دمر حلف شمال الاطلسي ثماني سفن ليبية كانت تهدد القوات المتمردة، فيما اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ان ليس للعقيد معمر القذافي من خيار آخر غير التنحي عن السلطة.وليل الخميس الى الجمعة اغرقت طائرات للاطلسي ثماني سفن حربية تابعة لقوات القذافي في هجمات منسقة في مرافىء طرابلس والخمس وسرت.واعلن الاطلسي في بيان ان "طائرات الحلف الاطلسي والقوات الجوية للحلفاء واصلت ضرباتها الجوية المحددة ضد قوات النظام الموالي للقذافي خلال الليل مع ضربة منسقة على مرافىء طرابلس والخمس وسرت".واضاف البيان ان "طائرات الحلف الاطلسي قصفت سفنا حربية ما ادى الى غرق ثماني سفن".ونقل البيان عن الاميرال روس هاردينغ، مساعد قائد عملية "الحماية الموحدة" التي يقوم بها الحلف الاطلسي في ليبيا "نظرا الى زيادة اعتماده على القوة البحرية، لم يكن امام الحلف الاطلسي من خيار اخر غير القيام باعمال حاسمة لحماية المدنيين في ليبيا وقوات الحلف الاطلسي في البحر".واضاف ان "كل السفن التي استهدفت الليلة الماضية كانت سفنا حربية وليست مخصصة للاستخدام المدني". وبعد ساعة على الغارات الاولى، كانت النيران لا تزال مندلعة في سفينة راسية في مرفأ طرابلس،وبعد ساعتين، دوت في ارجاء العاصمة سلسلة جديدة من الانفجارات، وحلقت في سمائها طائرات مقاتلة. ودمرت طائرات بريطانية شاركت في الهجوم طرادين وقاعدة لبناء سفن مطاطية يستخدمها النظام لزرع الغام، كما اوضحت وزارة الدفاع البريطانية.واوضح الجنرال جون لوريمر ان "الهجوم الذي شنه سلاح الجو الملكي استهدف قاعدة الخمس البحرية، اي اكبر تجمع للسفن الحربية الليبية على مقربة من مصراتة، حيث حاول نظام العقيد القذافي مرارا قطع الامدادات الانسانية".وقبل ساعات، كان الرئيس الاميركي باراك اوباما اضفى الصفة الشرعية على تدخل الحلف الاطلسي، بناء على تفويض من الاممالمتحدة، الذي لولاه "لكان الاف الاشخاص قتلوا"، كما قال. وندد اوباما بالعنف الذي مارسته الانظمة خلال الثورات في الدول العربية، معتبرا ان "المثال الاكثر تطرفا على هذا هو ما جرى في ليبيا حيث شن معمر القذافي حربا ضد مواطنيه وتوعد بمطاردتهم كالجرذان". ويقوم حلف شمال الاطلسي منذ 31 مارس بتدخل عسكري في ليبيا بتفويض من الاممالمتحدة.وهذا التدخل اتاح للثوار الاحتفاظ بالسيطرة على شرق البلاد لكن المعارك لا تزال مستمرة بين المتمردين وقوات القذافي لا سيما في المناطق الجبلية في غرب البلاد.وقد اشاد الثوار الليبيون الخميس بخطاب الرئيس الاميركي الذي وصف فيه المجلس الوطني الانتقالي بانه "مجلس شرعي وذو صدقية" ودعوا الولاياتالمتحدة الى تقديم المزيد من الدعم لهم ضد نظام معمر القذافي.واعلن الاتحاد الافريقي الجمعة انه سيعقد قمة استثنائية مخصصة للنزاع في ليبيا الاربعاء والخميس المقبلين في اديس ابابا. واوضح الاتحاد في بيان ان "القمة ستكون مناسبة للبحث في الوضع في ليبيا، على اساس العمل الذي تجريه حول ليبيا لجنة من الاتحاد رفيعة المستوى، وفي نزاعات اخرى (في افريقيا)، لتحضير ردود جماعية افريقية، من اجل الاسراع في تسويتها".