^ تومي: وردة كانت تتبرع بعائدات حفلاتها للثوار الجزائريين ^ قريبة الفنانة: شعرت بدنو أجلها قبل أسبوع فطلبت دفنها بالجزائر شيع ب«مقبرة العالية» بالعاصمة بعد ظهر أمس، جثمان سيدة الطرب العربي الفنانة وردة فتوكي الشهيرة ب«وردة الجزائرية»، وذلك بعد رحيلها المفاجئ الذي شكل «صدمة» لمحبيها ورفاقها الذين اختاروا أن يودعوها ويلقوا النظرة الأخيرة عليها بقصر الثقافة «مفدي زكريا» صباح أمس. وكان المكان يعج بالفنانين من مختلف الشرائح والفئات، إلى جانب رجال السياسة وأعضاء السلك الدبلوماسي وبعض السفراء العرب والكثير من المواطنين الذين بدت عليهم علامات الحزن والتأثر لفراق الفنانة. وكان غياب الفنانين العرب واضحا ما عدا حضور الفنان الإماراتي حسن الجسمي الذي كانت تربطه بالفنانة علاقة جميلة، حسب تصريحات لها قبل رحيلها، حيث أثنت على صوته. وحدث هذا رغم مسارعة عشرات الفنانين المصريين إلى التأكيد على حضورهم جنازة «وردة» في الجزائر، بينما وصل الفنان التونسي صابر الرباعي في حدود الساعة الرابعة من مساء أمس. وألقت وزيرة الثقافة خليدة تومي كلمة أشادت فيها بدور الفنانة الراحلة، واسمها الفني الذي اقترن، حسبها، بملحمة الجزائر، مضيفة أن الراحلة وإلى آخر نبض من قلبها؛ لم تتوقف عن التغني بالجزائر الوطن ودماء الشهداء وصرخة الشعب الناهض من أجل حريته واستقلاله. وقالت تومي، وعلامات التأثر بادية عليها، إن وردة الجزائرية عرفت بالقضية الجزائرية من خلال الجولات الفنية عبر مختلف أقطار العالم العربي، حيث ناضلت بحنجرتها وصوتها وتبرعت بعائدات حفلاتها لجيش التحرير الوطني. في السياق ذاته، توقفت الوزيرة عند أهم مرحلة في المسار الفني للراحلة، حيث انقطعت عن الفن، إلى أن قررت تلبية نداء الرئيس الأسبق هواري بومدين للغناء في الذكرى العاشرة لاسترجاع الاستقلال، والآن، تقول تومي، سترقد إلى جواره بالعالية. وبدأت بعدها طريقا آخر اختارت فيه الالتزام بالوطن والفن والحب، فكرست حياتها لمسار استثنائي ولعبقرية فنية وضعتها على رأس الفنانين الكبار في العالم العربي. وقالت تومي أيضا «وعرفانا لما قدمته لوطنها.. ها هو ذا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يكرمها تكريما يليق بأمثالها من نساء ورجال هذه الأمة العظيمة عبر تاريخها الحافل بالأمجاد». وكان العديد من الفنانين الجزائريين انتقلوا سهرة أول أمس إلى «مطار هواري بومدين» لاستقبال جثمان الفنانة الراحلة وردة الجزائرية القادم على متن طائرة عسكرية من مصر، حيث وافتها المنية هناك. وكان في استقبال الجثمان الذي وصل في حدود الساعة التاسعة والنصف، كل من وزيرة الثقافة خليدة تومي ووزير الخارجية مراد مدلسي ووزير الاتصال ناصر مهل، بالإضافة إلى نجل الفنانة والرئيس المدير العالم لشركة «نجمة للاتصالات» جوزيف جاد الذي كان آخر شخص تتعامل معه فنيا من خلال الوصلة الغنائية الإشهارية التي قامت بها «نحبك يا بلادي». وكان من بين الفنانين الحاضرين وممن رافقوها وجمعتهم بها ذكريات الصداقة والفن، السيدة سلوى التي لم تكف لحظة واحدة عن البكاء، والفنانة فلة عبابسة وفريدة صابونجي وبهية راشدي وسيد علي كويرات وآخرون بدت عليهم ملامح الحزن والأسى لفقدان قامة فنية بحجم وردة التي شعرت بأنها ستفارق الحياة أسبوعا قبل وفاتها؛ فطلبت أن تدفن في أرض الوطن حتى تكون قريبة من نجلها رياض، وذلك وفق تصريحات إحدى قريبات الراحلة. رحلت بعد خمسين عاما قدمت فيها أكثر من 300 أغنية وردة.. فنانة جزائرية مزجت الطرب بالسياسة فصنعت عملاقا عندما يسألها مذيع محطة عربية «من بقي من جيلك اليوم؟»