قال نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، إن الجهود التي يبذلها المخلصون في مؤسسات الدولة، لاسيما مؤسسة الجيش، ستساهم في تجسيد المشروع الوطني النوفمبري، الذي سيضع الجزائر على دربها الصحيح. وأفاد الفريق أحمد قايد صالح، في خطابه أمام إطارات الجيش، خلال زيارة تفقدية قام بها إلى وحدة الحرس الجمهوري، اليوم الخميس، أن الجيش أفشل مخططا دنيئا استهدف الجزائر، وأفشل مؤامرة كانت تحيكها العصابة وأعداء الجزائر. وأكد قايد صالح، أن الموقف التاريخي للجيش الوطني الشعبي، الذي وقف إلى جانب الشعب وحافظ على كيان الدولة ومؤسساتها وقدم حلولا موضوعية وعقلانية لتجاوز المرحلة، لم يُرضِ أعداء الجزائر في الخارج وأذنابهم في الداخل، مستطردا: "هؤلاء الأعداء الذين يعلمون جيدا أن الوحدة بين الشعب والجيش وتماسكهما هي صمام أمان بلادنا، ولهذا ترتكز مخططاتهم على محاولة ضرب أسس هذه الوحدة من خلال مغالطات وأكاذيب ثَبَتَ زَيفُها وبُطلانها للشعب الجزائري، هذا الشعب الذي سيبقى دائما يفتخر ويعتز بجيشه الذي قدم دروسا في الولاء للوطن والوفاء لعهد الشهداء". ولفت الفريق أحمد قايد صالح، إلى أن "بشائر تجاوز بلادنا المرحلة الراهنة تلوح في الأفق ومخططات إسقاطها فشلت وشوكة أعداءها ومن يُضمِرون لها الحقد الدفين ويتربصون شرا بشعبها سيكون مآلها الانكسار وستلاحق أصحابها وصمة العار التي ستبقى شاهدة على خذلانهم للوطن والشعب لتقرأها الأجيال القادمة جيلا بعد جيل". وجدد نائب وزير الدفاع، أن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، التي تعهدت أمام الله والوطن والتاريخ، لا طموح لها سوى الحفاظ على سكينة وطمأنينة الجزائريين وعلى الجزائر آمنة، مستقرة وشامخة أمام كيد الأعداء والمتآمرين. مشددا أن "الشعب الجزائري في هذه المرحلة الخاصة، يواصل مساره التاريخي البطولي بفضل ارتباطه الوثيق بالوطن وتلاحمه مع جيشه الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني".
النص الكامل لكلمة الفريق قايد صالح: "يندرج هذا اللقاء في إطار رعايتنا المتواصلة والشديدة لكل ما له علاقة بترقية القدرات العملياتية والقتالية لقواتنا المسلحة، لاسيما وأنه يأتي بعد أيام من إحياء الجزائر لأمجد عيد وطني لديها، ألا وهو أول نوفمبر 1954 في ذكراه الخامسة والستين، هذه الذكرى الخالدة التي يقف عندها شعبنا سنويا في ليلتها المباركة وقفة تذكر واحترام وإجلال لهذه الثورة العظيمة. إنّ المَسيرات الشعبية التي تشهدها كافة رُبوع وطننا، والتي وقف خِلالها أبناء الشعب المُخلِصين صفا واحدا دعما للمسار الانتخابي ومساندةً للجيش الوطني الشعبي في مواقفه، مُلتَفِّين حول مقاربته البنّاءة لتجاوز المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد، إنما تُتَرجِم درجة النضج العالية لأبناء الجزائر ووعيهم بما يحاك ضد بلدنا من مكائد ودسائس ومؤامرات، لعرقلة مسيرة الجزائر والجزائريين، كما تعكس من جانب آخر تَرَسُّخ قيم الإخلاص والوفاء لديهم وروحهم الوطنية الفياضة، المعتزة بالانتماء لجزائر التضحيات والبطولات والمبادئ الوطنية الحقَّة التي لن تحيد عنها أبدا مهما عَظُمت التحديات وتعددت الرهانات. إنّ هذا الموقف الذي يزيد شعبنا شموخا ورفعة، هو موقف راقٍ ونبيل يعكس أصالته ومعدنه النقي، الذي يُقدِّس الوطن واستعداده لِيَهَبَهُ أغلى ما يملك، إنّه التفاف شعبي صادق ومخلص تَجلَّى من خلاله التلاحم والتضامن، الذي لم ولن تنقطع عراه وأوصاله أبد الدهر مع جيشه، وأكّد أيضا عظيم الولاء لِتُراب بلدنا الطاهر الذي ارتوى بِدِماء زكية وغزيرة عبر تاريخ الجزائر الحافل بالأمجاد والتضحيات. إن هذا الموقف كذلك، أثبت أنَّ هذا الشعب باقٍ على العهد والوعد لأسلافنا الميامين، الذين بذلوا الغالي والنفيس فَحَرَّروا الأرض وَدافعوا عن العِرض، كما يُعَد تكريما لشهدائنا الأبرار ومجاهدينا الأخيار، وهل هناك تكريم أعظم من الوفاء لتضحياتهم وصون أمانتهم بالحفاظ على سيادة بلادنا وحرمة أرضها، والالتفاف مع الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني وكل الوطنيين الخيرين حول المصلحة العليا للوطن". "إن الشعب الجزائري المسنود بجيشه الذي رافقه مرافقة صادقة وثابتة في هبته السلمية لتحقيق تطلعاته المشروعة، والملتزم بمهامه في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية الحدود الوطنية والوحدة الترابية والشعبية للبلاد، قطع أشواطاً كبيرة في مسار تجسيد الإرادة الشعبية التي ستتحقق بحول الله تعالى وقوته في الاستحقاق الرئاسي المقبل، يوم 12 ديسمبر واختيار الرئيس القادم للجزائر بكل حُرّية ونزاهة. وفي هذا الصدد بالذات، فإِنّ الجهود التي يبذُلها كافة المخلصين في مختلف مؤسسات الدولة، وفي طليعتها الجيش الوطني الشعبي، تستحق من الجميع كل التنويه، هذه الجهود التي ستساهم دون شك، في تجسيد المشروع الوطني النوفمبري الذي سَيَضع الجزائر حتما على دربها الصحيح لِتَحتل مكانتها الرائدة والمستحقة بين الدول، وليعيش أبناؤها الحياة الكريمة التي يستحقونها في وطنهم الذي يزخر بكل الثروات والخيرات والنعم". "لقد سَبق لي وأن حذرت في مداخلات سابقة أنه كان هناك مخطط دنيء يستهدف الجزائر، وقد تَمكنَّا، بعون لله، من كَشفه وفَكِّ خيوطه وإفشال المؤامرة التي كانت تُحيكها العصابة وأعداء الجزائر، فبفضل إدراكنا في الجيش الوطني الشعبي لأبعاد هذه المخططات الخبيثة وإدراك الشعب الجزائري لخطورتها، تم إحباطها بفضل حرصنا على مصلحة الوطن التي التزمنا وتعهدنا بحمايتها والدفاع عنها مهما كانت الظروف والأحوال. في هذا الإطار، فإن الموقف التاريخي للجيش الوطني الشعبي الذي وقف إلى جانب الشعب وحافظ على كيان الدولة ومؤسساتها وقدم حلولا موضوعية وعقلانية لتجاوز المرحلة، لم يُرضِ أعداء الجزائر في الخارج وأذنابهم في الداخل، هؤلاء الأعداء الذين يعلمون جيدا أن الوحدة بين الشعب والجيش وتماسكهما هي صمام أمان بلادنا، ولهذا ترتكز مخططاتهم على محاولة ضرب أسس هذه الوحدة من خلال مغالطات وأكاذيب ثَبَتَ زَيفُها وبُطلانها للشعب الجزائري، هذا الشعب الذي سيبقى دائما يفتخر ويعتز بجيشه الذي قدم دروسا في الولاء للوطن والوفاء لعهد الشهداء. وفي هذا الخصوص، أعيد التأكيد مرة أخرى أن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، التي تعهدت أمام الله والوطن والتاريخ، لا طموح لها سوى الحفاظ على سكينة وطمأنينة الجزائريين وعلى الجزائر آمنة، مستقرة وشامخة أمام كيد الأعداء والمتآمرين. ختاما، أود التأكيد مرة أخرى أن الشعب الجزائري في هذه المرحلة الخاصة، يواصل مساره التاريخي البطولي بفضل ارتباطه الوثيق بالوطن وتلاحمه مع جيشه الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، فبشائر تجاوز بلادنا المرحلة الراهنة تلوح في الأفق ومخططات إسقاطها فشلت وشوكة أعداءها ومن يُضمِرون لها الحقد الدفين ويتربصون شرا بشعبها سيكون مآلها الانكسار وستلاحق أصحابها وصمة العار التي ستبقى شاهدة على خذلانهم للوطن والشعب لتقرأها الأجيال القادمة جيلا بعد جيل".