الآلاف من المستفيدين أحجموا عن الدفع منذ تاريخ الاستفادة
تتجه دواوين الترقية والتسيير العقاري بولايات القطر الجزائري، إلى تحصيل ديوان كراء السكنات الاجتماعية بشكل كامل، تنفيذا لتعليمات وزارة السكن والعمران، وتشير مصادر "البلاد" إلى أن الرقم المهول للمتخلفين عن تسديد الديون وصل إلى مبالغ قياسية، رغم أن تسعيرة كراء السكنات الاجتماعية الإيجارية لا تتعدى 2500 دينار جزائري شهريا، ووقفت تحقيقات إدارية لمصالح دواوين الترقية والتسيير العقارية في عدد من الولايات على أن هناك الآلاف من المستفيدين لم يدفعوا "فلسا" وواحد لمصالح التحصيل المتواجدة تقريبا في كل الأقطاب السكنية وهو الإجراء الذي لجأت إليه دواوين الترقية والتسيير العقاري بهدف تقريب إدارتها من السكان والمستفيدين، إلا أن مصالح التحصيل سجلت عزوفا منقطع النظير عن التسديد رغم اعتماد إجراء التحصيل بالتقسيط وعن طريق جدول موضوع بين الهيئة المعنية وبين المستفيد ليفشل هذا الإجراء أيضا، وأضافت ذات المصادر أن دواوين الترقية والتسيير العقاري بالولايات لجأت أخيرا وبشكل رسمي إلى تحويل ملفات المستفيدين على العدالة ومتابعتهم قضائيا، خاصة المستفيدين الذين أحجموا عن الدفع منذ سنوات 2003 إلى يومنا هذا، وأفادت ذات المصادر أن التحقيقات الإدارية المفتوحة في عدد من الولايات وقفت أيضا على أن العزوف عن تسديد مستحقات إيجار السكنات الاجتماعية الإيجارية يمس بشكل كبير المستفيدين المرحّلين من الأحياء القصديرية والفوضوية، حيث دفع هؤلاء حقوق "المفتاح" بعد حصولهم على قرار الاستفادة ومن يومها أحجموا عن الدفع إلى الآن، وهو ما جعل مصالح دواوين الترقية والتسيير العقاري تتخبط في مشاكل تسييرية كبيرا وصلت إلى حدود العجز عن تسديد أجور بعض عمالها، ورفع عدد من مدراء هذه الدواوين هذا الإشكال إلى وزارة السكن والمطالبة بإبداء الرأي بخصوص كيفية التعامل مع هذه الوضعيات، ليكون الرد باتخاذ الإجراءات الكفيلة باسترجاع المستحقات المالية بكل الطرق وتكون البداية بالإعذار الأول ثم الثاني وفي حالة العزوف تمرير الملف إلى العدالة مباشرة للفصل فيه، وهو الإجراء الذي من الممكن أن يصل إلى حد إلغاء الاستفادة وبالتالي استرجاع السكن الإيجاري إلى الحضيرة السكنية.