في ضربة موجعة للشركة العملاقة “آبل”، استقال ستيف جوبز من منصب الرئيس التنفيذي، ونقل زمام الأمور إلى ساعده الأيمن تيم كوك، قائلا: إنه لم يعد قادرا على القيام بالواجبات في إعلان مفاجئ أثار مخاوف من أن تكون حالته الصحية تدهورت. ويعد جوبز الذي كافح نوعا نادرا من سرطان البنكرياس، وأحدث ثورة في ساحة التكنولوجيا بجهازي “آي فون” و”آي باد” في السنوات الأربع الماضية قلب روح الشركة التي ارتقت أخيرا ولفترة قصيرة لتكون الأعلى قيمة في أمريكا. وعلى الرغم من أن الشركة لم تتطرق في بيانها إلى الحالة الصحية لجوبز، فقد أشار هو في رسالة استقالته أمس إلى وضعه الصحي. وقال جوبز الذي أصبح رئيسا لمجلس الإدارة في خطاب مقتضب أعلن فيه استقالته أمس “كنت دائما أقول إنه إذا جاء يوم لم يعد باستطاعتي فيه الوفاء بواجباتي وآمالي كرئيس تنفيذي ل “آبل” سأكون أول من يخبركم. لقد جاء هذا اليوم للأسف”. وكان جوبز قد أسهم في تأسيس “آبل” عام 1976، ولعب دورا رئيسا في إشعال ثورة الكمبيوتر الشخصي، ليقفز بالشركة إلى قمة قائمة أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية، متفوقة على عملاق النفط والطاقة “إكسون موبيل”. ومن النجاحات التي حققتها الشركة في عهد جوبز، تطوير جهاز مشغل الموسيقى “آي بود” عام 2001، والهاتف الذكي “آي فون” عام 2007، ثم الحاسوب اللوحي “آي باد” عام 2009. واستقبل المستثمرون نبأ استقالة المدير التنفيذي، الذي أصبح رئيسا لمجلس الإدارة، بصورة سيئة، حيث فقد سهم الشركة أكثر من 6 في المائة من قيمته. وتحت رئاسة جوبز ارتفع سعر “آبل” من تسعة دولارات عام 1996 إلى 376 دولارا في ختام تعاملات أمس الأول في بورصة “وول ستريت” في نيويورك. في حين أنه من المستبعد أن يحبط رحيل جوبز خطط الشركة لإطلاق منتجات في الأجل القريب، فهناك مخاوف بشأن ما إذا كانت الشركة ستكون على القدر نفسه من الإبداع فيما بعد العام المقبل أو نحوه في غياب قيادة مؤسسها. وكان هذا سببا في هبوط أسهم الشركة 7 في المائة في ساعات ما بعد التداول الرسمي عندما أعلنت استقالة جوبز.