حسم النقاد المصريون سباق الماراثون الدرامي في الأعمال الرمضانية، وعلى الرغم من أن المنافسة هذا العام كانت شرسة بين عمالقة الدراما أمام جيل الشباب إلا أن الأعمال المتميزة قد بدأت تتحدث عن نفسها بعد عرض الحلقات الأولى من الشهر الكريم، وهذا طبقاً لما أعلنه النقاد المصريون بعدما قاموا بعملية فرز وانتقاء لأهم ثمانية مسلسلات عرضت خلال شهر رمضان، وهي الأعمال التي تميزت وأثبتت حضورها من بين أكثر من 70 عملاً درامياً عرضت على العديد من القنوات الفضائية. واختار النقاد أفضل ثمانية مسلسلات وهم (عمر ونابليون والمحروسة والخواجة عبد القادر، وسيدنا السيد، وطرف ثالث، وفرقة ناجى عطا لله، وباب الخلق، ومع سبق الإصرار)، مؤكدين أن هذه الأعمال توافرت فيها عناصر التميز المختلفة سواء كانت تمثيلاً أو إخراجاً أو تأليفاً أو ديكوراً أو تصويراً، وهو الأمر الذي جعلهم يتفقون ويتميزون عن بقية الأعمال الدرامية رغم كثرتها. ومن جانبها، أكدت الناقدة ماجدة خير الله في تصريح ل”العربية.نت” أن السباق هذا العام كان محيراً بسبب كثرة الأعمال التي كانت معروضة على الساحة، إلا أن هناك أعمالاً تمكنت من شد انتباهها من حلقاتها الأولى مثل مسلسل “عمر” الذي توافرت فيه الكثير من عناصر النجاح بخلاف جودة الصورة وبراعة النص، لافته إلى أن هذا العمل فتح الباب لتقدم الدراما الدينية بشكل أوسع، والتي كانت قد تراجعت كثيراً في السنوات الأخيرة. كما أكدت خير الله أن أفضل الأعمال لهذا العام هي (عمر ونابليون والمحروسة وسيدنا السيد والخواجة عبد القادر وطرف ثالث). أما الناقدة ماجدة موريس فقد أكدت ل”العربية.نت” أنها تابعت خمسة مسلسلات وهي (عمر ونابليون والمحروسة وسيدنا السيد والخواجة عبد القادر وباب الخلق) وهي الأعمال التي وجدت أنها تستحق المتابعة حتى الحلقات الأخيرة، معربة عن إعجابها بمسلسل “سيدنا السيد” بطولة الفنان جمال سليمان، لافته إلى أن هذا العمل ذكرها بأجواء حكايات “نجيب محفوظ” بداية من اسم بطل المسلسل “فضلون الديناري” إلى دكتاتوريته وطرحه لقضية الدكتاتورية العادلة. وأضافت أنها وجدت أن مسلسل “سيدنا السيد” صعيدي مميز من بين الأعمال الصعيدية التي قدمت هذا العام. ولفتت موريس إلى أن الفنان جمال سليمان قدم الشخصية الصعيدية بصورة جديدة اختلفت عن حدائق الشيطان وأفراح إبليس على الرغم من أن المظهر الخارجي من حيث الملابس متشابه، إلا أن طريقة أداء سليمان وسيناريو المسلسل اختلفا عن سابق ما قدمه الفنان السوري. وأشادت الناقدة ماجدة موريس بمخرج المسلسل الشاب إسلام خيري، مؤكدة أنه تمكن من الخروج من عباءة الصعيدي الكوميدي بعدما قدم” الكبير أوى” إلى الصعيدي الكلاسيكي ب”سيدنا السيد”، لافتة إلى أن المخرج ومؤلف العمل ياسر عبد الرحمن تمكنا من إحكام الأحداث وعدم ترهلها، على الرغم من أن الدراما الصعيدية مملوءة بالأحداث التي تستدعي المط والتطويل، مشددة على أن الأحداث المباشرة في العمل جعلته مسلسلاً مشوق دخل في سراديب الدراما الصعيدية التراجيدية. الشك واليقين في دراما متميزة أما الناقدة والكاتبة علا الشافعي فقد أكدت ل”العربية.