يشارك ثاني فيلم مطول «يما» أي «أمي»، للمخرجة الجزائرية جميلة صحراوي في الدورة التاسعة والستين لمهرجان «موسترا» في مدينة «البندقية» التي تتواصل إلى غاية الثامن من الشهر الجاري. وأوضح بيان ل«الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي» أن هذا المهرجان يعد من أبرز وأشهر مواعيد السينما العالمية، ويندرج في إطار تظاهرة متعددة التخصصات تحتضنها هذه المدينة العريقة مرة كل سنتين. وتم اختيار فيلم «يمّا» ضمن 1800 فيلم، للمشاركة بقسم «أوريزنتي» الذي يعتبر من أعرق أقسام المهرجان ويقترح هذه السنة أن يجمع بين الفن السينمائي والتكنولوجيات الحديثة للاتصال، حيث ستبث الأفلام المختارة عبر شبكة الإنترنت مقابل شراء تذكرة إلكترونية، وهذا البث موجه إلى جمهور من محترفي السينما ومتعامليها بمن فيهم عدد من الموزعين. ويعتبر اختيار هذه الأفلام في حد ذاته نجاحا لها إذ ستدخل في شكل معاصر وجديد للمسابقة. في السياق ذاته، يرى فيلم جميلة صحراوي التي تؤدي في الدور الأساسي، وقائع السنوات الأخيرة بالجزائر وردّ فعل المواطنين خاصة النساء منهم لتجاوز هذه المرحلة الصعبة. وتعيش الأم «وردية» في منزل متواضع معزول عن المدينة، تحمل ماضيا أليما فأحد أبنائها «طارق» جندي مدفون قرب المنزل، وثاني أبنائها علي إرهابي متهم بقتل أخيه. ورغم الألم والجفاف تقاوم «وردية» بإيمان وشجاعة لتسترجع حقها في الحياة من السعادة والأمل. وشيئا فشيئا، تسترجع حديقة المنزل ازدهارها، تلك الحديقة التي ترك فيها علي أمه مع رجل فقد ذراعه لما كان في الجبل لمواساتها في ثباتها كما في عنادها. ثم تستقبل «وردية» رضيعا ماتت أمه التي أحبها أبناؤها في الماضي، فبين قدوم الطفل وازدهار المكان نرى بوادر الأمل تطل عليها إلى غاية عودة علي مصابا بجروح بليغة. من ناحية أخرى، تقدم جميلة صحراوي عملا سينمائيا حساسا يندرج بين الواقعية والرمزية، في حين كانت المخرجة أنجزت العديدة من الأفلام الوثائقية تحصلت من خلالها على عدد من الجوائز في المهرجانات الدولية وفرضت نفسها بجدارة كممثلة للسينما الجزائرية الحالية.