ستيفان دي ميستورا يبدأ محادثات مع أطراف في النظام والمعارضة سيطر الجيش السوري الحر والقوات المسلحة التركية على مدينة الباب شرقي حلب السورية بعد معارك عنيفة مع تنظيم "داعش" الإرهابي استمرت أسابيع. وأفادت مصادر في المعارضة السورية أن فصائل الجيش الحر المنضوية تحت عملية "درع الفرات" والمدعومة من القوات المسلحة التركية، شنت ليلة الأربعاء هجوماً على مواقع "داعش" في الباب لاستكمال السيطرة عليها، حيث تمكنت من السيطرة على المربع الأمني ومواقع أخرى وسط المدينة. ولفتت المصادر، إلى أن الفصائل تقوم حاليا بتمشيط الألغام التي خلفها التنظيم، مشيرة إلى أن التنظيم ترك كما هائلا من الألغام في كل أرجاء المدينة. وتأتي السيطرة على المدينة بعد 184 يوماً من انطلاق عملية درع الفرات التي تمكنت حتى الآن من تحرير مساحة تتجاو 1900 كيلو متر مربع، بالقرب من الحدود السورية التركية.
عشرات القتلى في تفجير قرب مدينة الباب
أفادت وسائل إعلام بمقتل 48 شخصا في تفجير قرب مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، وذلك بعد ساعات من إعلان قوات "درع الفرات"، التي تدعمها تركيا، طرد تنظيم داعش من المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن سيارة مفخخة استهدفت مقاتلي المعارضة المشاركين في عملية "درع الفرات" قرب مدينة الباب، وأضاف أن الهجوم أسفر عن 29 قتيلا. وذكر المرصد أن الانفجار هز "مقري المؤسسة الأمنية والمجلس العسكري" في قرية سوسيان التي تقع خلف خطوط مقاتلي المعارضة على بعد نحو ثمانية كيلومترات شمال غربي الباب. وتعد مدينة الباب الواقعة على بعد 25 كلم جنوب الحدود التركية آخر أبرز معقل للمتشددين في محافظة حلب، كما تشكل هدفا رئيسيا لعملية "درع الفرات" التي تنفذها القوات التركية وفصائل سورية معارضة قريبة منها منذ 10 ديسمبر. وتتزامن السيطرة على مدينة الباب مع البدء بجولة محادثات في جنيف بين النظام والمعارضة من أجل إيجاد حل للنزاع الذي يمزق البلاد منذ ست سنوات. ستيفان دي ميستورا يلتقي ممثلين عن النظام و المعارضة قال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إنه يعتزم إجراء بعض اللقاءات الثنائية مع الأطراف السورية يوم الجمعة، للحديث عن إجراءات الوساطة في مفاوضات جنيف 4؛ لما لها من أهمية. وفي مؤتمر صحفي عقده عقب انتهاء الجلسة الرسمية الافتتاحية لمؤتمر جنيف 4، كشف دي ميستورا أن : "الاجتماعات الثنائية لها أهمية قصوى"، موضحاً أنها ستكون مهمة كذلك في "وضع خطة العمل التي سيتبعها خلال هذه الجولة. "وتابع: "هذه العملية هي عملية وساطة، ووظيفتي أن أكون وسيطا؛ لذا سأواصل تحفيز وتشجيع الأطراف من خلال المعلومات والمساهمات حتى التمكن من تنفيذ أحكام القرار 2254 المتضمن لمسائل الحوكمة والدستور والانتخابات، وكذلك محاولة تحقيق التوافق بين الكيانات في المعارضة". وتعليقا على الجلسة الافتتاحية، لفت إلى أن "المعارضة بحاجة لبعض العمل، وبمصافحة بعضهم في الجلسة الافتتاحية وضعوا لبنة أساسية في المسار، وأن وفد المعارضة كان حاضرا ويضم عددا كبيرا، من بينهم المعارضة المسلحة". وشدّد دي ميستورا خلال تصريحاته على أن "السلام لا بد أن يعم بين الأطراف المتناحرة"، لافتاً إلى أنه "سيواصل التشجيع على إقامة الحوار بين الأطراف السورية". وخلال الجلسة الافتتاحية لمفاوضات جنيف 4 طالب المبعوث الأممي، في كلمة له، الأطراف السورية بالعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254. وإثر الانتهاء من كلمته، صافح دي ميستورا وفد المعارضة، وبعدها توجه إلى رئيس وفد النظام بشار الجعفري لمصافحته، إلا أن الأخير كان قد غادر القاعة قبيل مصافحة المبعوث الأممي. وحضر جلسة المفاوضات كل من الأطراف السورية، وممثلي أعضاء دول مجلس الأمن، ومجموعة دول الاتصال والدعم حول سوريا. من جانبه، قال رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري إن جدول الأعمال حول المفاوضات التي انطلقت اليوم غير واضح حتى الآن، وفي تصريح صحفي أدلى به في المقر الأممي، عقب الجلسة الافتتاحية الرسمية للمفاوضات، أفاد نصر الحريري بأنه "لا يمكن لبشار الأسد أن يبقى في الحكم، وأنه وفق القرار الأممي 2254، فإن الهيئة العليا للمفاوضات هي الممثل للمعارضة، وأن وفد المعارضة دافعه واحد، وهو حماية مصالح الشعب السوري بكل أطيافة وقراه وكل مدنه". ولفت إلى أن "اليوم المعارضة مستعدة للتعاون مع الأطراف الدولية، على أساس تحقيق الانتقال السياسي، أما إذا كانت هناك محاولات لوضع العصي في عجلات مسار التفاوض فلن يكون لروسيا دور، ويكون مواجهته بوفد موحّد"، في معرض رده على مطالبات موسكو بضم منصات معارضة أخرى لوفد الهيئة العليا للمفاوضات.