سلّم هذا الأحد ثلاثة إرهابيين أنفسهم لقوات الجيش في تمنراست، خلال عملية مكنت أيضا من استرجاع ثلاثة مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف وثلاثة مخازن ذخيرة مملوءة. وتأتي هذه الخطوة بعد 24 ساعة فقط عن إعلان الإرهابي الخطير المسمى "آبزو عيسى" المدعو "سلطان ولد بادي" التوبة وتطليق العمل المسلح. علما أن "ولد بادي" الذي التحق بالجماعات الإرهابية الناشطة بمنطقة الساحل سنة 2006 يعد من أبرز مسؤولي تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وأفاد بيان لوزارة الدفاع الوطني، أمس، أنه" في إطار مكافحة الإرهاب ومواصلة لجهود قوات الجيش الوطني الشعبي"، سلم ثلاثة إرهابيين أنفسهم صباح الأحد، للسلطات العسكرية بتمنراست بالناحية العسكرية السادسة. ويتعلق الأمر بكل من برزقي أحمد الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2009، وسيود حمزة المدعو"أبويوسف" الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2014 وزواويد مصطفى المدعو"أبوعبد الرحمان" الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2014. وقد مكنت هذه العملية أيضا من استرجاع "ثلاثة مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف وثلاثة مخازن ذخيرة مملوءة". وأضاف البيان، أن هذه النتائج النوعية تعكس مرة أخرى نجاعة الإستراتيجية المتبناة من طرف القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي من خلال مختلف المساعي والمبادرات قصد اجتثاث ظاهرة الإرهاب من بلادنا. وقد استرجعت وحدات الجش الجزائري مؤخرا، ترسانة من الأسلحة الحربية، دلّ عليها الإرهابيون الذين سلّموا أنفسهم للسلطات العسكرية، التي ضبطت أسلحة ثقيلة، منها مدافع ورشاشات وقنابل وراجمات صواريخ وغيرها، تم إدخالها عبر المناطق الحدودية الجنوبية الشاسعة، وكذلك الأمر بالنسبة للمناطق الحدودية الشرقية على تخوم الحدود مع ليبيا. ويكشف مسؤول أمني، على صلة بالملف، أنه يجري "منذ أكتوبر 2016 تنفيذ خطة أمنية وعسكرية تتعلق بتحجيم استباقي للمخاطر، عبر استقطاب معاكس للإرهابيين وتقديم ضمانات بأن تشملهم تدابير العفو المقررة في قانون المصالحة الوطنية الصادر عام 2005"، مضيفا أن "الجهات المختصة تجري اتصالات حثيثة في المنطقة وتتعاون مع أصدقاء وزعامات قبلية وقيادات في حركات الأزواد المتمركزة شمال مالي والنيجر لإقناع هؤلاء الإرهابيين بوقف النشاط الإرهابي وتسليم أنفسهم"، مشيرا إلى أن إحكام الجيش سيطرته على كامل المنطقة الحدودية، سمح له بتوفير أربع ممرات توصف بالآمنة في مناطق عين قزام وتيمياوين وبرج باجي مختار وتين زواتين قرب الحدود الجنوبية. وفسّر محمد بغداد، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، موجة الاستسلام المتكررة لعناصر تنظيم القاعدة، بجهود الجيش الجزائري ومختلف المصالح الأمنية التي "أصبحت تفرض حصارا وتضييقا على منافذ الجماعات الإرهابية ومعاقلهم وتلاحق تحركاتهم، الأمر الذي دفع بالإرهابيين إلى التراجع عن حمل السلاح، بعد أن تقطعت بهم كل السبل وأغلقت أمامهم الآفاق لمواصلة نشاطهم الجهادي". وأضاف بغداد أن العدد الكبير للإرهابيين الذين سلموا أنفسهم، يفسّر كذلك "نجاح التجربة التي تتبعها الجزائر منذ 2005 عندما أقرّت ميثاقا للسلم والمصالحة، من أجل استقطاب الإرهابيين وإعطائهم فرصة للتوبة والتخلي عن العمل المسلح ومنحهم حق العودة إلى المجتمع"، مشيراً إلى أنّ الهدف يبقى في النهاية، هو"حماية المواطنين والممتلكات وتكريس السلم والاستقرار العام بالبلاد".