وزارة الطاقة: "الخارجية هي الجهة الوحيدة المخولة بالحديث عن الموقف الرسمي للجزائر" أقدم الصحفي الإيطالي، توماسو ديبانديتي، على فتح صفحة خاصة باسم وزير الطاقة الجزائري، مصطفى قيطوني، في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وشرع في نشر سلسلة تغريدات تعبر عن موقف دبلوماسي حول الخلاف الخليجي الذي اندلع عقب قرار دول خليجية قطع علاقاتها مع قطر. وسارعت وزارة الطاقة الجزائرية إلى إصدار بيان يدين انتحال صفة الوزير، مهددة بمقاضاة "الأطراف التي تتعمد التشويش على الموقف الرسمي المحايد من الأزمة". وأعلن توماسو ديبانديتي مباشرة بعد فتح الحساب أن "هذه الصفحة هي الحساب الرسمي للوزير مصطفى قيطوني على تويتر وشكرا لكم على المتابعة". وباشر الصحفي الإيطالي نشر مجموعة من التغريدات المتتالية باسم الوزير، تعبر عن مساندة الحكومة الجزائرية لأحد أطراف الأزمة، وهو ما يتعارض مع موقف الجزائر الرسمي الذي يقف على مسافة واحدة مع جميع الأطراف. ومن بين ما نشره ديبانديتي أن "الجزائر تعبر عن دعمها المطلق لقطر في جميع الميادين" وكذا "الجزائر تعرض دعمها السياسي والاقتصادي لإمارة قطر". وقد تناقلت مواقع إخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي هذه المستجدات التي تتعارض من موقف الجزائري المبدئي الرافض للتدخل في الشؤون الداخلية للدول والتزام الحياد من مختلف الخلافات الدولية بين عدة بلدان. ولاحتواء تداعيات ما قد ينجر عن هذا السلوك الذي تعود عليه الصحفي الإيطالي من خلال انتحال صفة شخصيات دولية ونشر معلومات خاطئة، سارع وزير الطاقة مصطفى قيطوني للتنديد "بشدة" بانتحال شخصيته عبر فتح حساب تويتر مزور يحمل اسمه من دون علمه بغرض المساس بصورته والادلاء بتصريحات كاذبة ومتطفلة وتحمل افتراءات باسمه، حسب ما جاء أمس في بيان للوزارة. وأضاف البيان: "يكذب وزير الطاقة كل التصريحات التي نسبت اليه في حساب تويتر المزور وذلك ليلة 5 الى 6 جوان2017 لأغراض خفية ودنيئة". وأشار المصدر إلى أن السيد قيطوني لا يملك لحد اليوم أي حساب على مواقع التواصل الاجتماعي. كما ذكر وزير الطاقة أن "وزارة الخارجية هي الوحيدة المخولة بالحديث عن السياسة الخارجية للجزائر". ومن جهة أخرى أضاف البيان أن "وزارة الطاقة تمتلك الحق في اتخاذ كل الإجراءات القانونية من اجل الدفاع عن مصالحها وصورتها". وبعد هذا التوضيح بساعات، عاد الصحفي الإيطالي لنشر "تغريدة" يعترف من خلالها بأنه هو من قام بفتح الحساب الوهمي وانتحال هوية الوزير. ويرجح مراقبون أن يكون موقف الصحفي الإيطالي ينم عن خطوة مدروسة من قبل جهات أخرى تعمل على توريط الجزائر في الأزمة الخليجية، رغم دعوتها أمس "مجمل البلدان المعنية بانتهاج الحوار كسبيل وحيد لتسوية خلافاتهم التي يمكنها بطبيعة الحال أن تؤثر على العلاقات بين الدول" وحثت الجزائر على "ضرورة التزام مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها الوطنية في جميع الظروف". وكانت كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر أعلنت فجر الاثنين المنقضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وطلبت من الدبلوماسيين القطريين المغادرة وأغلقت المجالات الجوية والمنافذ البرية والبحرية مع الدوحة.