البلاد - حليمة هلالي - أربك "وباء الكوليرا" ازيد من خمس وزرات على رأسهل قطاع الصحة والموارد المائية والبيئة والفلاحة وحتى التربية الوطنية، بعدما اصبح هذا الوباء حديث العام والخاص وحتى خارج الوطن. وفي خرجة إعلامية كشفت وزيرة البيئة عن حملة تنظيف واسعة للقضاء على مصدر الوباء. في حين جندت وزارة الصحة والموارد المائية إطاراتها لمراقبة المنابع والاحواض المائية عبر الولايات المتضررة. أما وزارة الفلاحة فأعلنت عن متابعات قضائية وحجز معدات الري وتدمير المنتوج الفلاحي المشتبه سقيه بمياه ملوثة. في حين اكدت بن غبريت على تشكيل خلية ازمة لمتابعة وضع وباء الكوليرا في الولايات الخمس المتضررة تزامنا وتنصيب خلية الدخول المدرسي. وبخصوص آخر مستجدات وباء الكوليرا، كشف أمس، مدير مستشفى بوفاريك، رضا دربوش، عن تسجيل حوالي 130 حالة إصابة بداء الكوليرا منذ 14 أوت الجاري، مضيفا أن 65 حالة خرجت من المستشفى. فيما بقت 65 حالة بالمستشفى تعالج منها 16 مصابا بالكوليرا. وأوضح المتحدث أن المرأة التي تبلغ من العمر 42 سنة وتوفت صبيحة أمس، كانت مريضة بمرض مزمن وكانت في الإنعاش، مؤكدا أن مصالح المستشفى تنتظر نتائج معهد باستور. للاشارة، فإن المتوفية كانت تعاني من مرض "التريزوميا"، إضافة إلى عجز كلوي، لم تستطع تحمل الأعراض التي أصابتها خاصة الاسهال الشديد، الأمر الذي تسبب في وفاتها. ولم يتأكد لغاية الساعة ما إذا كانت المرحومة مصابة بوباء الكوليرا أم لا. للإشارة، فقد شهد مستشفى بوفاريك لغاية اليوم، وفاة حالتين مؤكدتين بداء الكوليرا، لتضاف هذه الحالة إليها في حال التأكد من أنها مصابة بالكوليرا. وحسب بيان لوزارة الصحة، فإن الوباء مس ولايات البويرة بتسجيل 3 حالات مؤكدة من بين 6 حالات مشتبه بها والبليدة بتسجيل 30 حالة مؤكدة من بين 106 مشتبه بها وتيبازة 12 حالة مؤكدة من بين 19 حالة مشتبه بها والجزائر العاصمة 10 حالات مؤكدة من بين 27 حالة مشتبه بها والمدية حالة واحدة مؤكدة وعين الدفلى حالتين مشتبه بهما. سيال تشدد الرقابة على المياه وترفع نسبة "الكلور" فيه سارعت شركة المياه والتطهير"سيال" لتشديد الرقابة على جودة مياهها ففي تصريح مديرة مخبر ليلي فرح، قالت إن عملية مراقبة المياه تتم 79 مرة يوميا في ولايتي العاصمة وتيبازة، من قبل مراكز المراقبة التابعة للشركة، موضحة أن هذه العملية اعتيادية وليس لها علاقة بانتشار وباء الكوليرا. وقالت ليلي فرح، خلال ندوة صحفية عقدتها في مقر الشركة، إن المواطنين من حقهم التخوف من انتشار وباء الكوليرا، مؤكدة أن المياه الموزعة من قبل "سيال" خالية من أي وباء أو مرض وفي الوقت الذي تعمل الشركة على معالجة مياهها 100 بالمائة، مشيرة إلى أن عملية مراقبة المياه تتم بالتنسيق مع الجزائرية للمياه ووزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وأعلنت المتحدثة، عن رفع نسبة الكلور في لتر الماء من 0.1 إلى 0.5 مليغرام حسب توصيات منظمة الصحة الدولية وتفاديا لأي فيروس. من جهة أخرى، أكدت مديرة مخبر شركة "سيال" أن 300 بئر في العاصمة تتم مراقبته بشكل دوري تفاديا لإصابة زبائنها بأي أمراض جراء تلوث المياه، موضحة أن أكثر من 100 مخبري يعمل يوميا من أجل ضمان جودة المياه بداية من الاستخراج حتى التوزيع. وشددت ليلى فرح على أن شركة "سيال" تعمل وفق معيار إيزو17 المقرر من طرف منظمة الصحة العالمية. وزارة الفلاحة تؤكد: "لا خوف من تناول الخضر والفواكه" من جهتها، خرجت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عن صمتها بعد اشتباه تعرض المواد الفلاحية للسقي بمياه ملوثة سببت وباء الكوليرا، مؤكدة في بيان لها أن المياه الموجهة لسقي الخضر والفواكه نظيفة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون مصدرا لانتشار وباء الكوليرا. وحسب المصدر ذاته، طمأنت الوزارة، المواطنين، حول جودة الفواكه والخضر المنتجة بالجزائر، مؤكدة أنها سليمة أان مياه السقي التي تمتصها النباتات لا تمثل أي خطر على المنتجات الفلاحية. يذكر أنه تم الاعلان عن ظهور حالات لوباء الكوليرا يوم 7 اوت الجاري، اسفرعن تسجيل حالتي وفاة بولاية البليدة. ومنذ تأكيد إصابة حالات بداء الكوليرا، يخشى المواطنون إمكانية تلوث الفواكه والخضروات بمياه الصرف الصحي خلال عمليات الري التي يعتقدون أنها اصل هذا الوباء. وحسب الوزارة، فإن الخضر والفواكه لا تشكل بيئة نشطة لنمو بكتيريا الكوليرا، حيث دعت المستهلكين أيضا الى احترام شروط النظافة المطلوبة من خلال غسل الخضروات والفواكه قبل استهلاكها. وبالنسبة لبعض الحالات المعزولة والمؤكدة للري غير القانوني باستعمال مياه الصرف الصحي الخام، ذكرت الوزارة أن المصالح المختصة للقطاعات المعنية على المستوى المحلي قامت بقمع هذا النوع من الممارسات وتطبيق الاجراءات الضرورية. وتتعلق هذه الاجراءات بالمتابعات القضائية وحجز معدات الري وتدمير المنتوج ، يضيف نفس المصدر. واكدت الوزارة ومديرياتها الفرعية للمصالح الفلاحية عبر الولايات، أنها تبقى مسخرة على المستوى المركزي والمحلي من اجل ضمان المتابعة الصارمة للوضعية، يضيف البيان. يجدر الذكر أن تحقيق وزارة الصحة كشف عن وجود بكتيريا الكوليرا في مياه منبع سيدي الكبير في ولاية تيبازة. حملة تنظيف واسعة للقضاء على النفايات و"الكوليرا" وللقضاء على بؤر الوباء، شنت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة، فاطمة زهرة زرواطي، حملة تنظيف كبيرة تمس كل أحياء التراب الوطني تحت شعار "جيب جيرانك نقوه أو نخلوها نقية"، بالتزامن مع انتشار وباء الكوليرا. واكدت زرواطي "أن قطاع البيئة يتماشى مع المستجدات الحاصلة سواء في قطاع الفلاحة أو الصناعة، مشيرة إلى أنه تم القيام بحملة تنظيف وسبقتها حملات كثيرة من أجل دخول اجتماعي نظيف خاصة مع تفشي مرض الكوليرا. وقالت زرواطي خلال الندوة الصحفية التي عقدتها بمقر الوزارة، إن الحملة ستشارك فيها كل القطاعات المعنية على غرار وزارة الداخلية والجماعات المحلية، المجتمع المدني والجمعيات الناشطة في مجال حماية البيئة، الكشافة الإسلامية الجزائرية، المؤسسات العمومية المختصة في النظافة وعدد من رؤساء بلديات العاصمة. وأوضحت الوزيرة أن الهدف الأساسي من هذه الحملة هو تحسيس المواطن وتشجيعه للحفاظ على بيئته واستدامة نظافتها.ويعد هذا الظهور الأول لوزيرة البيئة منذ انتشار وباء الكوليرا، الأمر الذي فتح المجال أمام الانتقادات بالنظر إلى أهمية تواجدها في الميدان في هكذا ظروف. ومن الناحية البيئية، أفادت الوزيرة أن المواطن يفتقر كليا للحس النظافي البيئي من خلال عدم احترام توقيت رمي النفايات. و قالت زرواطي "لا يجب أن نتخلى عن الشارع للنفايات وأوكار للآفات، لأن هنالك عمل يجب المحافظة عليه بخلق فضاءات نظيفة"، مضيفة أن الوزارة لديها معدات مهمة جدا تساعد على المحافظة على المحيط عن طريق المراقبة، حيث تكون الانطلاقة الرسمية لحملة التنظيف يوم الخميس المقبل لتفادي مظاهر تشوه البيئة.