بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على إعلان مسؤول علمي أمريكي رفيع المستوى بأن دواء "ريمديسيفير" التجريبي يسرع شفاء مرضى فيروس كورونا نشرت النتائج التفصيلية للدراسة مجلة طبية هامة، بحسب ما نشرت وكالات اخبارية عديدة. ونشرت مجلة (نيو إنغلند جورنال أوف ميديسين) الجمعة مقالا يفصل النتائج التي تشير إلى تجربة سريرية على مرضى أظهرت بيانات أولية لها أن ريمديسيفير له أثر واضح وهام وإيجابي في تسريع التعافي. وكان مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فاوتشي الذي أشرف على التجربة السريرية على ألف مريض في عشرة بلدان، أعلن في أبريل/نيسان، أن بيانات أولية تظهر أن "ريمديسيفير له أثر واضح وهام وإيجابي في تسريع التعافي". وبعد التأكد من لجنة قراءة، نشرت المجلة العلمية مقالا يفصل النتائج التي تؤكد الإعلان الصادر في البيت الأبيض والذي بعث الأمل في العالم في ظل غياب أي علاج فعال ضد فيروس كورونا المستجد. وأظهرت الدراسة أن دواء "ريمديسيفير" ساهم عبر حقنه يوميا في الأوردة على مدى 10 أيام في تسريع شفاء مرضى الوباء الذين يتلقون العلاج في المستشفى، بالمقارنة مع دواء وهمي. وقد بلغ معدل الأيام المطلوبة للشفاء 11 يوما للمرضى الذين حُقنوا بال"ريمديسيفير" في مقابل 15 للآخرين، واعتُبر المريض متعافيا في حال بات في الإمكان إعادته للمنزل. وكان الأثر أكبر لدى المرضى الذين أدخلوا المستشفى من دون الحاجة لجهاز تنفس اصطناعي، وخلص معدو الدراسة إلى أنه من المستحسن البدء بالعلاج بالعقار قبل تقدم المرض ويصبح لزاما استخدام جهاز تنفس. وكانت لهذا المضاد للفيروسات الذي طُوّر سابقا لمكافحة فيروس إيبولا من دون نتائج إيجابية، آثارا جانبية أقل من الدواء الوهمي. وبيّنت الدراسة أن "ريمديسيفير" قلّص نسبة الوفيات إذ إن 7,1 % من المرضى الذين تلقوا هذا الدواء توفوا خلال 14 يوما، في مقابل 11,9 % في المجموعة التي أعطي أفرادها دواء وهميا. غير أن هذه النتيجة تبقى دون الحد الأدنى المطلوب للموثوقية الإحصائية وبالتالي يمكن نسب هذا الفارق إلى عامل الصدفة. وفي مطلق الأحوال، لا يعطي "ريمديسيفير" أي ضمان للبقاء على قيد الحياة بحسب معدي الدراسة الذين قالوا إن "من الواضح أن علاجا مضادا للفيروسات لن يكون حتما كافيا لوحده". ولا شك في أن أساس تطوير علاج ضد كوفيد-19 يقوم بلا شك على الجمع بين علاجات مختلفة، أي استخدام "ريمديسيفير" مع مضادات فيروسية أو أنواع علاجية أخرى. وأشارت مختبرات "غيلياد" المطورة لل"ريمديسيفير" الجمعة إلى أن نتائج تجاربها السريرية الخاصة ستُنشر قريبا، وتظهر إحداها أن علاجا لخمسة أيام بدلا من عشرة سيكون أيضا فعالا بحسب المدير العام ل"غيلياد ساينسز" مرداد بارسي. وفي الولاياتالمتحدة، سمحت وكالة الأدوية الأمريكية، في الأول من الشهر الجاري باستخدام "ريمديسيفير" خلال الطوارئ الاستشفائية، وحذت اليابان حذوها في هذا الإطار، فيما لا تزال أوربا تدرس اتخاذ مثل هذا القرار.