تغلّب فريق السد القطري على الترجي التونسي 2-1 اليوم الأحد، في المباراة التي جمعت بينهما في الدور الثاني لبطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم على استاد تويونا بمدينة ناغويا اليابانية، في أول مشاركة للفريق في البطولة كما ذكرت “وكالة الأنباء الألمانية”. وأنهى السد الشوط الأول متقدماً بهدف نظيف سجله خلفان إبراهيم خلفان، قبل أن يضيف عبدالله كوني الهدف الثاني للفريق في بداية الشوط الثاني، فيما سجل أسامة الدراجي الهدف الوحيد للترجي في الدقيقة 60. من جانبه، لم يكن جمهور الترجي التونسي راضياً على الإطلاق عن خسارة فريقه فحاول اجتياح الملعب بعد انتهاء اللقاء، ما اضطر الشرطة للتدخل، ونجح أحد مشجعي الفريق التونسي في الدخول إلى أرضية الملعب بعد صافرة النهاية وحاول الوصول إلى حارس السد محمد صقر لكنه فشل في مسعاه، وسط سخط في مدرجات بطل أفريقيا احتجاجاً على قرار الحكم التشيلي إنريكه أوسيس إلغاء هدفين للفريق التونسي بداعي التسلل، وعدم احتسابه ركلة جزاء في الوقت القاتل من اللقاء. وأعرب مدرب الترجي نبيل معلول عن أسفه لما حصل في المدرجات، مضيفاً: “أنا فعلاً آسف.. هذه الأمور تحصل في بعض الأحيان، الترجي التونسي والسد شقيقان ويجب ألا تحصل هذه الأمور”. ولم يعرف عدد الأشخاص الذين اعتقلتهم الشرطة بسبب أعمال الشغب. ويلتقي السد مع فريق برشلونة الإسباني في المربع الذهبي، فيما يلتقي الترجي مع الخاسر من المباراة التي تجمع بين مونتيري المكسيكي و كاشيوا ريسول الياباني في وقت لاحق اليوم، في مباراة لتحديد صاحب المركز الخامس. ووضعت قرعة مونديال الأندية فريقي السد والترجي في مواجهة باكرة سوياً، ليست هي الأولى بين الفرق العربية في تاريخ هذه البطولة، إذ سبق لاتحاد جدة السعودي أن أطاح بالأهلي المصري من البطولة في عام 2005، وذلك ضمن مشاركات مستمرة للفرق العربية من آسيا وأفريقيا في هذه البطولة. وبدأت المباراة بفترة جس نبض بين الفريقين استمرت طوال الدقائق العشر الأولى، حيث لم ينجح أي من الطرفين في تشكيل خطورة حقيقية على مرمى المنافس، اتضح بعدها التفوق الميداني من جانب الفريق التونسي، الذي أجبر منافسه على البقاء في منتصف ملعبه من دون تقدم. وحاول يوسف المساكني أن يجرب حظه في التسديد ولكن محمد صقر حارس السد كان له بالمرصاد. وضغط الترجي بكل خطوطه لاستغلال حالة النشاط التي يعيشها لاعبو الفريق، مستغلاً سرعات خالد مولحي والكاميروني يانيك ندجينغ والمساكني. واستمرت المحاولات التونسية من دون توقف، وحرم القائم الأيسر ندجينغ من تسجيل هدف محقق للترجي إثر قذيفة صاروخية. وأنقذ صقر فريقه السد من هدف محقق في الدقيقة 25 إثر تسديدة قوية من يوسف المساكني، قبل أن يعود اللاعب نفسه ويطلق قذيفة صاروخية أبعدها حارس السد بأطراف أصابعه إلى ضربة ركنية. وأهدر الترجي عدداً من الفرص المحققة التي كانت كفيلة بحسم المباراة، في الوقت الذي اكتفى السد بأداء الدور الدفاعي من دون أن يخاطر بشن أي