أحصت مديرية الحماية المدنية لولاية المدية 5 حالات غرق على مستوى المسطحات المائية منذ بداية السنة الجارية حيث تم تسجيل خلال شهر ماي الجاري 3 حالات غرق لأشخاص اختلفت فئاتهم العمرية لكن ظل يجمعهم قدر الموت في بركة... كان آخر عهدهم بالحياة والماء بركة قذرة ... هم العشرات الذين تحصيهم الإحصائيات الرسمية... ضحايا البرك والمستنقعات من مختلف الأعمار. من مختلف الأماكن يجمعهم قدر واحد: الموت القذر بعد حياة قذرة جعلت منهم بشرا من الدرجة الثانية... ببساطة لأنهم فقراء. كشفت المكلفة بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية بالمدية السيدة لبنى طهراوي في حديثه ل«البلاد» عن تسجيل 5 حالات غرق، حيث سجلت الحالة الأولى في الأسبوع الأول من الشهر الجاري حيث تم انتشال الغريق (ع. ض 16 سنة) بالمكان المسمى واد حلابة ببلدية السواقي، تم نقل إلى مستوصف الدائرة. أما الحالة الثانية فكانت بعد يومين حيث تم انتشال الغريق (ب ج 18 سنة) بالمكان المسمى سد واد القطيع ببلدية الكاف لخضر دائرة عين بوسيف، الضحية انتشلت ونقلت من طرف ذات المصالح إلى المستشفى المدني للدائرة. وعن الحالة الثالثة فقد سجلت في الشه ذاته حيث قامت مصالح الحماية المدنية بانتشال الغريق (ب.ع 13 سنة) بالمكان المسمى سد العمري ببلدية الزوبيرية دائرة سغوان. وكانت أولى حالات الغرق المسجلة هذا العام في شهر جانفي حيث تم انتشال الغريق (ب.س 25 سنة) بالمكان المسمى فرقة أولاد ساسي ببلدية تابلاط، فيما تم انتشال الغريق (س.ا5 سنة) بالمكان المسمى أهل الذراع ببلدية تابلاط أيضا. بدر الدين ... حلم بالبحر فمات في بركة تروي والدة الضحية (ب/م) حادثة غرق ابنه بأسى وألم حيث قالت إنه سألها ذات يوم يوم «أمي... كيف هو البحر؟! سكتت... نظرت إليه بأسى وقد أتى إليها مسرعا بعد يوم شاق قضاه صغيرها وهو يجمع فتات الخبز اليابس من البيوت ليبيعه... أتراه ذلك البركة الكبيرة حيث يوجد ذلك الأنبوب الضخم تحيبه أمه: إنها تشبه البحر. لكنه كبير وعميق... أعمق من البركة...وغادر بخياله... هل معناه أني حين أسبح فيها كأني قصدت البحر... ترك كيس الخبز... وغادر...لم يعد... بحثوا عنه في كل مكان فلم يجدوه...استعانوا بالحماية المدنية بعد أن يئسوا... وبعد محاولات غطس فاشلة عثر عليه ميتا داخل البركة...أقرانه قالوا: كان يتمنى أن يقصد البحر. فقد كان لا يستطيع التفاخر أمام أصحابه في المدرسة حين تسألهم المعلمة أين قضيتم عطلتكم. فيجيبون.. قضيناها في البحر...لقد حاول مرة أن يكذب ويقنع المعلمة بأنه قصد البحر... لكنها فأجأته بأن سألته.. وكيف هو البحر؟! صمت وضحك رفاقه بسخرية... ضحكوا كثيرا لأنه لم يسبق له أن رأى البحر... مات قتلته بركة وأجهضت حلم اللقاء! وللرعي ضحايا أيضا لا تزال والدته تتذكر حادثة موته وهي تتجرع الأسى والشعور بتأنيب الضمير كونها مسؤولة عن موته. ستتذكر بمرارة آخر يوم رأته فيه.. كان ذات صباح من صيف 2010، استيقظ كعادته باكرا... ولم أستيقظ أنا... شعرت بتعب كبير وكأنني أحسست بأنني سأسمع خبرا سيئا. أرادني أن أقوم لأحضر زاده من طعام ليذهب للرعي لكني تململت في فراشي وقلت له: اذهب عني المطبخ أمامك. خذ الخبز والزبدة وانصرف قبلني... أحسست بشفاهه تقترب من جبيني، تدنو منه بحنان لم أعهده فيه، لأنه كان عصبي المزاج غالبا... لم يكن كعادته ...الأمر أثار استغرابي، لم أكن أعلم أن تلك القبلة كانت قبلة الوداع... لقد رحل ... غرق في حوض مائي كانت تروى منها الأغنام وجاؤوا إليّ به مساء على الأعناق تبكي كثيرا ثم تضيف: ليتني استيقظت ذلك اليوم وأعددت له القهوة... لقد مات دون أن يشرب قهوته.. استحداث خلية غوص في الحواجز المائية هل يوقف إرهاب البرك؟ في سياق الحديث عن ظاهرة السباحة في البرك ونتائجها الوخيمة، كانت مصالح الحماية المدنية قد قامت الموسم الفارط باستحداث خلية جديدة متخصصة في الغطس وإنقاذ ضحايا الغطس في البرك والحواجز المائية وتم توزيع غطاسيها على مختلف الحواجز عبر كامل تراب الولاية. هذه الخطوة جاءت، حسب ذات المصالح، بعد دراسة دقيقة للإحصائيات التي أسفرت عنها تدخلات مصالح الحماية المدنية بمختلف مناطق تواجد الوديان والآبار لاسيما في بلدية العمارية وأمري البواعيش والحمدانية وسيدي زهار والقلب الكبير، وهي المناطق التي تعرف إقبالا من قبل الأطفال والشباب خصوصا في فصل الصيف. كما تلقى الغطاسون الثمانية بميناء الجزائر تكوينا لتمكينهم من حصر الظاهرة بدعم فريق طبي مجهز بعتاد مخصص لإنقاذ باستعمال القوارب المطاطية ضمانا للتدخل السريع.