توج الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب مساء أمس، بدعوة مجلس الأمن إلى فرض الحظر الجوي على ليبيا جراء استمرار نظام القذافي في قصف الثوار والمتظاهرين بالطائرات الحربية. كما اتفق المجتمعون على ''فتح قنوات اتصال مع المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لمساعدة الشعب الليبي''. وواجه قرار الحظر اعتراض كل من الجزائر والسودان وسوريا واليمن، حيث عبر سفير سوريا لدى الجامعة العربية يوسف أحمد أمس في كلمة له. ، عن خشيته من أن يكون ''أي قرار عربي بفرض حظر جوي على ليبيا مجرد تمهيد للتدخل العسكري الخارجي فيها''، بينما أكد وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبد الله في كلمته الافتتاحية أن عدم تحرك العرب بشأن الأزمة الليبية قد يؤدي إلى اقتتال داخلي أو تدخل خارجي. وقبل اجتماع أمس، كان وزير الخارجية مراد مدلسي قد دعا إلى ضرورة الحوار الداخلي لتجاوز الأزمة الليبية، رافضا كل أشكال التدخل الأجنبي الذي قد يوج أرضية خصبة لنشاط الجماعات الإرهابية. وفي السياق ذاته، شارك في الاجتماع وزراء خارجية 11 دولة هي الجزائر والأردن والإمارات والسعودية والسودان وسلطنة عمان وفلسطين وقطر والكويت ومصر واليمن، أما بقية الدول الأعضاء في الجامعة فمثلوا على مستوى أدنى. ولم تحضر ليبيا هذا الاجتماع، إذ قررت الجامعة العربية في الثاني مارس الجاري تعليق مشاركتها في اجتماعاتها احتجاجا على عنف نظام القذافي في مواجهة المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية. وكان الأمين العالم للجامعة عمرو موسى قد استبق الاجتماع بدعوته في مقابلة مع مجلة ''در شبيغل'' الألمانية إلى فرض منطقة للحظر الجوي في ليبيان معربا عن أمله في أن يكون للجامعة العربية ''دور'' في إقامتها. وقال موسى في المقابلة التي تنشرها المجلة غدا ''أتحدث عن تحرك إنساني.. تتعلق المسألة مع منطقة حظر جوي بمساندة الشعب الليبي في نضاله من أجل الحرية وضد نظام تزداد غطرسته''، على حد تعبيره. وكانت الجامعة العربية أعلنت من قبل أنها قد تدعم إقامة مثل هذه المنطقة لكنها أكدت معارضتها أي تدخل عسكري في ليبيا. ومن جانبه، أكد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أول أمس أن ''كافة الخيارات'' مفتوحة لمواجهة نظام معمر القذافي.