عد تسليط العقوبة على حارس النادي الأهلي السابق عصام الحضري والذي غادر النادي هارباً لنادي سيون السويسري قبل أربعة عشر شهراً بتغريمه بمبلغ تسعمائة ألف أورو وإيقافه محلياً ودولياً لمدة أربعة أشهر من المفترض أن تبدأ مع شهر أوت القادم، تبادر للأذهان شريط إحدى القصص الأكثر إثارة في تاريخ النادي الأهلي والكرة المصرية والتي حولت الحضري بالنسبة لجماهير الأهلي من أحد أبرز نجومهم المفضلين لخائن وهارب وغير مرغوب برؤيته حتى بالمنتخب المصري. البداية .. هروب مفاجيء ومصير مجهول بدأت وقائع القصة مباشرة عقب انتهاء مباريات المنتخب المصري بكأس الأمم الأفريقية 2008 بغانا والتي توج المنتخب المصري بلقبها للمرة الثانية على التوالي والسادسة بتاريخه، وشهدت تألقاً ملفتاً لعصام الحضري توج بحصوله على لقب أفضل حارس مرمى بالبطولة للمرة الثانية على التوالي . ومع عودة اللاعب لناديه انتشرت أخبار مفاجئة عن رغبة نادي أرسنال الإنجليزي بالتعاقد مع الحارس المصري، ولكن إدارة النادي الأهلي فوجئت بعرض "هزيل "من نادي سيون السويسري للتعاقد مع الحارس الدولي مقابل 400 ألف أورو وهو ما رفضه المسؤولون والجهاز الفني جملة وتفصيلاً، لكن ما أثار الدهشة في ذلك التوقيت هو قبول الحضري لذلك العرض وهو ما لم يغير موقف المسؤولين بالنادي الأهلي . . وحمل يوم 21 فيفري أكثر فصول هذه القضية إثارة عندما استيقظت جماهير النادي الأهلي على خبر هروب الحارس الدولي لسويسرا مصطحباً أسرته للانضمام لنادي سيون السويسري معللاً ذلك برفض النادي الأهلي ل "حلمه "بالاحتراف في أوروبا، ومبرراً فعلته بالاستناد للمادة رقم 17 بلائحة الفيفا والتي تمنح الحق للاعبين ممن تخطوا الثامنة والعشرين من أعمارهم وتمتد عقودهم لأكثر من ثلاث سنوات قضوا أكثر من نصفها بالنادي في الرحيل دون إذن من النادي مقابل تعويض النادي الأصلي عن المدة المتبقية من العقد "حسب كلام اللاعب ووكيله"، شرط إخطار النادي بالفسخ قبل 15 يوماً من حدوثه . وفي اليوم التالي ظهر عبر شبكة الإنترنت فيديو للاعب يرتدي به قميصاً يحمل شعار نادي سيون السويسري وبدأ بتعريف نفسه ثم استعرض مشاركاته وبطولاته مع المنتخب المصري والنادي الأهلي المصري، قبل أن يحول حديثه لجماهير النادي الأهلي ومسؤوليه متمنياً عدم غضبهم من الخطوة التي أقدم عليها، وأكمل بأنه كان يتمنى ألا يحرمه النادي الأهلي من فرصة الاحتراف لكن رفض ناديه هو ما أجبره على تلك الخطوة . عودة مشبوهة.. ومسلسل غير ناجح بشكل مفاجيء وبعد أسبوع فقط من هروبه لسويسرا أعلن عصام الحضري عن عودته للقاهرة وإنهاء علاقته بالنادي السويسري مبدياً ندمه على الخطوة التي أقدم عليها ومتمنياً قبول اعتذاره من جماهير النادي الأهلي ومسؤوليه . ومع وصوله وعودته للنادي أعلن مجلس إدارة النادي الأهلي عن توقيعه عقوبة على الحارس بإيقافه لمدة ثلاثة أسابيع وتغريمه بمبلغ مائتين وخمسين ألف جنيهاً مصرياً بخلاف رفع الأمر للاتحاد الدولي لكرة القدم للبت فيه، وأعلن الأهلي في ذلك التوقيت عن تفويض المحامي السويسري جان بول مونتيرو للدفاع عن موقف الأهلي بالقضية. وبعد أيام