وكانت الحكومة الليبية طلبت الشهر الماضي من الاتحاد الافريقي عقد قمة استثنائية، من اجل حشد قدرات القارة في مواجهة "قوى العدوان الخارجي"، كما قال وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي.وقد اعرب الاتحاد الافريقي في الاسابيع الاخيرة عن مزيد من التحفظات عن عمليات القصف التي يقوم بها الحلف الاطلسي ضد المنشآت العسكرية والبنى التحتية الليبية، بناء على قرار مجلس الامن 1973. واكد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ في مقابلة بثها الخميس تلفزيون غينيا الاستوائية، "لسنا (الاتحاد الافريقي) مسموعي الكلمة كثيرا، ونرى ان قرار الاممالمتحدة 1973 المتعلق بالشأن الانساني، والذي يقضي بحماية (المدنيين) ... قد انتهك عمليا حتى الان في نصه وروحه".ومساء الخميس بث التلفزيون الليبي صورا للعقيد معمر القذافي خلال اجتماعه مع مسؤول ليبي.واستقبل العقيد القذافي محمد احمد الشريف الامين العام لجمعية الدعوة الاسلامية العالمية، وهي مؤسسة انشأها الزعيم الليبي، والذي اوفده الى موسكو الثلاثاء.وبدا القذافي الذي كان يرتدي بزة سوداء ويضع نظارات شمسية، بصحة جيدة وهو يتحدث مع الشريف في مكتب امام شاشة تلفزيونية تبث برامج المحطة الاولى في التلفزيون الليبي مع شريط اخباري كتب عليه تاريخ "الخميس 19 ماي 2011". وكان الحلف الاطلسي قد استهدف مرارا مقر العقيد القذافي في طرابلس خلال الاسابيع الماضية. وسرت شائعات بعدها مفادها ان الزعيم الليبي قد اصيب بجروح. من جهته اعتبر الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندريس فوغ راسموسن ان غارات الحلف الاطلسي "عطلت الى حد كبير" القدرات القتالية لنظام معمر القذافي.وصرح راسموسن "لقد عطلنا القدرات القتالية للقذافي الى حد كبير وبدأنا اليوم نرى النتائج حيث احرزت المعارضة تقدما".وقال "سنواصل الضغوط القوية على نظام القذافي وانا واثق من ان الضغوط العسكرية القوية وتعزيز الضغوط السياسية ستؤدي في النهاية الى انهيار النظام".وفي طرابلس، نفى المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم مساء الخميس المعلومات التي تحدثت عن مغادرة زوجة وابنة العقيد معمر القذافي الى تونس وكذلك نفى ان يكون وزير النفط شكري غانم قد فر من البلاد. وقال موسى خلال مؤتمر صحافي في طرابلس ان زوجة العقيد القذافي، صفية "هي بصحة جيدة وموجودة في طرابلس" ولكنه لم يشر الى المعلومات التي اعلنتها قبل ذلك وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بهذا الخصوص.واضاف ان ابنته عائشة "هي ايضا في طرابلس" مؤكدا "انهما لم يغادرا البلاد".وبالنسبة لوزير النفط الليبي شكري غانم التي تحدثت المعلومات خلال الايام الماضية عن انشقاقه، قال ابراهيم ان غانم يقوم بمهمة في تونس ثم سيقوم بجولة على عدة دول اوروبية قبل ان يتوجه بعد ذلك الى مصر. ميدانيا، افاد مراسل وكالة فرانس برس ان مرفأ طرابلس الذي يقع في وسط المدينة تعرض مساء الخميس لغارات شنها حلف شمال الاطلسي في حين سمع دوي انفجارات جديدة بعد ساعات بالقرب من العاصمة الليبية التي كانت تحلق طائرات الحلف الاطلسي في سمائها.