خرج آلاف السوريين أمس، في مظاهرات ''جمعة الكرامة'' بعدد من المحافظات من بينها العاصمة، تأييدا لاحتجاجات ''درعا'' وتنديدا بقمع قوى الأمن لسكان المدينة، ومطالبة بسقوط النظام بعدما تعاملت السلطات بعنف مع احتجاجات سابقة مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى واعتقال المئات· ونقلت وكالة ''رويترز'' للأنباء عن شهود عيان أن قوات الجيش انسحبت أمس من محيط المسجد العمري في درعا، بينما منعت السلطات المحلية مراسلي الصحف ووكالات الأنباء من الدخول إلى ردعا، وأحاطت عناصر من الأمن السوري بالصحفيين وقامت بإيصالهم إلى مشارف دمشق· وذكرت تقارير إخبارية أن مظاهرات خرجت أمس في العاصمة دمشق وفي مدينة حمص والصنمين واللاذقية بعد صلاة الجمعة تأييدا لأهالي درعا وللمطالبة بالحرية، حيث هتف المتظاهرون في حمص غرب سوريا للحرية وطالبوا بإقالة المحافظ، في حين أفادت تقارير بسقوط قتلى، كما أن حوالي 200 شخص خرجوا في مسيرة في وسط دمشق بعد صلاة الجمعة دعما لمدينة درعا جنوبي سوريا، كما خرج المحتجون عقب صلاة الجمعة من جامع بني أمية الكبير في وسط العاصمة دمشق نحو سوق الحميدية مرددين هتافات منها ''بالروح·· بالدم·· نفديك يا درعا''، وألقت الشرطة السرية القبض على ثلاثة أشخاص على الأقل من بين المشاركين في المسيرة المعارضة· وبالمقابل احتشد أنصار للرئيس بشار الأسد في ساحة المسكية المقابلة للجامع حاملين صورا للرئيس السوري ولوالده حافظ· وفي منقطة داعل شمال درعا، أفادت أنباء بأن نحو 300 متظاهر تجمعوا في تظاهرة تأييد لدرعا·وفي درعا نفسها تجمع حشد استجابة لدعوات بحضور جنازات الذين قتلوا في احتجاجات غير مسبوقة ضد النظام السوري، وذكرت مصادر لهيئة الإذاعة البريطانية أن الآلاف شاركوا في مراسم التشييع التي تمت بعد صلاة الجمعة بهدوء دون احتكاك مع قوات الأمن التي خففت تواجدها في المدينة· وذكرت ''رويترز'' أن المتظاهرين هتفوا بشعارات مناهضة لماهر الأسد شقيق الرئيس ورئيس الحرس الجمهوري·وكانت قوات الأمن قد اقتحمت يوم الأربعاء الماضي المسجد العمري وقتلت ستة أشخاص بداخله كانوا يهتفون للحرية والثورة بحسب حصيلة رسمية، فيما تتحدث منظمات حقوقية ونشطاء عن مقتل ما لا يقل عن 35 شخصا· وبينما أكدت شهادات متطابقة أن القتلى سقطوا برصاص الشرطة ووحدات خاصة من الجيش، حملت السلطات السورية مسؤولية أعمال القتل لما سمتها ''عصابات مسلحة''، وعرضت أسلحة وأموالا قالت إنها ضبطت داخل المسجد العمري الذي حوله المحتجون إلى مستشفى ميداني· من ناحية أخرى، وعلى الرغم من إعلان الرئيس السوري بشار الأسد حزمة قرارات شملت زيادة أجور موظفي القطاع العام وتعديل معدل الضرائب فضلا عن تشكيل لجنة لدراسة إنهاء العمل بقانون الطوارئ المفروض في البلاد منذ عام ,1968 إلا أن محللين سوريين رأوا أن خطوة الأسد جاءت متأخرة وأن وعوده لا تلبي تطلعات الشعب ولا تختلف كثيرا عما يتكرر في مؤتمرات حزب البعث·