمعتها وخبرتها في الوساطات التي تعد خبرة لابد من الاستفادة منها على المستوى القاري والدولي. وفي السياق، اعتبر أحمد بن حلي أن الجزائر التي تتمتع بالعضوية في الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي تعد حلقة وصل بين العالمين العربي والإفريقي في وقت يواجهان تحديات عديدة، خاصة ما تعلق بتأثير الدول القوية من خلال التعسف في استعمال حق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي. وقال أحمد بن حلي إن الاتحاد الإفريقي كأحد المنظمات النشيطة يحاول دائما حل مشاكل القارة على المستوى الداخلي أي القاري قبل نقلها إلى هيئة الأممالمتحدة، وهو أمر وصفه نائب الأمين العام للجامعة العربية بالمهم، خاصة بالنظر إلى التدخلات الدولية التي عانت منها الجامعة العربية، وبالنظر أيضا إلى توجه مجلس الأمن الدولي إلى عدم مراعاة مصالح الدول والشعوب أكثر من مراعاة مصالح القوى الكبرى التي تملك حق الفيتو وتستعمله إفراطا في القضايا الحيوية للشعوب، وهي النقطة التي تحتاج إصلاحا على حد تعبير أحمد بن حلي من خلال تحرك إفريقي يلفت الانتباه إلى مصالح الشعوب الإفريقية. وفيما يتعلق بملتقى وهران الذي يجمع عددا من الدول الإفريقية وخبراء وممثلين لهيئات إقليمية وأممية لبحث إشكالات الأمن والسلم المطروحة على المستوى القاري، قال بن حلي إن الموعد يعد أحد المعالم الهامة في اللقاءات الدولية الخاصة بملف الأمن والسلم في إفريقيا وفي العالم، ويدخل في إطار نشاط الدبلوماسية الجزائرية وسمعتها، خاصة ما تعلق بالوساطة لحل النزاعات وحفظ الأمن في القارة السمراء، وهي الجهود التي كانت محل إشادة دولية بما فيها عنصر اعتماد المصالحة الوطنية لحل النزاعات الداخلية للدول واسترجاع السلم والاستقرار، وهو ما تعول الجزائر لنقله إلى أطراف النزاع في ليبيا من أجل إعادة الاستقرار لهذه الدولة ومحيطها المجاور اعتمادا على حكمة أن التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول لا يورث إلا الفوضى.