اشتكى رجال أعمال جزائريين من شركة إسبانية لم تدفع مستحقاتهم التي تجاوزت 150 مليار سنتيم في مشروع واحد هو ترامواي مستغانم، ناهيك عن عدة مشاريع أخرى مختلفة منها ترميم وتهيئة واجهة عمارات شارع "ديدوش مراد" في الجزائر العاصمة، بحجة أن المؤسسة الاسبانية أعلنت افلاسها. الشركة الإسبانية isolux corsan espagnol تحصلت على العديد من المشاريع في الجزائر مع مؤسسة ميترو الجزائر، الجزائرية للمياه، ولاية الجزائر، ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وإعادة واجهات عمارات قلب العاصمة. ورغم أن المؤسسة تحصلت على مستحقاتها من هذه الجهات، إلا أنها لم تدفع ولا سنتيما واحدا للمؤسسات المقاولة الجزائرية التي عملت معها في مختلف المشاريع والتي تتجاوز 57 مؤسسة وقعت ضحية الشركة المفلسة. وطالب بعض رجال الأعمال المعنيين في تصريحات ل"البلاد" من الوزير الأول عبد المجيد تبون التدخل للاسترجاع مستحاقاتهم التي تتجاوز 150 مليار في مشروع واحد فقط دون ذكر المشاريع الأخرى المختلفة. واغتنموا فرصة اقتراب اجتماع اللجنة الإسبانية الجزائرية في أكتوبر المقبل لدعوة الوزير الأول واللجنة المختصة للفصل في القضية والمطالبة بحقوقهم قبل أن يعلنوا إفلاسهم، فيما اشتكى رجال الأعمال رسميا لدى قاضي التحقيق الذي أمر بدفع مستحقاتهم في انتظار تنظيم وقفة احتجاجية قريبا وتقديم رسالة إلى سفير إسبانيا بالجزائر وإيداع شكوى رسمية لدى مصالح الوزير الأول. الشركة الإسبانية متعددة الجنسيات Isolux Corsán مفلسة وانسحبت من الجزائر.. والتزمت بإنجاز مشروع ترامواي قسنطينة (مع كوسيدار والستوم الفرنسية) وكذا ترامواي مستغانم (مع الستوم). وتعاني الشركة الإسبانية من متاعب مالية خطيرة، خاصة بعد غرامة قدرها 117 مليون دولار فرضتها الحكومة البوليفية مما جعل "كورسان" تنطلق في إجراءات إعلان الإفلاس في شهر أفريل الماضي كأجراء وقائي "يحميها" من المدينين لها. من ناحية أخرى، يواجه مشروع "ترامواي مستغانم" مصيرا غامضا بسبب الوضعية المالية المعقدة للشركة الإسبانية التي يبدو أنها لم تعد قادرة تماما على تنفيذ المشروع، فيما يبقى مصير رجال الأعمال المتضررين مرهونا بإيجاد تسوية مرضية لجميع الأطراف.