هذا مقطع من تدخل الناطق الرسمي لحزب الأرندي ميلود شرفي، أمام مناضليه (بلا عنوان) فيما يشبه تسخين البندير تمهيدا للحملة الانتخابية، اعترف لكم ”صخشيا” بأنني لم أفهم فيه شيئا والأرجح أن صاحبه لم يفهمه أيضا! يقول شرفي إن ضمان نسبة مشاركة عالية في الاستحقاقات هي أكبر رد على المتربصين وهواة الاصطياد في المياه العكرة من حبك السيناريوهات المفضوحة تارة باسم الديمقراطية وتارة باسم الوطنية، وهي أكبر صفعة ستكون على وجه هؤلاء! يمكن قراءة هذا الكلام على أكثر من مستوى ومن دون هامش خطأ يذكر· يبحث الناطق عن خلق نوع من التحدي يمكن أن يشكل قضية تستحق أن يهرول إليها الخلق مثلما هم يهرولون وراء قارورات الغاز، ومن هذا الجانب، ومن منطلق أن صاحبنا كان معلقا في الرياضة قبل أن تسوقه الأقدار إلى السياسة ويصبح إماما مبصرا وبصيرا بين ثلة من العميان تم جلبهم من الزمان الذي أستأسد فيه مسؤولو الغفلة فهو كمن ينفخ في نيران أوشكت أن تنفطئ بفعل زمهرير لأنه ببساطة لا توجد قضية ولا تحدٍّ من هذا النوع عند هؤلاء الخلق! لعل صاحبنا يعتبر نفسه صيادا وتحديدا صياد حوت وسردين أصبح في قائمة موائد الأثرياء والمستوردين والمستفيدين من الخصخصة، والفرق بينه وبين حزبه أي حزب الإدارة وهذه الأخيرة بطبعها انتهازية، أنهم يصطادون في مياه عكرة كوادي الحراش وهو يصطاد في مياه صافية كوادي الشلف! قد يكون ميلودنا وميلودهم أو مولودهم أكثر ميلا للرياضات العنيفة دون غيرها من الرياضات الأخرى باعتباره يتكلم عن الصفعات وهي عادة ما يستخدمها ضعفاء النفوس في غياب الحجة المقنعة ومتلقوها من النسوان أو من الخماسة الذين يهانون في عهد الإقطاع كما يبشر به الأرندي! واضح أن الزعيم الناطق مختص في تفكيك الأفخاح بما فيها السيناريوهات المفضوحة، بما فيها تلك السيناريوهات (الخارجية) التي حركت الربيع العربي كما يعتقد هو ضاحكا على تلك الثورات! على طريقة الذيب والعنب القارص! لا أحد يكون قد فهم أين يضع ناطقهم مناضليه الذين يخاطبهم بعد أن تاهوا في الديمقراطية والوطنية (المغشوشة) فلعل النضال الخبزي هو هدفهم الأول ولايزال· ومع ذلك، فإن أحدا منا لا يستطيع أن يفهم هذا النوع من الناطقين الذين يدعون الناخبين إلى صندوق الانتخاب (والانتحاب) لكي يستجيبوا بكثافة خاصة أن هذا الكلام لا يكلف صاحبه شيئا!