هجمات. وعلى عكس سير المباراة، تقدم فريق السد بهدف في الدقيقة 33 عن طريق خلفان إبراهيم الخلفان، بعد أن سدد عبدالقادر كيتا كرة قوية من الناحية اليمنى لمنطقة جزاء الترجي، ولكن حارسه أخطأ وأبعد الكرة في اتجاه رأس خلفان الذي لم يتوان عن افتتاح التسجيل لفريقه. وعقب الهدف عادت المباراة إلى سابق عهدها، حيث عاد الترجي للهجوم المكثف فيما عاد السد لأداء الدور الدفاعي، ولكن من دون هجمات محققة من جانب الفريق التونسي. وكاد ندجينغ يدرك التعادل للترجي في الدقيقة 38 من متابعة لكرة طائشة سقطت أمامه داخل منطقة الجزاء، لكنه سدد فوق العارضة وهو على بعد ياردات قليلة من المرمى. واكتفى فريق الترجي بالتسديد من بعيد خلال الدقائق الخمس الأخيرة، أملاً في أن تعرف إحدى هذه التسديدات طريقها للمرمى لكن ذلك لم يحدث، ليطلق الحكم صافرته معلناً نهاية نصف المباراة الأول بتقدم الفريق القطري بهدف نظيف. ودفع نبيل معلول المدير الفني لفريق الترجي بهاريسون أفول بدلاً من المالي إدريسا كوليبالي في بداية الشوط الثاني، وبعد مرور ثلاث دقائق فقط من بداية الشوط الثاني أضاف السد الهدف الثاني، بعدما ارتقى الكوري لي جونغ سوو برأسه لتمريرة عرضية داخل منطقة الجزاء ليمهدها أمام عبدالله كوني أمام المرمى مباشرة، ليلمسها الأخير بسهولة إلى داخل الشباك. وكثف الترجي من محاولاته الهجومية أملاً في تقليص فارق الهدفين، في الوقت الذي انحصر السد في منتصف ملعبه للحفاظ على غنيمته. وكاد عبدالله كوني مدافع السد يسجل هدفاً عن طريق الخطأ في مرمى فريقه، لكن الكرة مرت بالكاد بجوار القائم. وأحرز أسامة الدراجي هدفاً للترجي من ضربة حرة مباشرة مرت من فوق رؤوس الجميع وسكنت الزاوية اليمنى لمرمى صقر في الدقيقة 60. وحصل الترجي على ضربة حرة جديدة لكنه لم يحسن استغلالها هذه المرة. وأشهر حكم المباراة البطاقة الصفراء في وجه وليد الهيشري لاعب الترجي لتدخله بعنف مع عبد القادر كيتا. وأجرى جورج فوساتي المدير الفني لفريق السد أول تغييراته بنزول طاهر محمد بدلاً من وسام عبدالمجيد، قبل أن يدفع بيوسف علي بدلاً من خلفان إبراهيم، ورد عليه معلول بالدفع بخالد العياري بدلاً من أسامة الدراجي. وسجل الترجي هدفاً قبل نهاية المباراة ب12 دقيقة، لكن الحكم ألغاه بداعي أن الكرة لمست يد ندجينغ قبل أن يسدد الكرة في الشباك. وحاول الترجي خلال الدقائق الخمس الأخيرة أن يدرك التعادل بأي ثمن، وكاد وليد الهيشري يخطف هدفاً قاتلاً من تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، لكن صقر أنقذ الموقف بثبات. وأهدر الترجي فرصة أخرى محققة، قبل أن يسجل العياري هدفاً في الدقيقة الأخيرة ألغاه الحكم بداعي التسلل. وعلى رغم المحاولات المضنية من جانب الترجي إلا أن التوفيق غاب عن الفريق في اللمسة الأخيرة. وتعمّد لاعبو السد إضاعة الوقت في الدقائق الأخيرة من المباراة، ليشهر الحكم البطاقة الصفراء في وجه كوني، قبل أن يطلق صافرته معلناً نهاية المباراة بفوز السد بهدفين لهدف.