بحثت منذ أكثر من 10 سنوات عن سكن تحتمي به إلا أن طلباتها للاستفادة من سكن إجتماعي ردت لها بالرفض فوجدت بناية محطمة كانت حينها ملجأ للمنحرفين فيرضون بالقليل فيرممون البناية ليقطنوا بها طيلة 10 سنوات كاملة ليعيد التاريخ نفسه بعد أن تلقوا دعوة قضائية من طرف مديرية التربية ببومرداس تطالب فيها العائلة بإخلاء المكان باعتبارها ملكية خاصة بها. هذه هي قصة عائلة براشد القاطنة بقرية ساحل بوبراك الواقعة ببلدية سيدي داوود بدلس جنوب شرق بومرداس والمتكونة من 4 أفراد الأم وزوجة الابن وبنتين إحداهما تبلغ من العمر 10 سنوات والأخرى 16 سنة. وقد صدر في حقهم حكم بالطرد من السكن والذي نفذ في شهر فيفري الفارط بعد أنئ تبين أن ملكيته تعود لمديرية التربية ببومرداس لتجد هذه العائلة نفسها مشردة للمرة الثانية بساحة بالقرب من السكنات الشاغرة لتصنع كوخا بلاستيكيا عسى أن تحتمي به من البرد القارس وأمطار الشتاء الغزيرة. اتصلنا بعائلة براشد بسيدي داوود حيث التمسنا واقعها المر وهي تعيش في العراء منذ أكثر من 3 أشهر، إذ إن كل أثاثها المتواضع مرمي هنا وهناك، أما الأفرشة والملابس الخاصة بها وضعتها في زاوية بناية شاغرة بعد أن لفتها في البلاستيك والذي استعانت به أيضا للاحتماء به عند سقوط الأمطار. هذا هو حال عائلة براشد تقضي نهارها وليلها وهي تبحث عن دفء في عز الشتاء وهذا أمام مرأى السلطات المحلية التي لم تبال بمعاناة هذه العائلة لترفع لها وعودا وآمالا بالتكفل بها والتي لم تعرف النور بعد، حيث أكدت الأم صليحة أن وضعهم لا يحتمل، فإضافة إلى تشرد عائلتها فهي تعتمد على ما يجود به لها الجيران والأقارب لتقتات هي وعائلتها باعتبار أن زوجها بوعلام مسجون منذ سنتين حيث تمت محاكمته ب 5 سنوات سجنا نافذا في قضية متعلقة بالإرهاب. وجراء هذه الظروف اضطرت البنت الكبرى إلى ترك الدراسة في منتصف الموسم الدراسي الجاري بعد أن بلغ بها اليأس بتحسن وضع عائلتها المزري، أما الجدة التي بلغت من العمر 70 سنة فهي تتصارع مع الأمراض المزمنة من جهة ومن الوضعية الاجتماعية المزرية، وتزداد سوءا يوما بعد يوم. خالتي فاطمة لم تر في حياتها إلا المر فقد عاشت حياتها يتيمة الأب الذي استشهد في حرب التحرير الوطنية رفقة شقيقه، فتاريخها الثوري هذا لم يشفع لها في الظفر حتى ببيت لائق لها ولعائلتها لتقول أنا في وطني الذي ولدت وأنا أحلم باستقلاله لا أملك بيتا لحفيداتي وما مصيرهن؟ تسكت الجدة في حسرة ودموع متذرعة للمولى أن يلطف بها وبعائلتها وما من شدة إلا ويأتي بعدها الفر.