اتضح أن ما فعله الحضري ما هو إلا "تمثيلية" بالاتفاق مع ناديه، حيث أرسل فاكساً للنادي السويسري معبراً به عن رغبته باللعب لنادي سيون وذكر به تعرضه للاضطهاد والمعاملة السيئة بالنادي الأهلي منذ عودته راغباً في إضافة هذا الفاكس لملفات القضية بالاتحاد الدولي. حسن شحاتة مغضوب عليه بسبب الحضري مع توالي الأحداث دخل المنتخب المصري ومديره الفني حسن شحاتة بالقضية، بعدما أعلن الأخير عن ضم عصام الحضري للمنتخب بمباراة الأرجنتين الودية في أوج مشكلة اللاعب مع النادي الأهلي وهو ما رأته جماهير النادي الأحمر استفزازاً لمشاعرها خصوصاً وأن المباراة كانت ودية وليست بذات الأهمية الكبيرة أو المصيرية ليضم شحاتة الحارس الهارب في هذا التوقيت. وبالفعل شارك الحضري باللقاء كأساسي لتبدأ حلقة جديدة في مسلسل جماهير الأهلي والحضري أصبح حسن شحاتة أحد أهم أطرافها بعدما استمرت انتقادات الجماهير الأهلاوية للمدير الفني لضمه لاعباً "خائناً" لناديه مهما كان مستواه الفني وحاجة المنتخب إليه، وهي وجهة النظر التي كانت تختلف مع نظيرتها لدى المدير الفني للمنتخب المصري الذي رأى فصل المنتخب عن أي قضايا أخرى. حكم مثير للريبة.. وحلقة جديدة بمشوار الحارس وفي منتصف شهر أفريل من العام الماضي أصدر القاضي الأوحد بالاتحاد الدولي لكرة القدم حكماً محبطاُ للنادي الأهلي بالسماح للاعب بالمشاركة مع نادي سيون السويسري وذلك عن طريق إصدار بطاقة دولية مؤقتة للحارس مع منح النادي الأهلي فرصة التظلم للمحكمة الرياضية خلال فترة 21 يوماً من تاريخ إصدار القرار . وبالفعل بدأ الحضري مشاركاته بالمراحل الأخيرة من الدوري السويسري وشارك مع الفريق بخمس مباريات في نهاية الموسم الذي أنهاه سيون بالمركز السابع بين عشر فرق بالدوري السويسري الممتاز . واستمرت مشاركات الحضري مع ناديه السويسري، وبدأ الموسم الجديد بشكل طبيعي مع ناديه فيما كان النادي الأهلي بانتظار البت في التظلم والذي تأخر إصدار القرار النهائي فيه "كما كان متوقعاً ". ولم يظهر الحضري بالصورة التي بدا عليها سابقاً مع النادي الأهلي والمنتخب المصري، حيث كان أحد أكثر حراس المرمى الذين اهتزت شباكهم بالدوري السويسري الممتاز هذا الموسم الذي يصارع به سيون الهبوط حتى الآن. مكالمة تزيد الأجواء اشتعالاُ قطع عصام الحضري الشعرة الأخيرة بينه وبين جماهير الأهلي بل ومعظم الجماهير المصرية عندما تطاول في اتصال تليفوني بالإعلامي أحمد شوبير أثناء استضافة الأخير للسيد عدلي القيعي مدير التسويق بالنادي الأهلي، على الحاضرين ومتجاوزاً الجميع عندما صرح تعقيباً على تعليقات الموجودين باحتمالية استبعاده من صفوف المنتخب الوطني بأنه سيشارك "غصب عن البدين في مصر ". وكانت مكالمة الحضري المذكورة هي بمثابة "الكيروزين" الذي تم سكبه على نار العلاقة المتوترة بين الحارس وجماهير ناديه السابق، حيث اجتمعت جماهير الأهلي على رفض قاطع لانضمام الحارس للمنتخب الوطني بعد تصريحاته الأخيرة . العودة لنقطة الصفر وخسارة كل شيء بعد أيام من تصريحات كريستيان قسطنطين بأن الحضري لم يعد له مكان أساسي بصفوف سيون بعدما غادر النادي