ناشد سكان قرى بلدية معاتقة الواقعة جنوب ولاية تيزي وزو، السلطات المعنية التدخل العاجل لإعادة بعث عجلة التنمية ببلديتهم التي تعاني نقائص عديدة في شتى المجالات على غرار الصحة، التربية، التزود بمياه الشرب والسكن الريفي وغيرها من المشاكل الأخرى التي حولت حياة المواطنين إلى جحيم حقيقي في ظل غياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة. قال بعض سكان القرى ل” الجزائر الجديدة " إنهم يعانون العزلة التي فرضتها الطبيعة على قراهم من جهة والتهميش والإهمال الذي تمارسه السلطات المعنية في حقهم من جهة أخرى ، ما عكر من يومياتهم وجعلها شبه مستحيلة. وأكد هؤلاء السكان أنهم قد استنفدوا كل الطرق الممكن انتهاجها من أجل انتزاع حقوقهم المهضومة من الناحية التنموية دون تحقيق هدفهم المنشود بسبب تجاهل السلطات المحلية ومنذ فترة طويلة لمعاناة هذه المناطق النائية، الوضع الذي دفعهم إلى الاستنجاد بالمسئول الأول بالولاية من أجل اتخاذ الحلول العاجلة التي من شأنها إعادة بعث التنمية بمعاثقة والمساهمة في تحسين المستوى المعيشي والاجتماعي لسكانها، لاسيما في مجال ربط سكناتهم بمياه الصالحة للشرب التي تبقى بمثابة الهاجس الذي يؤرقهم على مدار كل أيام السنة وبمستوى أشد خلال فل الصيف. كما أضافوا أن تجديد جزء من شبكة نقل المياه لم يكن الحل النهائي لهذه المشكلة التي أرغمت الكثير من العائلات إما على جلب المياه من المصادر الطبيعية أو اقتنائها بأثمان جد مرتفعة. في سياق آخر، طالب السكان بضرورة تعميم الغاز الطبيعي على جميع قرى البلدية التي عرفت مؤخرا ربط جزء منها فقط في الوقت الذي استفادت أغلبية قرى الولاية من هذه الخدمة في إطار برنامج تعميم الغاز على جميع بلديات الولاية، كما عرج السكان إلى النقائص الأخرى التي تمس قطاع الصحة، التربية وكذا المرافق الرياضية لاسيما مشروع الملعب البلدي الذي استفاد من غلاف مالي قدره ب8 مليار، ما يعد –بحسبهم- غير كاف لتكملة كافة الأشغال التي يخضع لها والمجمدة حاليا، فضلا عن برنامج البناء الريفي الذي يعتبر المطلب الملح للمواطنين نظرا للدور الهام الذي تلعبه هذه المساعدات المالية في تخليص الكثير من المواطنين من أزمة السكن التي يعيشها منذ سنوات عدة، حيث أن الحصص التي استفادت منها بلديتهم في السنوات الأخيرة جد ضئيلة مقارنة بالعدد الهائل من الملفات المودعة لدى مصالح البلدية قصد الاستفادة من البرنامج الذي يبقى من الضروري على الجهات المسؤولة تدعيمه بحصص إضافية استجابة لمطالب السكان. وأكثر من ذلك وباعتبار المنطقة الأكثر تهديدا بالحرائق الموسمية، طالب السكان من السلطات إيجاد حلول عاجلة لمشكل غياب أرضية لاحتضان وحدة الحماية المدنية التي استفادت منها البلدية منذ 2010 دون تجسيدها بسبب رفض كل قطع الأراضي المقترحة على الجهات المسؤولة لأسباب تقنية وأخرى تبقى غير معلومة. المعاناة تشتد بقرية "ابرقوقن" لعل أكبر القرى التابعة لبلدية معاتقة والتي تعاني أشد المعاناة هي قرية ابرقوقن الواقعة أقصى شرق بلدية معاتقة، ففي أحضان جبال وعرة وسط معاناة سكان يقدر عددهم ب 13 ألف نسمة تقع هذه الأخيرة التي أضحت في السنوات منطقة ضائعة يتكبد فيها قاطنوها أشد المعاناة جراء شبح البطالة الذي نخر أجساد الشباب خاصة خريجي الجامعات ونقص المرافق ونقص في التهيئة العمرانية وانعدام غاز المدينة وأزمة الماء الشروب والسكان ينادون هل من مغيث. وعبر السكان عن استيائهم وتذمرهم من الظروف الاجتماعية الصعبة بسبب ركود الحركة الاقتصادية ونقص أشغال المشاريع المحلية التنموية في بعض الأحياء ونقص التهيئة العمرانية وشبكة الطرقات والممرات بين مسالك الأحياء والغياب الملحوظ لبعض المرافق العمومية، وأزمة المواصلات وانعدام الماء وافتقار القرية للمرافق الشبانية، فرغم تدخل السلطات المحلية لاحتواء الوضع في عدة مناسبات بتجنيد كافة الإمكانيات المتاحة لها إلا أن الوضع لم يشفع عن القرية. وعبر السكان خاصة فئة الشباب منهم أنهم أضحوا تائهين بأحياء القرية، فوكالة التشغيل بذراع بن خدة تلتزم الصمت إزاء غياب حتى عقود ما قبل التشغيل التي من شأنها