أكد وزير الخارجية، عبد القادر مساهل، أن أي تدخل عسكري أجنبي جديد في ليبيا "سيعقد من الوضع" الأمني المتأزم الذي تشهده ليبيا حاليا. وقال رئيس الدبلوماسية الجزائرية، خلال محادثات له مع مكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية، نايتن سايلس، على هامش مشاركته بباريس، في الندوة الوزارية حول مكافحة تمويل الإرهاب، أن" أي تدخل عسكري أجنبي سيخلق المزيد من التوتر والدمار في ليبيا". وصرح مساهل، أن "الجزائر ترفض التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، وترى أن الحل يكمن في تطوير المشاورات وتعزيز التنسيق بين دول الجوار، وهو المسعى الذي يأتي من أجل توحيد الجهود لمساعدة الدولة الليبية والقوى الوطنية على تغليب المصلحة العليا للشعب الليبي الشقيق في هذه الظروف الحاسمة من تاريخه". وجدد مساهل موقف الجزائر الداعي إلى ضرورة تقديم الحوار السياسي بين الأطراف الليبية لإيجاد حل سلمي وسياسي للأزمة الليبية، مؤكدا ضرورة دعم مجهودات المبعوث الأممي إلى ليبيا، ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم لإعادة بناء ليبيا ومساعدة الليبيين للخروج من الوضع المتأزم. وكانت الجزائر قد رفضت التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا كموقف مبدئي (للجزائر) له ثوابته، لأن هذا النوع من التدخل سيؤدي إلى حالة فوضى ودمار. وكانت مصادر عسكرية غربية، قد أشارت إلى أن بعض الدول الغربية تسعى إلى إرسال جيوش إلى الأراضي الليبية لمحاربة الجماعات الإرهابية هناك. وعلى صعيد آخر، قال وزير الخارجية "إن الجزائر التي كافحت الإرهاب في سنوات التسعينات، والتي تستمر في مكافحة بقاياه، هي متيقنة أن الأمن كل لا يتجزأ، وأن التخلص من التهديدات الإرهابية في إفريقيا وفي العالم يستوجب تظافر الجهود وتقاسم الخبرات وتدعيم التعاون الإقليمي والدولي". وبهذه المناسبة، جدّد مساهل التزام الجزائر الدائم بمكافحة الإرهاب مكافحة شاملة، وكذا تضامنها مع كافة الدول، في الوقت الذي يواجه فيه عدد متزايد من البلدان الإفريقية العديد من التهديدات الإرهابية". وأشار منسق مكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية، نايتن سايلس، خلال محادثاته مع مساهل، إلى "تطابق وجهات النظر والتحاليل" بين البلدين، مضيفا أن الجزائر تعد بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية "شريكا مهما في مكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي، لا سيما بالنظر إلى تجربتها الغنية في هذا المجال"، مشيدا بهذه التجربة.