حذر قائد عسكري للثوار الليبيين الذين أطاحوا بمعمر القذافي من أن رجاله قد يطيحون بالحكومة القادمة وتصفية رئيسها عبد الرحيم الكيب إذا لم تلب مطالب بتمثيلهم، مما يعكس حالة من الانقسام تعمق الخلافات القائمة بين الفصائل المسلحة التي ساهمت في إسقاط نظام العقيد قبل أيام من إعلان تشكيل الحكومة الانتقالية· وهدد قائد مجلس ثوار طرابلس عبد الله ناكر في تصريحات لوكالة ”رويترز” بأن أنصاره لن يترددوا في الإطاحة بالحكومة المقبلة إذا لم تعكس تمثيلا صحيحا للثوار في صفوفها، موضحا أن القوات التابعة له موجودة على الأرض والقرار النهائي سيكون لها، فيما ذكرت ”رويترز” أن مراسلها شاهد آلاف الرجال المسلحين الموالين لناكر وهم يستعدون للقيام بدوريات أمنية ليلية في العاصمة الليبية· وطالب ناكر رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب بتعيين وزراء يمثلون الثوار الشبان الذين أطاحوا بالقذافي، وقال إن رجاله سيحتجون في شتى أنحاء البلاد سلميا ”في بادئ الأمر”، لكنه عاد وأكد أنه لن يتردد في استخدام السلاح ”إذا لم يعجبهم التشكيل الوزاري الجديد”· واللافت للنظر أن ناكر شدد على رفضه لأي دور في الحكم لعبد الحكيم بلحاج الذي عينه المجلس الوطني الانتقالي قائدا للمجلس العسكري لطرابلس· وكان ناكر قد قابل قبل يومين، وفدا من ثوار مدينة بنغازي وأصدروا بيانا مشتركا في طرابلس يطالب الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة عبد الرحيم الكيب بتلبية مطالبهم بأن يكون لهم دور في الحكومة وفي القيادة العسكرية الجديدة· ومن جانبه، طالب رئيس المجلس العسكري في طرابلس عبد الحكيم بلحاج رئيس الحكومة الكيب بإعطاء مناصب وزارية للثوار وعدم إقصائهم من مناصب في مختلف مؤسسات الدولة الليبية، وأكد في استعراض عسكري يقام لأول مرة منذ انتصار الثورة على ضرورة أن تعمل القيادة الجديدة على إزالة مظاهر التسلح من البلاد·
وفي الأثناء، رفض العديد من ممثلي الفصائل المسلحة التي شاركت في الثورة قيام ضباط في الجيش الليبي السابق بتعيين رئيس جديد لأركان ”الجيش الوطني” المقرر تشكيله، ودعوا في بيان صدر باسم ”اتحاد الثوار” إلى إرجاء تعيين رئيس للأركان حتى تأليف حكومة جديدة· وجاء في البيان أنه من الواجب اختيار رئيس الأركان من بين المقاتلين الذين كانوا في الصفوف الأولى على جبهات المعارك ضد نظام العقيد الليبي السابق معمر القذافي، حيث أوضح منير مساعد، الذي تلا البيان، أن الثوار ليسوا ضد حفتر كشخص بل ضد طريقة تعيينه· وكان نحو 150 ضابطا وضابط صف في الجيش الليبي السابق، التحقوا بالثوار، قد اجتمعوا في وقت سابق بمدينة البيضاء على بعد 200 كلم من بنغازي شرق ليبيا ووافقوا بالإجماع على تعيين خليفة حفتر رئيسا للأركان، و”إعادة إحياء” الجيش الذي لا يزال ينتظر إعادة تشكيله رسميا·
من ناحية أخرى، بدأ الإخوان المسلمون في ليبيا مساء أول أمس في مدينة بنغازي أول مؤتمر لهم داخل ليبيا في العهد الجديد، وذلك ”لمناقشة برامج الجماعة السياسية وانتخاب قيادة بديلة وطرح الرؤى الاجتماعية والسياسية التي تتزامن مع التطورات الراهنة في ليبيا”، حسب قيادات الجماعة· وافتتح المؤتمر التاسع للجماعة، وهو أعلى سلطة فيها، بحضور شخصيات وطنية ليبية وعربية من تونس وسوريا وعدد من الوزراء وأعضاء في المجلس الانتقالي· وأشاد المراقب العام للجماعة سليمان عبد القادر في الجلسة الافتتاحية بالتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الليبي في سبيل الحصول على حريته·