شرع عدد من نواب المجلس الشعبي الوطني في جمع التوقيعات لمطالب رئيس المجلس، سليمان شنين ومكتبه، بضرورة عقد جلسة طارئة، يكون هدفها تقييم اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ودراسة اللائحة التي أصدرها البرلمان الأوروبي والرد عليها. وفي السياق، كشف النائب والقيادي في حركة مجتمع السلم، ناصر حمدادوش، أن المجموعة البرلمانية للحركة قد دعت إلى انعقاد البرلمان الجزائري لتقييم اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي والتدخل المستمر في الشؤون الداخلية للجزائر، واتخاذ القرارات المناسبة. وأضاف حمدادوش بأن هذه القضية "قضية دولة، ولابد من توحيد الجبهة الداخلية فيها، وأن السيادة الوطنية خط أحمر، وهي مسؤولية الجميع، وتتجاوز مسؤولية السلطة"، معتبرا اللائحة "تدويل غير مبرّر لقضايانا الوطنية، وهو سلوكٌ غير وطني، وهو مدانٌ مهما كانت أسبابه ومبرّراته"، وأنه "تدخّلٌ أجنبي مرفوض في شؤوننا الداخلية، وهو ابتزازٌ مكشوف مهما تستّر بغطاء ملف حقوق الإنسان"، مشددا على أنه "مهما كانت مبرّرات مواجهة منظومة الفساد والاستبداد فلن يكون الاستقواء بالخارج مقبولاً، وهو مرفوضٌ من كل الوطنيين الشرفاء مهما كانت السياقات التي يندرج تحتها". ومن جهته، قال النائب عن جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف، أن "الدعوة إلى عقد جلسة للمجلس الشعبي الوطني للرد على اللائحة الأوروبية وتقييم اتفاق الشراكة ليست مستبعدة"، داعيا في السياق مكتب المجلس لتحمل مسؤولياته كاملة قائلا "المشكل في مكتب المجلس"، مبديا تخوفه من تعطيل وعرقلة هذا المسعى "ملف تجريم الاستعمار ليس ببعيد عنا والمتواجد في درج مكتب المجلس". وقال بن خلاف أن الوقفة التي ستكون غدا الثلاثاء الهدف منها أن يكون بداية "عمل تنسيقي.. لتنبثق عنه لجنة عمل لمتابعة تطورات الاحداث واتخاذ المواقف والتصعيد من خلال المستجدات وتصرفات الاتحاد الأوروبي"، ولم يستبعد بن خلاف مقاطعة البرلمان الأوروبي قائلا "يمكننا التصعيد أكثر باقتراح مقاطعة البرلمان الاوروبي"، موضحا "القرار لا يجب أن يكون منحصرا في مجموعة برلمانية بل من المفروض أن ينخرط فيه كل النواب". ومن جانبه، شدد رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة المستقبل، بلغوثي حاج، على ضرورة مراجعة العلاقة مع برلمانات الاتحاد الأوروبي قائلا "نحرص مرة أخرى على إعادة النظر بتقييم ومراجعة التعاون البرلماني المبرم مع برلمانات الاتحاد الأوروبي، وخاصة تلك التي تتغنى ظاهرا بالحرية والعدالة والاحترام ونشر السلام والمحبة وهي تضمر في الحقيقة المكر والخداع والمساس بكرامة الشعوب واستقلال بلدانها". وأما رئيس المجموعة البرلمانية لتجمع أمل الجزائر "تاج"، زواني بن يوسف، فقد قال أنه "اقتراح يدرس مع المجموعات البرلمانية ومع المكتب الموسع الذي يضم أعضاء مكتب المجلس ورؤساء المجموعات البرلمانية لإنجاح اي خطوة في هذا الاتجاه".