، تستذكر وردة الجزائرية بعض الأسماء البارزة في الساحة الفنية العربية، قبل أن تبادر محدثها وقد التمعت العينان ببعض من التحدي ومن الدعابة: «فيهْ أنا.. إنتَ ناسيني؟». أن لا تُنسى هو النضال الذي ظلت وردة تقوده في السنوات الأخيرة من حياتها، وقد نجحت، وإن أثارت كثيرا من الجدل أيضا. ما كانت وردة لتقبل أن تختفي، حتى عندما علت الأصوات تطالبها بالاعتزال، وبعد أن تقدمت بها السن. بل وهي تعاني تبعات عملية زرع الكبد التي خضعت لها في باريس، كانت تحضر لكليب غنائي، أرادت أن تطلقه بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، وكان سيكون مفاجأة حسب ابنها. وعندما أخذت موجة «الفيديو كليب» تجتاح الساحة الفنية العربية مع بداية التسعينيات، اقتحمت -هي السيدةُ الستينية- هذا العالم، لأنها كما قالت «كنت غلطانة» وأغنية اليوم «بتنشاف وبتنسمع». ويقول الناقد الفني طارق الشناوي في تصريحات لموقع قناة «الجزيرة»، إن «وردة فعلت تماما ما كان سيفعله عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب لو كانا ما زالا على قيد الحياة، لأنها كانت ترفض مقاومة مستجدات العصر». وعكس مطربات كبيرات أخريات كفيروز، لم تكن وردة تتجنب وسائل الإعلام، بل كانت إعلاميا دائمة الحضور، وكانت تبدو في أسعد حالاتها عندما تكون أضواء الكاميرا مسلطة عليها. كانت تلك إحدى نقاط ضعفها، وكانت تعترف بها بلا حرج. وولدت وردة في الحي اللاتيني، أحد أشهر الأحياء الباريسية، وغنت هناك -في ناد صغير كان يملكه والدها اسمه كازينو «طانيوس»- لنجومها المفضلين، كأم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب، الذي سيقول يوما إنه لا يأمَنُ على ألحانه إلا عندما تجود بها قريحة وردة. لكن نجم وردة لم يسطع إلا في مصر، حيث بدأت مسيرة استمرت خمسين عاما، امتزج فيها أحيانا الفن بالسياسة وامتزج فيها أحيانا النجاح بالفشل، هذا الفشل الذي ظلت تقاومه حتى آخر نفس. لم يكن من السهل على فتاة في العشرين أن تفرض نفسها في مصر الستينيات والسبعينيات، حيث عمالقة الأغنية والسينما، فهي وإن غنت بالعربية منذ طفولتها، إلا أنها لم تكن تمتلك تماما ناصية هذه اللغة بما يكفي لتزاحم مطربين كعبد الحليم وشادية، ونجاة الصغيرة. ومر طريق النجاح الطويل في مصر عبر لبنان، حيث كانت -كما كانت تقول- بداية حياتها المهنية الحقيقية، وحيث امتلكت أخيرا ناصية اللغة العربية بفضل خالاتها، وبفضل قراءة القرآن. فنانون وسياسيون يتحدثون ل«البلاد» عن وردة .. وكيف عرفوها حمراوي حبيب شوقي هي صاحبة الروح الجميلة ولا يوجد قريب وبعيد عن وردة.. كلنا أهل وردة، فهي تسكننا جميعا داخل الديار وخارجها، ومن يعرفها يتأكد أنها طيبة.. كانت أما وتشعر بمحبة خاصة لوطنها داخل وجدانها، ومسارها كاف لتخليد امرأة عظيمة.. هي رمز للنجاح والتواضع والأخلاق الفاضلة وستبقى كذلك.. هي فنانة لا تعوض والحمد لله أن الشعب كله يحبها.. فتحت قلبها للجميع وكانت سيدة بأتم معنى الكلمة.. وردة لم تكن تغني بصوتها للجزائر بل بقلبها الذي لا يعرف الشيخوخة فهو ينبض للوطن دوما. وزير الاتصال ناصر مهل كانت رمزا لبلدها الأصيل، ومرتبطة به دوما.. عملها الفني سيتطور أكثر لتتعرف عليه الأجيال الجديدة.. تركت كنزا من الأغاني وهذا يشرف الجزائر.. وأقدم تعازي لعائلتها ونحن سنقف معهم في هذا الظرف الصعب. عبد النور شلوش الأمر فاجعة بالنسبة للفن الجزائري والعربي.. هي إحدى قامات الفن العربي ولم تُسمَّ عبثا بأميرة الطرب العربي.. هي من بعد أم كلثوم من خيرة الأصوات ولن تتكرر.. لقد أدت جميع الطبوع الجزائرية والغربية والعربية الأصيلة وخلفت رصيدا كبيرا، وبقيت رغم عيشها في مصر وأوروبا، متعلقة بالجزائر خاصة عندما كلفها الراحل بومدين عام 1972 بالغناء فضحت ببيتها الزوجية حبا في الجزائر واحتفلت باسترجاع استقلال الجزائر بطلب من الراحل بومدين.. التقيتها عندما كنت شابا.. لكن من المعيب للثقافة الجزائرية أن تكون هناك قطيعة بين أجيال الفنانين. زكية محمد رحمها الله وجعلها من أهل الجنة.. سنفتقدها.. التقيتها آخر