الحمد لله، أخيرا تمكنا من التفوق على الولاياتالمتحدةالأمريكية، فلديهم فقط 50 ولاية، وصار لدينا 58 ولاية بالتمام والكمال، بعد أن تم الاعلان عن ترقية 10 مدن جنوبية، الى ولايات جديدة، في خطوة لن يكون لها أي تاثير، إذا لم يكن وراءها خطة حقيقية لاعادة تنمية الجنوب على أسس صحيحة. ومع ذلك، مبروك لسكان مدن برج باجي مختار ، جانت ، عين صالح ، المنيعة ، عين قزام ،المغير ، تقرت ، بني عباس تيميمون، اولاد جلال، على هذه الترقية المستحقة، والتي نأمل من خلالها أن تتوسع دائرة التنمية والخدمات الضرورية، من طرق ومستشفيات وعيادات ومراكز سياحية وخدمات ادارية وبنكية، وديناميكية اقتصادية وتشغيل وغيرها، لتصل الى مناطق صحراوية نائية، ما زالت للأسف الشديد تعيش بعد 57 سنة من الاستقلال، في ظروف ما قبل التاريخ. هذا يعني: أن ضمير السلطة اليوم، يكون قد أدرك حجم التقصير الفادح الذي مارسته العصابة ضد الجنوب الكبير، رغم أنه مصدر الثروة النفطية التي تعيش منها الجزائر قاطبة، وهي بهذا القرار تريد أن تستدرك ما أمكنها لمسح الغضب الشعبي الواضح هناك، عبر استحداث ديناميكية جديدة لتقسيم إداري جديد، يقلص المسافات الشاسعة بين مقار الولايات والمدن والقرى المحيطة بها. وإذا ما تجاوزنا فرضية يطلقها اصحاب النوايا السيئة، بأن الأمر يتعلق برشوة سكان الجنوب ، من أجل استمالتهم للانتخابات، فإن الأهم من هذه الخطوة، هو تغيير الذهنية اتجاه سكان الجنوب، باعتبارهم مواطنين كاملي الحقوق كما باقي مناطق الوطن الأخرى، ولعل أولى دلائل ذلك التغيير المنتظر، هو أن يكون شباب الجنوب هم عصب اليد العاملة داخل سوناطراك.