نت” أن رمضان هذا العام قدم أعمالاً مميزة ونجوماً قاموا بتغيير جلدهم وظهروا في ثوب جديد، على رأسهم الفنان يحيى الفخراني الذي قدم عملاً مميزاً ومختلفاً يتحدث عن الشك واليقين والتصوف وهي عناصر لم تناقشها الدراما المصرية من قبل. وأضافت أن مسلسل نابليون والمحروسة أيضاً عمل مميز لكنه لم يأخذ حقه في المشاهدة ولم ينصفه شهر رمضان، لكن سيحقق نسبة مشاهده عاليه عقب الشهر الكريم. وذكرت الشافعي أن مسلسل فرقة ناجى عطا لله يعتبر مسلسلاً يعطي حالة من الحيوية على الرغم من أن هناك تقصيراً في السيناريو، وهو ما دفع الفنان المصري لتحمل العبء الأكبر من المسلسل بمفرده. وعن مسلسل “باب الخلق” أكدت الشافعي أن الفنان محمود عبد العزيز قدم من خلال هذا العمل قضية مهمة للشباب الباحثين عن فرص عمل خارج مصر وما يتعرضون له تحت أنظار المسؤولين والحزب الحاكم، إلا أن المسلسل لديه أزمة في إيقاع السيناريو. وأضافت أن من أهم الأعمال الدرامية لهذا العام هو مسلسل “عمر” الذي يعتبر وثيقة مؤرشفة في ذاكرة التاريخ. نموذج مفتقد لشكل الدراما الدينية أما الناقد نادر عدل فقد أكد أنه بعد الحلقة الثالثة تقريباً بدأ في إسقاط بعض الأعمال من حساباته حتى يستقر على المسلسلات الأفضل التي فرضت نفسها على الساحة وهي “الخواجة عبد القادر” بطوله يحيى الفخراني الذي توجد بينه وبين الجمهور حالة من الثقة كوجوه ثابتة في دراما رمضان لم تخذل جمهورها خلال السنوات السابقة، وأيضاً مسلسل “فرقة ناجي عطا الله” و”باب الخلق” و”طرف ثالث” و”عمر” الذي يعتبر نموذجاً مفتقداً لشكل الدراما الدينية، وله طابع ديني وتاريخي يجذب المشاهدين من دون جدال. كما أشاد الناقد نادر عدل بمسلسل “سيدنا السيد” وبعناصر كثيرة تجمعت في المسلسل، من بينها طريقه الأداء المتميزة لجمال سليمان والديكور البسيط الواقعي والنص المحكم وصورة المخرج السينمائية. ومن جهتها، أكدت الناقدة حنان شومان في تصريحات خاصة ل”العربية” أنها لم تتمكن من مشاهدة جميع الأعمال لكيلا تظلم أياً منها، ولكن الأعمال التي تمكنت من شد انتباهها منذ الحلقات الأولى هي (عمر وطرف ثالث وباب الخلق ونابليون والمحروسة وسيدنا السيد ومع سبق الإصرار والخواجة عبد القادر وفرقة ناجي عطا الله”. عمر استثنائي ويجب دبلجته وأكدت الناقدة المصرية حنان شومان أن غادة عبد الرازق تمكنت من خلال مسلسل مع سبق الإصرار أن تخرج عن الثوب الذي ارتدته في السنوات الأخيرة. وأضافت أن مسلسل طرف ثالث يعتبر متكاملاً وأبطاله فريق متعاون لذلك ظهر المسلسل بهذا النجاح. وأكدت شومان أن مسلسل “عمر” أيضاً يعتبر من أهم المسلسلات هذا العام ويجب دبلجته وتوزيعه على جميع تلفزيونات العالم، مضيفة أن مسلسل سيدنا السيد من أفضل مسلسلات هذا العام، واصفة العناصر الفنية في المسلسل بأنها ممتازة. كما أكدت الناقدة المصرية أن الفنان محمود عبد العزيز لفت نظرها في باب الخلق بلياقة أدائه وبتحمله مسؤولية المسلسل من الألف إلى الياء، حيث كان العنصر الأهم في العمل.