السويسري متجهاً للقاهرة، ثم توارد أنباء عن نية النادي السويسري فسخ عقده مع الحارس المصري بسبب المشاكل الأخيرة، أعلن النادي الأهلي عن صدور قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بشأن الحارس الهارب بعد ما يقرب من العام على صدور القرار المبدئي من القاضي الأوحد . وأعلن النادي الأهلي عبر موقعه الرسمي عن أن الاتحاد الدولي لكرة القدم أصدر قراراً بتغريم عصام الحضري مبلغ تسعمائة ألف يورو إضافة لإيقافه عن اللعب محلياً ودولياً لمدة أربعة أشهر تبدأ مع بداية الموسم المقبل أي مع بداية شهر أغسطس من العام الحالي، إضافة لحرمان نادي سيون السويسري من إبرام أي صفقة خلال فترتي انتقال قادمتين . ومن المنتظر أن يتم استئناف الحكم من قبل نادي سيون، وإن كان القرار النهائي بعد الإستئناف "في حالة حدوثه" لا ينتظر أن تطول مدة إصداره كما حدث بالقرار الأول. اللعنة تطارد الفراعنة قبل موقعة الجزائر مدرب مصر ينتقد ميدو بسبب "فضيحة" الخمر والسجائر أبرزت إحدى الصحف الناطقة بالفرنسية، أمس، خبرًا أزعج الجماهير المصرية وزاد من مخاوفها قبل استئناف منتخبها الأول مسيرته بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، وذلك عندما نشرت تصريحات لشوقي غريب المدرب العام لمصر يوجه خلالها انتقادات عنيفة لنجم هجوم الفريق أحمد حسام "ميدو" على خلفية ما نشر عن أفعال مسيئة قام بها اللاعب مؤخراً. وكانت "دايلي ميرور" البريطانية قد نشرت منتصف الشهر الجاري مقالاً عن اللاعب مدعوم بالصور، أكدت خلاله أن نجم هجوم "الفراعنة"وميدلسبره المعار حالياً لويغان أتلتيك الإنجليزي يدخن السجائر ويشرب الخمر في سلوك منافي تماماً للأخلاقيات التي يجب أن يكون عليها الرياضيون. وقال غريب في تصريحات لصحيفة "عنابي" الناطقة بالفرنسية: "إن ميدو وضع المنتخب المصري في مشكلة كبيرة بعد الصور التي نشرتها دايلي ميرور له وهو يدخن سجائر ويشرب الخمر." وأشارت الصحيفة إلى وجود انقسام وخلاف شديدين بين أفراد الجهاز الفني للمنتخب المصري، حيث يرى غريب ضرورة استبعاد اللاعب وأي عضو فاسد بالفريق قبل استئناف "الفراعنة" لحملتهم بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم. فيما يرى حسن شحاتة المدير الفني ومعه حمادة صدقي المدرب المساعد ضرورة الإبقاء على اللاعب، خاصة في ظل ابتعاد نجم هجوم الفريق عماد متعب لفترة طويلة بعد إصابته بقطع في الرباط الخارجي للركبة. وجاءت الشائعات التي تحدثت عنها "الميرور" في توقيت غير مناسب تماماً للاعب المصري الذي بدأ يستعيد مستواه مؤخراً، وتألق بشكل واضح مع ويغان في مباراته الأخيرة بالبطولة الإنجليزية أمام أرسنال، حيث أحرز هدفاً رائعاً رغم سقوط "اللاتيكس" على أرضه ووسط جماهيره بأربعة أهداف لهدف. ولم تدم الأوقات الهادئة التي عاشها المصري منذ انضمامه لويغان الشتاء الماضي طويلاً، خاصة بعد دخوله في أكثر من أزمة مؤخراً أبرزها تلك التي اندلعت مع زميله عمرو زكي عقب مباراة المنتخب المصري أمام زامبيا (1-1) بتصفيات المونديال، ومن بعدها قضية السجائر وشرب الخمر التي انفردت "ميرور" بفضحها قبل أيام.