لم يكن خطاب عبد القادر بن صالح، مساء أمس، يرقى إلى طموح عموم الرأي العام، الذي ما يزال ينتظر استقالة بدوي، بوشارب وبن صالح في حد ذاته، حيث خرج جزائريون بقوة في الجمعة ال 16 من الحراك، رافعين شعارات مناهضة للتمديد وأكدوا على استحالة قبول الذهاب نحو الصندوق في ظل بقاء بقايا النظام حتى وإن وضعت ضمانات. بالصدفة أو بغير ذلك، جاءت جمعة الحراك ال 16، يوما واحدا بعد خطاب يعتبر الثالث لعبد القادر بن صالح، بصفته رئيسا للدولة، خرج فيه يعرض ما يشبه "تنازلات" للجزائريين، ظهر فيه هزيل البنية وملامح المرض بادية عليه، كأنه يرد على شعارات تطالب برحيله بأنه لم يأت للبقاء وأن العارض الصحي لا يسمح له بذلك، إلا أنه لم يتمكن من إقناع جموع المواطنين الذين خرجوا بقوة اليوم الجمعة، في مسيرات حاشدة يكررون فيها شعارات "بن صالح ديقاج"، "يا حنا يا نتوما ماراناش حابسين"، "سنسير سنسير حتى يحدث التغيير" و"مكاش انتخابات يا العصابات". وقال مواطنون ممن نقلت قناة "البلاد" تصريحاتهم، إن الشعب مستمر في الجمعة ال 16 ردا على خطاب بن صالح، مؤكدين أن الشرعية للشعب وأنه لا شرعية في بقائه رئيسا. كما صرح مواطنون أن الشعب لا يرفض الانتخابات لكنه يرفض إجراءها في ظل بقاء بن صالح وبدوي، لأنه لا يثق فيه ببساطة لأنهم كانوا مع النظام السابق. فيما اعتبر آخرون أن خطاب بن صالح فارغ ولا يحتاج إلى الوقوف على تفاصيله، مشيرين إلى أن هذا يؤكد أن بقايا العصابة مازالت متمسكة بتعنتها وأن الشعب يطلب سيادته في اختيار حكامه ولا يطلب المسؤولين. الظاهر أن حتى التسريبات التي تحدثت عن وجود سلطة وطنية مستقلة لتنظيم الانتخابات، والتي تقوم الحكومة بإعداد نص قانوني لتنظيمها، لم تقنع الجزائريين الذين أعربوا عن رفضهم للانتخابات ليس كمبدأ ولكن ليس قبل رحيل بن صالح وبدوي وبوشارب، مؤكدين أنهم لن ينتخبوا بوجود هؤلاء.. وحتى وإن قدموا ضمانات لن يثق فيها الشعب.