شكل الرئيس السوري بشار الأسد أمس، حكومة جديدة برئاسة عادل سفر خلفا لحكومة محمد ناجي عطري التي استقالت لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد منذ شهر· وسيكون من مهام حكومة سفر البدء بتنفيذ برنامج الإصلاحات التي أعلنتها القيادة السورية· وضمت الحكومة 30 وزيرا نصفهم تقريبا ''''16 من الحكومة السابقة، إما احتفظوا بحقائبهم ''''13 كوزيري الدفاع علي حبيب والخارجية وليد المعلم، أو عهدت إليهم بحقائب جديدة ''''3 والبقية ''''14 هم وزراء جدد أبرزهم وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الشعار· وفي الأثناء، خرج أمس، الآلاف من السوريين في عدة مدن من بينها العاصمة دمشق ودرعا وبانياس في ''جمعة الإصرار'' مرددين شعارات تطالب بالديمقراطية والحرية، وذلك يوما واحدا بعد إعلان الرئيس السوري بشار الأسد تشكيل حكومة جديدة وإطلاق المعتقلين على خلفية الاحتجاجات التي انطلقت الشهر الماضي· وعلى المستوى الحقوقي، أعلنت منظمة العفو الدولية أن مائتي شخص على الأقل قتلوا منذ بداية الاحتجاجات أغلبهم بأيدي قوات الأمن أو شرطيين بزي مدني بينما اتهمت منظمة ''هيومن رايتس ووتش'' قوى الأمن والمخابرات بتعذيب المتظاهرين الموقوفين، وخرج آلاف المتظاهرين في مدينة درعا، منطلق الاحتجاجات قبل شهر، مرددين هتافات تطالب بالحرية، وهو نفس المشهد الذي تكرر في مدينة دير الزور حيث طالب المتظاهرون بالديمقراطية· وفي العاصمة دمشق، هتف المئات بالحرية أمام مسجد السلام في حي برزة، أما في مدينة بانياس، التي انسحبت منها سحب قوات الأمن لتحل معها وحدات من الجيش، هتف حوالي 1500 شخص بالحرية وفق ما نقله المرصد السوري لحقوق الإنسان· وتأتي هذه التحركات استجابة لدعوة أطلقها ناشطون سوريون على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي للخروج في مظاهرات جديدة اليوم الجمعة في ما أطلقوا عليه ''جمعة الإصرار''· وقال الناشطون على صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011 التي جمعت أكثر من 114 ألف مؤيد، إنهم يدعون لمظاهرة الجمعة في جميع المحافظات السورية ''للإصرار على المطالب، وللإصرار على الحرية، وللإصرار على السلمية''· وقد خرج السوريون إلى الشوارع رغم إصدار بشار الأسد مرسومين، أولهما يقضي بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة عادل سفر، والثاني يدعو للإفراج عن جميع الموقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة ''ممن لم يرتكبوا أعمالا إجرامية يسيئون فيها إلى أمن الوطن والمواطنين''·