أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري، من البرتغال استعداد بلاده لتطبيع العلاقات مع الجزائر وإعادة فتح الحدود، في توجه جديد في الخطاب السياسي للمخزن بعد سنوات من التصعيد الإعلامي والسياسي. وقال الفهري في تصريح، نهاية الأسبوع لوكالة الأنباء البرتغالية، أن ''مغربا عربيا مندمجا يعد ضرورة استراتيجية ومطلبا اقتصاديا''. وتلوّح التصريحات الصادرة من المسؤولين الدبلوماسيين في البلدين بدخول العلاقات مرحلة جديدة بعد سنوات من الخلافات والمواجهات في المنابر الإعلامية والحزبية وفي المنابر الدولية وخصوصا الأممالمتحدة. وكان وزير الخارجية مراد مدلسي أعلن في إسبانيا قبل أسبوع عن حركية جديدة في العلاقات الجزائرية المغربية تضم بعث الزيارات الرسمية على المستوى الحكومي، منها على وجه الخصوص الطاقة والزراعة والشباب والرياضة. وأضاف مدلسي في هذا الصدد أن الجزائر تعمل مع ''الأصدقاء والأشقاء المغاربة'' على توفير المناخ الملائم في منطقة المغرب العربي. ويعتقد أن هذي الحركية جاء ثمرة لوساطات عربية وإقليمية، منها وساطة قطرية، لكن لا يستبعد أن يكون للظرف الإقليمي المتميز بالفوضى وراء حاجة البلدين للنزوع نحو تهدئة الأجواء مع احتفاظ الدولتين بمواقفهما بخصوص القضايا الأساسية وخصوصا تسوية النزاع الصحراوي. ولا يبدو من الجانب الجزائري أي استعداد في المرحلة الحالية للاستجابة للإغراءات الغربية لفتح الحدود مع المغرب، نظرا لتكلفة ذلك اقتصاديا في ظل توجه الحكومة لتقليص نزيف العملة الأجنبية.