تتطلع الجماهير الإفريقية بشغف شديد، لمتابعة المنافسة المحتدمة التي ستكون بين كبار القارة "السمراء" على لقب كأس الأممبالغابون، لكن بين هذا وذاك سيحظى الصراع على لقب "الحصان الأسود" للبطولة على اهتمامات العديد من المتتبعين، طالما أن هذه التسمية تُنسب للفريق المغمور الذي يكون مفاجأة البطولة ويُحقق نتائج باهرة من العدم، في وقت لم يكن يتوقع أحد نجاحه أو بروزه، مكسرا بذلك حاجز المنطق ومحطما قيود توقعات الخبراء والمحللين، ليبهر العالم بأدائه ونتائجه أجبرت المنافسين، قبل الأنصار، على رفع القبعة له، على غرار ما فعلته اليونان وكوريا الجنوبية في الدورات العالمية. وهو الأمر الذي ليس بالبعيد عن إفريقيا، فلم تعد القارة "السمراء" تلك التي يسيطر عليها عدد محدود من القوى، وإنما كسر تتويج منتخب زامبيا بنسخة 2012، ووصول بوركينا فاسو لنهائي النسخة التالية حاجز الخوف لدى الفرق الضعيفة نسبيا، ورفع سقف طموحاتهم، ولعل نتائج تصفيات إفريقيا المؤهلة للنسخ الأخيرة من كأس العالم خير دليل على ذلك. وهو ما يجعل منتخبات على شاكلة الغابون البلد المنظم، وكذا أوغندا وكونغو الديمقراطية تأمل في تحمل لقب "الحصان الأسود" في هذه الدورة، حيث إن تواجد الغابون في مجموعة قوية التي تضم الكاميرون، وبوركينا فاسو، وغينيا بيساو، تجعله في وضع أصعب من أجل اقتناص تأشيرة المرور إلى الدور المقبل، كما تطمح أوغندا العائدة إلى "الكان" بعد غياب دام 39 سنة، إلى التسلح باللقب المعنوي بعدما اختارته "الكاف" كأحسن منتخب لعام 2016، من أجل مباغتة الخصوم وتحقيق نتائج إيجابية، فيما سيكون منتخب الكونغو الديمقراطية في مهمة استعادة أمجاده بمسماه القديم "زائير"، الذي حصد اللقب مرتين، في حين يتوقع العديد من المتتبعين بأن يكون منتخب بوركينافاسو الحصان الأسود الجديد، بقيادة البرتغالي باولو دوراتي.