استدعى الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، مجلس الشورى للانعقاد في دورة استثنائية، يوم الجمعة القادمة، وضمن جدول الأعمال نقطة واحدة وهي تشكيل لجنة تحضير المؤتمر السادس للحركة، غير أن رئيس مجلس الشورى الوطني، محمد الهادي عثمانية، رفض قرار الأمين العام واعتبره "لاغيا وغير قانوني" وهو الأمر الذي سيدخل الحركة خلال قادم الأيام في متاهات ويضعها على فوهة بركان. وأصدر رئيس مجلس شورى حركة النهضة، محمد الهادي عثمانية، بيانا رد فيه على دعوة الأمين العام لانعقاد مجلس الشورى في دورة استثنائية، نهاية الأسبوع القادم، متهما إياه بالسعي ل«تقسيم الحركة"، ووصف دعوة ذويبي بأنها "غير قانونية ولاغية" بمقتضى المادة 25 من القانون الأساسي، مشيرا إلى أن هذا الأخير منحه صلاحية الاستدعاء دون اللجوء إلى ثلث الأعضاء، حسب ما جاء في دعوة الأمين العام للحركة، ويرى عثمانية أن ذويبي "خلط بين الصلاحيات التنفيذية واستقلالية مجلس الشورى الوطني" عن الهيأة التنفيذية، مشددا على أن اللجوء إلى ثلث أعضاء مجلس الشورى "من صميم صلاحيات رئيس المجلس". وفيما يتعلق بموضوع جدول أعمال الدورة، والمتمثلة في تشكيل لجنة تحضير المؤتمر، قال عنها عثمانية "ليست قضية استثنائية"، معتبرا أن من مخالفات الأمين العام أنه "لم يكلف نفسه مجرد الاتصال برئيس المجلس وإخطاره بالموضوع"، وشدد عثمانية على أن دعوة ذويبي "لا يترتب عليها أي أثر قانوني"، داعيا جميع أعضاء المجلس لتحمل مسؤوليتهم والتجند ل«إفشال مخطط تقسيم الحركة". من جهته، نفى محمد ذويبي، كل التهم المنسوبة إليه، بل اتهم محمد الهادي عثمانية بأنه "عطل مؤسسة مجلس الشورى لقرابة 10 أشهر"، وأوضح في اتصال ب«البلاد" أن أعضاء المجلس "مارسوا سيادة المجلس في الدعوة للانعقاد"، مستغربا أن يكون "التعطيل قانونيا والانعقاد غير قانوني"، معتبرا ذلك من "غرائب الفهم السياسي والقانوني"، وأكد المتحدث أن أعضاء مجلس الشورى قبل ممارسة حقهم "راسلوه بطريقة ودية وطلبوا منه عقد مجلس الشورى وهذا منذ قرابة شهرين"، مضيفا "ولكن رفض الاستجابة للطلب". وذكر ذويبي أن "الآجال القانونية واضحة ولا تتحمل مزيدا من التأجيل" وهذا بخصوص تشكيلة لجنة تحضير المؤتمر. كما اتهم ذويبي رئيس مجلس الشورى بأنه "يسعى لعقد صفقة معي"، والمتمثلة - حسبه - في "تحديد قرارات المجلس قبل الدورة والمصادقة عليها داخل المؤسسة"، مؤكدا "وأنا رفضت وأرفض القرارات المعدة سلفا". وبهذا الصراع الذي يطفو على السطح في كل مرة، تزداد الأمور تعقيدا داخل بيت النهضة، ما يجعلها على فوهة بركان، ويقوض حتى المشاريع المستقبلية التي رسمتها والمتعلقة أساسا بالوحدة، سواء مع البناء والعدالة، أو مع حركة مجتمع السلم، كما يضعفها أكثر والساحة السياسة على مرمى حجر من موعد انتخابي هام، ألا وهو رئاسيات 2019 التي يفصلنا عنها أقل من سنة واحدة فقط.