دخلت أعمال القمة العربية واجتماعات هيئاتها في بغداد أمس، مراسيمها الفعلية بوصول الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي على رأس فريق من خبراء وسفراء الجامعة إليها بينما يباشر الوزراء العرب للمال والاقتصاد والخارجية بالتوافد عليها بدءا من اليوم. وأعلن أول زعيم عربي هو السوداني البشير مشاركته في القمة، يعقد الرؤساء العراقيون للجمهورية والحكومة والبرلمان اجتماعا بعد لقاءات ماراتونية جرت خلال الساعات الأخيرة في محاولة للاتفاق على موعد مؤتمر حل الأزمة السياسية في البلاد والظهور أمام القمة موحدين. وفي الأثناء، وصل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى بغداد أمس، على رأس وفد رفيع يضم نائبه أحمد بن حلي و 10 سفراء للتشاور بشأن ترتيبات القمة المقررة هذا الخميس وتبادل الرأي حول آخر التطورات والاطلاع على الترتيبات الخاصة بعقدها، بالإضافة إلى ترتيبات الاجتماعات الوزارية الخاصة بوزراء الخارجية العرب أو وزراء المال والاقتصاد. وسيبحث العربي مع الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري للتشاور بشأن جدول أعمال القمة. وسيبحث القادة العرب مقترحا عراقيا لحل الأزمة السورية وكيفية إبعاد شبح الحرب الأهلية عن سوريا ويناقشون آليات تمتين التعاون العربي المشترك وتطوير واقع جامعة الدول العربية، إضافة إلى ملف مضيق هرمز ومسائل تتعلق بلبنان وموريتانيا والتعاون في محاربة التطرف. وستصدر القمة بيانا يتعلق بجميع القضايا التي تهم الدول العربية والأخرى الدولية التي لها علاقة بالعرب سيطلق عليه ”إعلان بغداد”. وقال الناطق باسم الحكومة العراقية والقمة العربية علي الدباغ إن اتفاقاً مبدئياً قد تم بين العراق وجامعة الدول العربية على إطلاق تسمية ”إعلان بغداد” على النتائج والمقررات التي ستخرج بها القمة. في السياق ذاته، تبدأ التحضيرات الرسمية للقمة في بغداد هذا الثلاثاء بعقد اجتماع لوزراء المال والاقتصاد العرب برئاسة خير الله بابكر وزير التجارة العراقي لوضع الملف الاقتصادي في صورته النهائية. من ناحية أخرى، ستكون وفود الدول العربية ممثلة بسبعة أعضاء لكل منها حيث سيترأس القمة الرئيس العراقي فيما يترأس الوفد العراقي الرسمي رئيس الوزراء نوري المالكي. وسيحضر افتتاح القمة 70 شخصية عربية وأجنبية، في غياب العقيد الليبي الراحل معمر القذافي لأول مرة، وذلك بعدما شغال العالم بسخريته من العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني بطريقة وصفت ب”المهينة” في كثير من الأحيان. وكانت القمة العربية الأخيرة التي انعقدت بليبيا في مارس 2010، قد اتخذت قرارا بعقد القمة المقبلة في العراق رغم أن البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقر باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الأبجدي حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقا لهذه القاعدة إلا أنها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الأمنية في العراق الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا.