عيسى يؤكد "نجاح أئمة الجزائر في نشر الوسطية والاعتدال بالخارج" البلاد - حليمة هلالي - شكل موضوع مكافحة الإرهاب والتطرف محور المحادثات التي جمعت اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، مع المنسق المكلف بمكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية، سايلز نايثن، الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر. وفي تصريح له عقب المحادثات، أشاد المسؤول الأمريكي بالتعاون "القوي" الموجود بين الجزائر والولايات المتحدةالامريكية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، مبرزا إرادة البلدين في محاربة الجماعات الإرهابية التي تهدد السلم والأمن عبر العالم. من جانبه، أكد محمد عيسى أنه تم خلال هذا اللقاء التركيز على "تجربة الجزائر وخبرتها في مكافحة التطرف والوقاية منه من خلال الاعتماد على الإسلام المرجعي المتسم بالوسطية والاعتدال". وأضاف الوزير أن اللقاء كان فرصة لتبادل الأفكار حول العديد من المسائل ذات الاهتمام المشترك، مشيرا الى أنه ستكون هناك لقاءات تنسيقية بين البلدين حول سبل ووسائل مكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف. أكد أمس وزير الشؤون الدينية محمد عيسى على نجاح أئمة الجزائر في نشر الوسطية والاعتدال خلال أداء مهامهم بفرنسا ردا على الانتقادات الأخيرة من الساسة الفرنسيين الذين رفضوا فكرة استقبال أئمة أجانب من أجل تحقيق فكرة "الإسلام الفرنسي". والتقى أمس وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى قبل أن يلتحق بالجزائر قادما من السعودية، إطارات مسجد باريس الكبير بالعاصمة الفرنسية حيث اطلع على مدى النجاح الذي حققه أئمة الجزائر في نشر الوسطية والاعتدال والتكفل بالحياة الروحية للجالية الوطنية المقيمة بالخارج، خاصة التميز الذي حققته بعثة أئمة التراويح حسب ما نشره الوزير على صفحته الرسمية. وجاء تصريح الوزير محمد عيسى على خلفية الانتقادات التي تلت وصول بعثة الأئمة الجزائريين إلى المسجد الكبير في باريس المقدرة ب 100 إمام، في إطار البعثة الجزائرية لتأطير الصلوات خلال رمضان شهر ماي الماضي، حيث أثارت جدلا واسعا بين أطراف سياسية في فرنسا، بين معارض ومؤيد، لفكرة استقبال أئمة أجانب من أجل تحقيق فكرة "الإسلام الفرنسي". وتأتي هذه الدعوات للحذر في تعامل الأئمة الجزائريين مع المجتمع الفرنسي، أو تحديدا مع الشباب من المسلمين الفرنسيين من أصول مختلفة إفريقية، آسيوية، مغاربية، عربية وأوروبية في ظل تنامي ظاهرة معاداة الإسلام، إلى جانب المشاكل الداخلية التي تعرفها الجالية الإسلامية بفعل المنافسة وانعكاسات المشاكل الأمنية والإقليمية عليها. ويأتي انتداب الأئمة الجزائريين لخدمة المسلمين في فرنسا ضمن تقليد تعاون بين وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ومسجد باريس منذ سنة 1984، حيث تدوم المهمة 4 سنوات بفرنسا لخدمة الناس في إمامة الصلوات وإقامة صلاة الجمعة وحل القضايا العائلية وإصلاح ذات البين وإبرام عقود النكاح وصلاة الجنائز والدروس الدينية وتعليم الناس دينهم وتحفيظ القرآن. وكان الوزير محمد عيسى أوصى الأئمة والمرشدات بحسن تمثيل الجزائر واحترام اللائكية التي تقوم عليها قواعد الجمهورية الفرنسية منذ سنة 1950. وهو نفسه ما شدد عليه مسؤولون فرنسيون بالحث على ضرورة تعامل الأئمة مع الطابع العلماني للدولة الفرنسية الذي لا ينحاز لديانة ولا يعترف بديانة ولا ينكر ديانة، ويجعل من الجميع أحرارا في اعتقاد وممارسة ما يريدون، كما لا تحمي الدولة المعتقدات ولا تعارضها، وبالتالي الاهتمام بخدمة المسلمين دون إثارة أية مشاكل وسط المجتمع الفرنسي.