مرة في عيد ميلادها بالعاصمة منذ خمس سنوات.. لم أتفاجأ بموتها لأنها كانت مريضة.. هي مشيئة الله.. تركت الكثير للجزائر ولا يمكن أن تدفن إلا في تراب الجزائر، وأنا سعيدة لأنها نامت في أحضان أمها الجزائر.. أشعر بأنها مرتاحة الآن لأنها هنا بيننا.. وسنزورها دائما. فلة عبابسة لا أصدق خبر وفاتها.. أشعر بأنني ابنتها وأنا من تأخذ بعزائها.. أشعر بأني أفقد أمي اليوم.. هي أم كل الجزائريين وسنفتقدها، هي «وردة كل العرب».. تصلني التعازي من كل أنحاء العالم من الفنانين يعزونني في وردة.. لن أنسى أنها علمتني الطرب كانت مطربة لا تغني إلا على المباشر وتغني مرة واحدة وبشكل جيد.. هي مطربة من الطراز الرفيع.. كانت منافسة لأم كلثوم وفايزة أحمد.. لم نتوقع أن تأتينا من مصر في صندوق.. التقيتها منذ ثلاثة أشهر وتحدثنا وزرتها في بيتها في «نادي الصنوبر» بالعاصمة.. علمتني أشياء كثيرة.. إنها خسارة كبيرة. سيد علي كويرات رحمك الله يا وردة.. تركت فراغا كبيرا بالنسبة لنا.. لكننا نحمد الله على أن أعمالك الفنية لا تزال خالدة.. وكلما نستمع لأغانيك الجميلة والمعبرة ونغمض أعيننا نتخيل أنك حية وتعيشين بيننا. فريدة صابونجي كانت سيدة عظيمة وستبقى وموتها لا يعني أننا سننساها، فتاريخها حافل بالأعمال الفنية التي ستبقى خالدة على مر الزمن والتاريخ. السيدة سلوى لم أتوقع موتها.. هي فاجعة.. لما أبلغتني ابنتي بخبر وفاتها، كنت أشاهد صورها في الشاشة ولم أعرف أنها تبث مع خبر وفاتها.. هي سيدة والطرب بعدها لن يبقى طربا.. هي الحبيبة والصديقة السموحة المتواضعة.. فنانة بأتم معنى الكلمة... كانت عفوية وصاحبة نكتة.. فقدنا فنانة كبيرة جزائرية ولو أنها كانت تغني باللهجة المصرية.. لكنها رفعت اسم الجزائر في العالم تحت راية الوطن الذي تنتمي إليه. فؤاد ومان الخبر كان مفاجأة وصدمة في نفس الوقت.. لم نشعر أبدا بأن السيدة مقبلة على الموت.. كانت مقبلة على الحياة رغم المرض بشكل غريب.. التقيتها وتحدثنا ووجدتها جزائرية خالصة رغم حياتها في الخارج.. هي جزائرية 100 بالمائة في طريقتها في الحديث والتعامل.. لم تتخلف عن المناسبات الوطنية، وكانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بالجزائر، ويستحيل أن يخلفها أحد. لقد تركت فراغا فنيا كبيرا.. كانت آخر عنقود الفن الأصيل.. تربينا على صوتها وفنها الأصيل.. هي آخر وردة قطفت في زهرة الفن. زكية قارة تركي وردة الجزائرية فنانة كبيرة في الطرب العربي.. أنا مصدومة ككل الجزائريين.. هي مطربة لن تنسى.. التقيتها ووجدتها متواضعة وخلوقة وامرأة من العيار الثقيل.. هي خسارة للجزائر.. لقد تركت فراغا كبيرا.. إلى حد الساعة لازلت على وقع الصدمة.. رحمها الله.. ولن ننساك أبدا يا وردة. عايدة كشود أنا مصدومة.. كنت عضوا في المجموعة الصوتية التي تغني معها في الاستقلال.. وعندما شاب شعري عملت «كليب» معها مع المخرج مؤنس خمار سترونه قريبا.. قلبي يتقطع لرحيلها.. رحمها الله.. هي خسارة فنية.. هي سفيرة الجزائر وشرفت هذا البلد كثيرا. ريم تاكوشت نحن لا نودعها.. نقول لها شكرا لما قدمته للجزائر نحن نؤمن بفنك.. لم ألتقها يوما ولكني أعشق فنها لأنها وردة الجزائرية رمز الأجيال.. لا أصدق إلى حد الآن أنها ماتت ورحلت.. وأتصور أن موتها لا يعني غيابها.. لقد تركت ما يحفظ اسمها وذكراها الطيبة.. فعندما نقول وردة نقول الجزائر. عبدو درياسة تقبلنا خبر موتها بصعوبة لكنها رحلت فعلا.. لم ننتظر موتها خاصة أنها غنت مؤخرا.. التقيتها آخر مرة في برنامج «ألحان وشباب».. كنت أتردد على بيتها في مصر، وكانت أختا كبيرة ووالدي يقدرها ولو لم تكن والدتي مريضة في فرنسا لكان رابح درياسة أول الموجودين اليوم.. يجب الاعتراف بأنها رفعت الراية الجزائرية.. لن يكون لها مثيل.. كانت حنونة.. تعاملنا كأم أو كما لو أننا أحد أولادها.