شد راسك وقل ربي زدني علما! شباب ''فيسبوك'' و''توتير'' أصبح لهم مرصد في الجزائر! هذا ما تقوله الأخبار التي تتحدث عن تجمع شعبي جديد يقارب تعداده 500 ألف مدون ومدونة يدونون ويتواصلون فيما بينهم! موقعا التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وهما أمريكيا الصنع، الأول نال صاحبه جائزة أفضل شخصية في أمريكا اكتسبا شهرة زائدة بعد أن دخلا على الخط مباشرة خلال عملية التغيير التي شملت نظام بن علي أولا ومن بعده مبارك. فشباب الإنترنت عموما هو الذي تجند ونزل وحرك الثورة، وهذا المعنى لا يجب فهمه خارج منطق أن نظام التواصل الاجتماعي شكل وسيلة للتنسيق للثورة، ولكنها ليست هي التي حضرت لها، وإلا لكانت أمريكا هي قائدة الثورات العربية، فهذه عوامل مرتبطة بالمستوى الثقافي والحضاري ودرجة الوعي السياسي والرغبة العملية في التغيير وحتى مستوى الظلم نفسه! وعندما يصبح لشباب فيسبوك وتويتر في الجزائر مرصد خاص مهم ويرأسه رئيس ''راصد'' معروف بالاسم واللقب وله أتباع ويتم التأسيس له بصفة رسمية في أكاديمية المجتمع المدني، فإن ذلك يمكنه أن يطمئن السلطة بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح الذي تريده، وهذا بعد أن طمأن بأنه لا يمارس السياسة وتدريبه على الممارسة الديمقراطية والنضال الاجتماعي الحرّ كما يقول! فالشبكة العنكبوتية التي أعجزت الأنظمة غير الديمقراطية والمنغلقة على نفسها. رغم مراقبتها وتوجيهها كما هو الحال مع وسائل الإعلام التقليدية، وجدت نفسها في الجيب هذه المرة دون أن يكون في ذلك عيب! ولهذا يفترض أن ولد قابلية وزير الداخلية يسارع إلى الموافقة على اعتماد المرصد كجمعية شبانية، وهذا عكس ما يريد أن يفعله مع الأحزاب غير المعتمدة بدعوى أن الظروق غير مهيأة. فهذا تفكيك لقنبلة موقوتة لم يتفطن إليها نظام بن علي ومبارك عنوانها الكبير: عدم وجود إطار قانوني لحزب فيسبوك على شكل مرصد (كمرصد حقوق الإنسان) أو لجنة (إذا أردت أن تقضي على قضية).