أن تخفف من شبح البطالة، حيث أكد شباب قرية إبرقون خاصة الجامعيين منهم أنهم يعيشون معاناة يومية، نتيجة أزمة البطالة الخانقة التي تقدر بحوالي 70 % التي لا مفر منها بسبب نقص المشاريع التنموية في بعض الأحياء والمداشر منذ عدة سنوات وعدم توفرها على مصانع، شركات، مؤسسات اقتصادية والمناطق الصناعية، إذ يتساءل هؤلاء الشباب عن نصيبهم وما زاد الطينة بلة – حسب تعبيرهم – هو نقص المرافق الشبابية والرياضية والترفيهية، حيث صرح بعض الشباب أن هذا النقص أضحى يؤثر عليهم وعلى حياتهم سلبا، حيث ينعكس على يومياتهم خاصة مع معاناتهم من شبح البطالة والحرقة والانحرافات التي تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه والذي يتضح معالمه في أخبار المحاكم أو نهايته تؤول إلى الانتحار والموت البطيء من جهة ثانية، وأضاف محدثونا أن القرية اشكو من النقص الفادح في قاعات الأنترنت التي من شأنها أن تزودهم بالمعلومات العلمية والتربوية والترفيهية، أما عن المرافق الثقافية والهياكل التابعة لها فحدث ولا حرج، حيث تخلو من دار للشباب ومراكز للترفيه التي تعتبر من الضروريات في حياتهم، فحالة العزلة التي تخيم عليهم سببت قلقا ومللا في نفوسهم. .. و نقص المواصلات يعزل القرية كشف قاطنو قرية ابرقوقن عن أزمة المواصلات الحادة والخانقة التي عزلت منطقتهم عن العالم الخارجي، حيث يشتكي السكان من الناقلين الخواص بسبب رفض هؤلاء الوصول إلى هذه الأخيرة ما يكلفهم مشقة التنقل لمسافات تقدر بالكيلومترات، وحسب ما صرح به القاطنين، فإن هذا الوضع يجبرهم على الانتظار لأكثر من ساعتين يوميا من أجل أن يحظوا بهذه الخدمة أمام عزوف الناقلين عن الوصول لقريتهم، ما انعكس سلبا على قضاء حوائجهم اليومية والتنقل إلى مقرات عملهم الذي يزيد من تعقيد الوضعية، خاصة أن موسم تساقط الأمطار على الأبواب، حيث تعرف المنطقة نسبة مرتفعة من التساقط بسبب موقعها الجبلي. انعدام الغاز مشكل آخر عكر من يوميات سكان القرية الذي أكدوا أن الاستفادة من غاز المدينة ما يزال حلم السكان منذ الاستقلال، قائلين "إن معاناتنا متواصلة ولم نر إلى حد اليوم الغاز الطبيعي، حيث إننا نستعين بقارورة غاز البوتان من أجل قضاء الحاجيات الأساسية" مشيرين أن التحطيب من أجل التدفئة هو الحل بالنسبة لبعض العائلات خاصة الميسورة الحال منها ما يجعل حياة السكان شبه بدائية، مؤكدين أن حتى قارورات غاز البوتان تشهد خلال فصل الشتاء خاصة مع تساقط الثلوج وغلق الطرقات المضاربة في أسعارها، أما في فصل الصيف الذي يشهد حركة كبيرة في الأعراس التي يزداد عليها الطلب ما يجعل هذه المادة شبه نادرة، وأمام هذا الوضع فإن السكان وجدوا أنفسهم تحت ضغط العوز، مع العلم أنها منطقة جبلية وتمتاز بالبرودة في فصل الشتاء، كما أضاف السكان أن بلديتهم أضحت تعيش في معادلة مستعصية الحل، مع الواقع المعاش لا ماء، لا غاز طبيعي ولا ملعب ولا دار شباب، فرغم النداءات المتكررة إلا أنه لا حياة لمن تنادي على حد قولهم أين ما تزال السلطات المعنية تواصل سياسة الإهمال والتهميش في حقهم. غياب الماء الشروب زاد الطين بله شكل غياب المياه الصالحة للشرب الذي هو وضع آخر حول حياتهم لشبه بدائية، مشيرين أن كل زائر لمنطقتهم يشد انتباهه الديكور اليومي بالقرية، حيث أن حمل براميل المياه من طرف الرجال والنساء سواء الى ظهورهم أو ظهور الحمير وحتى الأطفال بدل أن يحموا المحافظ المدرسية فيشاهدهم الزائر حاملين براميل المياه حيث يشارك الكل في عملية جمع المياه، ففي الفترات المسائية بدل مراجعة دروسهم يجبرون على المشاركة في البحث وحمل المياه للمنازل، ما صنع بالقرية أجواء العصر البدائي، وقال مواطنو القرية أن الينابيع والآبار هي مصدر تمويلهم بالمياه الصالحة للشرب بعد أن جفت حنفيات منازلهم عن آخرها مؤكدين أن رغم جل نداءاتهم للسلطات المحلية والولائية بضرورة التدخل من اجل وضع حد لهذا المشكل العويص إلا أن جل نداءاتهم باءت بالفشل بدليل أن المشكل لا يزال قائما مضيفين أنهم قاموا بشن عدة حركات احتجاجية لرفع مطلبهم والتعبير عن استيائهم إلا أن ذلك لم يخرجهم من الأزمة.