سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في عملية تكشف عن مدى حقد أتباع درودكال على الجزائريين:اغتيال 18دركيا و3 مدنيين في كمين إرهابي ببرج بوعريريج من العمليات الانتحارية إلى الكمائن الحقيرة!
تكشف القراءة الأولية للاعتداء الإرهابي الذي استهدف سيارات رباعية الدفع على متنها خيرة أبناء هذا الوطن من رجال الدرك الوطني الذين كانوا عائدين من مهمة رسمية لتأمين نقل عمال صينيين يشرفون على إنجاز شطر من الطريق السيار شرق غرب بولاية برج بوعريريج، وقبل ذلك هجوم على عناصر للأمن الوطني ببومرداس وقبلها مقتل دركيين بولاية المدية، أن هذه الجماعات المسلحة المنفذة لهذا الاعتداء قد انتقلت إلى أسلوب جديد لتقتيل المدافعين عن الوطن. فبعد أن أطلعتنا السنة الماضية على جملة من العمليات الانتحارية الاستعراضية استهدفت بها مقرات حساسة في الجزائر وأسقطت مئات القتلى من المدنيين وأفراد الأمن الوطني، لتتبنى هذه الجماعات البربرية مؤخرا أسلوبا جديدا يتمثل في رصد تحركات وتنقلات رجال الدرك والأمن الوطنيين الساهرين على تأمين المناطق النائية على وجه الخصوص المحاذية للغابات والمسالك الغابية، لتخرج كالفئران من جحورها وتضرب رجال الأمن ثم تعود أدراجها لتختبئ مباشرة قبل وصول قوات الأمن الأخرى، حيث لجأت هذه الجماعات المسلحة بعد إطاحة مصالح الأمن بأكبر رؤوسها داخل معاقلها وتشديد الخناق عليهم وتضييق تحركاتهم عبر جميع الطرقات والمسالك، إلى تلغيم الطرقات والمنافذ التي تسلكها شاحنات الجيش أو الدرك أو الشرطة لتنهال على باقي الأفراد الذين ينجون من الاعتداء الأول بوابل من الرصاص إلى غاية استشهاد جميعهم ثم التنكيل بجثثهم والاستيلاء على أسلحتهم وعتادهم وألبستهم تحسبا لاستعمالها في عمليات إٍرهابية أخرى أو نصب الحواجز المزيفة. كما أن بقايا التنظيمات المسلحة لا يجازفون بأنفسهم أثناء شنهم لهجوم ما على قوات الأمن، حيث يخشون المواجهة بنفس العدد، إذ يعمدون إلى استنفار جميع العناصر المتبقية منهم يتم استقدامهم من جميع النواحي والمناطق وحتى الولايات للتعاون من أجل قتل عشرة أو أكثر بقليل من قوات الأمن، وانكشف هذا الأسلوب في العمليات المنفذة السابقة الذكر، حيث تشير مصادر أمنية هنا وهناك إلى أن عملية واحدة قد شارك فيها ما لا يقل عن 30إرهابيا أو حتى 50إرهابيا على غرار عملية يوم الأربعاء. ولا يدل هذا التغيير في منهج الجماعات البربرية في التنكيل بأبناء الجزائر إلا على أمرين، الأول هو ضعف الجماعات الإرهابية حتى أصبحت لا تستطيع مواجهة قوات الأمن وجها لوجه في المدن وبالتالي دليل على قوة وسيطرة رجال الأمن على الوضع لا سيما في المدن والمناطق الحضرية وشبه الحضرية تقريبا، وتحولت إلى أسلوب الكمائن لتفر بجلدها قبل وصول التعزيزات الأمنية. أما الأمر الثاني فيكشف عن استراتيجية جماعات الشر في الاستفادة من سلاح الإعلام بإحداثها الصدى الإعلامي من أجل رفع معنويات بقاياها المتناحرة فيما بينها . للتذكير، فقد قامت جماعة إرهابية مكونة من 50عنصرا على الأقل بنصب كمين عشية الأربعاء على الساعة السابعة والنصف مساءا لعناصر الدرك الوطني التابعين للمجموعة الرابعة للتدخل والاحتياط ببرج بوعريريج بالمكان المسمى عين الدفلى بالجهة الغربية على بعد حوالي 25كلم من مقر الولاية على الطريق الوطني رقم 5، المؤدي إلى قسنطينة وعنابة شرق البلاد، حيث اغتالت 18دركيا و3 مواطنين من بينهم ضحية يعمل حارسا بالسجن بولاية سوق أهراس. كما أصيب 6 آخرين بجروح بينهم رجل وامرأة وبنت كانوا عائدين من الجزائر العاصمة باتجاه برج بوعريريج.. عملية الاستهداف بدأت بأربع قذائف أربيجي، أصابت سيارتين في الأمام إصابات مباشرة وسيارتين أخرتين في الخلف لتتبع بوابل من الرصاص والأسلحة الثقيلة. ورغم المقاومة الشديدة التي أبداها عناصر الدرك، تمكنت المجموعة الإرهابية من اغتيال أفرادها وسلبت منهم أسلحتهم من نوع كلاشينكوف وأجهزة اتصال ودروع واقية للرصاص وألبسة وتم حرق السيارات على آخرها، الضحايا تتراوح أعمارهم بين 22 و54 سنة. من جهتها قامت مصالح الأمن المشتركة بعملية تمشيط واسعة النطاق بالاستعانة بمروحيات في حدود جبال ابن داود وغابة بوقطن وحرازة والتي ما زالت مستمرة إلى غاية الآن مباشرة بعد الاعتداء وقد تمكنت -حسب مصادر قريبة من محيط العملية- من القضاء على خمسة إرهابيين على الأقل.