مع أن قيصر روسيا فلاديمير بو(تين وزيتون وطور الكرملين) يمكنه أن يصبح بعد عشر سنين زائد عامين ”بوطين” وفي الوحل يعوم، مع ذلك فإن عودة هذا الرجل القوي إلى الواجهة كرئيس لفيدرالية روسيا، وهي بحجم إمبراطورية تقدم لنا أي للعرب والأفارقة أكثر من درس في فن سياسة الحكم أكثر مما قدمه ميكافيلي (البورجوازي) في كتابة الشهير ”الأمير”! بوتين وهو تلميذ نجيب في جهاز ال”كا·جي·بي” قفز إلى منصب رئيس الوزراء في عهد يلتسين المخمور طول الوقت قبل أن يصبح بعد عامين رئيسا للدولة لعهدتين كاملتين عمل فيها على إيقاظ الدب الروسي من كبوته وحاول مع انتهاج سياسة رأسمالية شبة متوحشة إبعاد أصحاب المال عن السياسة والإعلام وجعل الصوت الروسي مسموعا في المحافل الدولية بعد أن خفت مع انهيار الاتحاد السوفياتي (المرحوم)! هذا الدرس يمكن تلخيصه في نقطتين على الأقل: الأولى: إنه بدل أن يلجأ إلى تعديل الدستور الذي يمنع تقلد عهدتين رئاسيتين قام بالاعتماد على الحزب الذي أسسه بالعودة إلى الخلف بالإيعاز إلى صديقه ميدفيديف للتقدم إلى الواجهة، في حين عاد هو لرئاسة الوزراء وهذا لممارسة منصب الرئيس بصفة فعلية والقول كان دائما ما قاله بوتين! فروسيا دولة كبيرة ومحترمة ولا يمكنها أن تخرق الدستور، ولو كان المطلوب حرقه باعتبار أن ذلك انقلاب على الشرعية! الثانية: إن بوتين ومعه روسيا لم يغب عن الساحة مثلما يحدث في بعض الأنظمة المنتمية إلى العالم الثالث وحتى الرابع لينضم إلى المخزون الاحتياطي من البيروقراط الانتهازي بطبعه والمنتظر في كل لحظة دعوة للعودة عادة ما تكون مستجابة بدعوى أن الوطن يحتاجه أو للاستنجاد به قبيل الغرق! ومع ذلك، فإن بوتين الذي حكم لعهدتين متتاليتين كرئيس للدولة ثم عهدة كرئيس للوزراء مرشح لكي يحكم 12 سنة كاملة إذا سارت الرياح بما تشتهي السفن (بفتح السين) ومعناه ربان السفينة، لأن بوتين قد يتحول الى”بوطين” أي وضع لا يحسد عليه مع هبوب أولى الرياح القوية المطالبة بربيع عربي في روسيا لنقص في أوكسجين الحرية والعدالة ولطغيان أرباب المال على مفاصل الاقتصاد· إلا إذا استبق بوتين ذلك وكان من الفاهمين قبل فوات الأوان ولم يكن من أصحاب القذافي أو صالح أو بشار!