في إطار العناية الشديدة التي توليها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي للمنظومة التكوينية بكافة تخصصاتها ومستوياتها، ومتابعة لمسار تنفيذ برامج التعليم والتكوين للسنة الدراسية 2016-2017، قام الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بزيارة عمل وتفتيش إلى الأكاديمية العسكرية لشرشال "الرئيس الراحل هواري بومدين" يوم الخميس 29 ديسمبر 2016. استُهلت الزيارة بعرض قدمه قائد الأكاديمية العسكرية اللواء علي سيدان حول الوضعية العامة لهذه القلعة التكوينية الرائدة، وحول مسار وتطور التكوين والتعليم بها، والدور الأساسي الذي تقوم به في ميدان تكوين الطلبة لفائدة جميع القوات والمديريات وهذا منذ سنة 2007، تاريخ الشروع في إصلاح المنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي. لتُصبح بذلك الأكاديمية مشتلة حقيقية لتخريج الكفاءات ومصدرا لا يَنْضَبْ تتزود منه مختلف الوحدات القتالية، بالعنصر البشري الكفء والمؤهل الذي يضمن لها مواصلة أداء مهامها.
بعدها، تفقد السيد الفريق بعض المرافق الإدارية والبيداغوجية والمعيشية، ليُشرف إثر ذلك وبحضور اللواء أحسن طافر قائد القوات البرية على عقد لقاء ضم إطارات ومتربصي وطلبة الأكاديمية ألقى خلاله كلمة ركز فيها على الأهمية القصوى التي يكتسيها هذا اللقاء، والحرص الشخصي الذي يوليه لتاريخ الجزائر الحافل بالبطولات والأمجاد: "إن تمسك الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني بقيم وطنه وشعبه الروحية والوطنية، هو ثابت من الثوابت المسلكية الراسخة في الأذهان والعقول، التي عاهدنا الله ودم الشهداء على أن لا نحيد عنها أبدا، فهي عماد القوة التي نمتلكها، والمشكاة التي نهتدي بنورها إلى ما يحقق لقواتنا المسلحة، المزيد من موجبات النجاح والتطور المطرد. فعلى هدى ذلك، انبثقت رؤيتنا العقلانية والبعيدة النظر وتم العمل بصورة مستمرة ومثابرة، مراعين فيه أهمية التخطيط المسبق، وضرورة التفكير المتروي، وحتمية الإصرار على تحقيق النجاح المرغوب وبلوغ الغاية المنشودة، وقد رافقنا كل ذلك بمتابعة حثيثة لسير الأعمال والنشاطات، جسدتها زيارات ميدانية عملية وتفتيشية وتقييمية دائمة ومتواصلة عبر كافة النواحي العسكرية. فعلى هذا النهج الطموح، استطاعت أعمالنا أن تبلغ مراميها، وبه استمرت جهودنا دون هوادة وتمكنت من أن تنجح وتثمر النتائج المرجوة، وسنستمر بحول الله تعالى وقوته، مسنودين بتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، في السير على هذا الدرب الذي سيوصل قواتنا المسلحة إلى ما يليق بها من مراتب سامية وإلى ما تستحقه من مصاف رفيعة تتوافق مع حجم التحديات المعترضة". السيد الفريق ذكر بالدور الريادي للأكاديمية في مجال التكوين والتعليم كونها تمثل العمود الفقري للمنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي وركنها الركين: "إنني أقول هذا الكلام البديهي حتى أذكركم بما تمثلونه من أهمية قصوى، وبما تمثله على الخصوص هذه الأكاديمية التي تتولى مهمة إجراء التكوين القاعدي، الذي أصبح منذ السنة الدراسية 2012-2013، يضم طلابا من مدارس أشبال الأمة، هذه المدارس التي كانت، وأذكر بذلك مرة أخرى، ثمرة لقرار فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، القاضي بإعادة بعث مدارس أشبال الثورة في ثوبها الجديد وبتسميتها الحالية مدارس أشبال الأمة. هؤلاء الذين تخرجت أولى دفعاتهم خلال السنة المنصرمة 2015-2016، وقد حققوا نتائج معتبرة بل ومبهرة يعلمها الجميع، وهم بذلك يستحقون منا اليوم كل الإشادة والتنويه، ويستحقون أيضا بأن يكونوا قدوة لغيرهم من زملائهم في هذه الأكاديمية وفي غيرها من المدارس العليا الأخرى. ولا ينبغي أن يغيب عن الأذهان أنه ما كان لمنظومتنا أن تحقق هذه النتائج لولا الحرص الذي أبدته القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي في السنوات الماضية، تجاه إحاطة منظومتنا التكوينية بكافة مؤسساتها ومستوياتها التعليمية بما تستحقه من رعاية، حيث عملنا ولا نزال نعمل بجهد كبير على توفير كافة الإمكانيات المادية والمنشآتية، إضافة إلى العنصر البشري الذي يكفل تفعيل الأداء التعليمي والتكويني النظري والتطبيقي، ويسهم بالتالي في ترقية مستويات مردوديتها العلمية والمعرفية. وفي هذا الشأن وباعتبار أن الأكاديمية العسكرية لشرشال "الرئيس الراحل هواري بومدين" تمثل العمود الفقري للمنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي وركنها الركين، وبالنظر كذلك لعراقتها وإسهاماتها البارزة وطنيا وحتى دوليا، فقد حظيت هذه المؤسسة التعليمية القاعدية الكبرى بعناية خاصة بل ومتميزة حيث جعلنا منها منطلقنا الناجح والسليم عند بداية تطبيق الرؤية الإصلاحية التي شرعنا فيها منذ سنة 2007، مما جعلها تحوز اليوم على رصيد تعليمي وتكويني بالغ الأهمية، وتمثل منبتا حقيقيا للكفاءات ومصقلا أساسيا للمواهب والمهارات، التي منها تتزود مختلف وحداتنا القتالية بالعنصر البشري المؤهل، الذي يضمن لها، من جهة، مواصلة أداء مهامها كما هو مرغوب، وتفتح المجال واسعا أمام إطاراتنا المستقبلية ليصبح بمقدورهم فعلا وليس قولا، مضاهاة نظرائهم في الجيوش الأجنبية المتقدمة، في كافة المجالات والمستويات، من جهة أخرى". السيد الفريق وفي ختام مداخلته طالب الجميع بأن يكونوا دوما أوفياء لوطنهم ولشعبهم ولجيشهم، وأن يظل شعارهم الأول والأخير هو حب الجزائر السيدة والمستقلة: "وأوصيكم أخيرا، أيها الشباب أنتم الذين ما زلتم في بداية مشواركم المهني، بأن لا تنسوا إطلاقا بأنكم تنتسبون إلى الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، ذي الروابط الشعبية والجذور الوطنية والسلوك المبدئي، شعاره الأول والأخير هو حب الجزائر السيدة والمستقلة، وغايته بقاء رايتها ترفرف عاليا خفاقة على كل شبر من ترابها المقدس الآمن والمستقر. فكونوا جميعا أوفياء لجيشكم ولوطنكم وللعهد الذي قطعتموه على أنفسكم أمام الله أولا وأخيرا، ثم أمام وطنكم وشعبكم، وأن تكونوا في مستوى الأمانة الثقيلة التي ستتحملون وزرها". نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي فسح المجال أمام الإطارات والطلبة، الذين عبروا عن امتنانهم على العناية التي توليها القيادة العليا للأكاديمية، مثمنين المستوى العالي الذي بلغته ومعبرين عن اعتزازهم الكبير بالانتماء إلى صفوف الجيش الوطني الشعبي واستعدادهم الدائم من أجل الدفاع عن الوطن والحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره.