البلاد - بهاء الدين.م - استقبل رئيس الجميورية عبد المجيد تبون، يوم أمس، رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، وناقش معه العديد من ملفات الساعة حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجميورية.وذكر المصدر أن "اللقاء التشاوري بين الطرفين سمح باستعراض الوضع العام في البلاد والوضع الاقتصادي وآفاق العمل الجاد لتجنيد الكفاءات الوطنية وتسخير الإرادة الطيبة لإرساء الجمهورية الجديدة". ولم يقدّم بيان الرئاسة تفاصيل وافية عن اللقاء والمحاور التي ناقشها بدقة لكنه يؤشر على "خطوة جدية" في التوجه نحو تنشيط دور الكفاءات في الحياة الاقتصادية من خلال مخطط "إقلاع" اقتصادي لتجاوز مظاهر الأزمة خاصة أن الشخصية التي اختارها تبون تحظى بتقدير كبير لدى قطاع واسع من الجزائريين سواء في السلطة أو المعارضة أو حتى لدى الحراك الشعبي. ولم يوضح بيان الرئاسة أيضا إن كان اللقاء يدخل في إطار مشاورات تشكيل الحكومة واحتمال إسناد حقيبة اقتصادية لبن بيتور أو أي منصب آخر في رئاسة الجمهورية أو الاكتفاء بالاستئناس برأيه في تفعيل الاقتصاد الوطني. ومعروف عن بن بيتور مواقفه الحادة في انتقاد التوجهات الاقتصادية طيلة فترة حكم الرئيس بوتفليقة حيث يشدد في كل مرة على ضرورة وضع برنامج للتسيير الاقتصادي من خلال تجسيد أقطاب الاستثمار التي تكون فيها بنوك أعمال ومكاتب الدراسات، لتحضير الوسائل اللازمة للمشاريع المختلفة، كما يركز على ضرورة دراسة الحالة الاقتصادية من قبل خبراء مختصين. وينادي رئيس الحكومة الأسبق دوما بضرورة القيام بإصلاحات استثنائية، مشيرا إلى أن الظروف تحتم التوجه إلى مرحلة تحول اقتصادي شرط أن تكون المسألة متوازنة. ومن جهته يؤكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، سعيه لبناء "اقتصاد وطني قوي ومتنوع يحصن الأمة من التبعية القاتلة للخارج وللمحروقات". وجدد تبون في أول خطاب للأمة، عقب أدائه اليمين الدستورية بقصر الأمم، "نسعى لبناء اقتصاد وطني قوي، متنوع ومدر للثروة ومولد لمناصب الشغل وصانع للرفاه الاجتماعي ويقوي أمننا الغذائي ويحصن الأمة من التبعية القاتلة للخارج وللمحروقات"، موجها دعوة "خالصة، صادقة ومطمئنة لجميع رجال المال والأعمال الوطنيين الشرفاء والمؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة، إلى الاستثمار بقوة في كل القطاعات وفي كل ربوع الوطن"، ملتزما بأنهم "سيجدون من الدولة كل الدعم والامتيازات الضرورية". وأكد الرئيس في هذا الصدد، أنه "يضع يده في يدهم للإسهام في تحقيق التنمية الوطنية الشاملة"، مستطردا بالقول إن "الدولة ستنتهج أسلوب الصرامة في تسيير المال العام ولن أسمح بالعبث به أبدا". واعتبر السيد تبون إصلاح النظام الضريبي ضروريا لتحقيق الإقلاع الاقتصادي حيث قال "سنقوم بإصلاح عميق للنظام الضريبي (..) نحرص على إقرار تحفيزات ضريبية وجبائية لضمان دفع للاقتصاد الوطني وخصوصا نسيج المؤسسات الناشئة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة". وتابع رئيس الجمهورية يقول "سنعمل ايضا على تخفيف الأعباء الضريبية على المؤسسات من القطاعين العمومي والخاص وذلك من خلال وضع آليات خاصة كفيلة بتحقيق هذا الهدف كما سنحرص على تعزيز الاقتصاد المعرفي الخلاق للثروة ومناصب الشغل". وجدد رئيس الجمهورية تأكيده على ضرورة ربط الجامعة بعالم الاقتصاد لضمان استغلال أفضل وأنجع للبحث العلمي في التنمية والتطوير الاقتصادي, مبرزا حرص الدولة ايضا على تعزيز قطاع الطاقة أكثر والعمل على تطوير استثماراته خصوصا في مجال الطاقات المتجددة. في هذا الصدد قال السيد تبون "سنعمل على تشجيع قطاع الطاقة وخصوصا الطاقات المتجددة والنظيفة (..) من الضروري ايضا تعزيز تواجدنا الطاقوي في القارتين الآسوية والأوروبية وتعزيز صادراتنا الطاقوية خصوصا من الطاقات المتجددة".