تواصلت، لليوم الرابع على التوالي، بمحكمة الاستئناف لدى مجلس قضاء الجزائر العاصمة برويسو محاكمة المتهمين في ملف تركيب السيارات والتمويل الخفي للحملة الانتخابية للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة المتابع فيها الوزيرين الأولين أحمد أويحيى وعبد المالك سلال مع عدد من وزراء حكومتهما ورجال أعمال بارزين. واستهل القاضي الجلسة بالاستماع للضحايا بينهم عشايبو وعمر ربراب وأمين أوتو. وحمل الضحية عشايبو عبد الحميد صاحب علامة كيا، وزير الصناعة الأسبق عبد السلام بوشوارب الموجود في حالة فرار والذي صدرت في حقه مذكرة توقيف دولية، مسؤولية حرمانه من علامة كيا، ومنحها للمتهم عرباوي حسان. وقال عشايبو، للقاضي، إن بوشوارب طلب منه مبلغ 15 مليار سنتيم كرشوة ولما رفض منحه المبلغ أحاله على الإفلاس. ودافع عشايبو، في رده على أسئلة القاضي، ضمنيا على وزير الصناعة السابق المتواجد رهن الحبس بدة محجوب وأيضا الوزير الأول السابق عبد المالك سلال، وقال إنه تنقل لمكتب الوزير محجوب بدة لتقديم شكوى بخصوص تجميد ورفض مشاريعه السبعة، وأوضح أنه قال لبدة: ” لن تنجح أنت في وسط العقارب”. وبخصوص سلال قال عشايبو: ” هو الله غالب عليه ” وأوضح أن “بوشوارب حرمه من كل العلامات وخسر 40 مليار سنتيم قدمها كتعويضات للذين يعملون معه ، وسبق وان راسل الوزارة المعنية وحتى وزير الصناعة 70 مرة ومراسلة والوحيد الذي رد عليه هو سلال عبد المالك”. وتابع قائلا إن “سلال رد على إحدى مراسلتي وقال لي بوشوارب هو الذي لم يرد الإمضاء”. وعلق عشايبو قائلا ” فرعون هذا ” ليسأله القاضي ” منين جاب هذا القوة ؟ يرد ” النظام هو من منحها له “. كذلك حمل الضحية الثاني في ملف تركيب السيارات، عُمر ربراب، وزير الصناعة الأسبق عبد السلام بوشوارب، مسؤولية حرمانهم من العلامة ومنحها لأحد رجال الأعمال المقربين من النظام، وقال إنه تنقل لوزارة الصناعة لتقديم شكوى وطلب إرجاع العلامة لهم، وكشف هو الآخر أن المجمع تم تجميد أعماله وشركاته بسبب الوزير بوشوارب عبد السلام. وأكد الضحية أنه تنقل شخصيا للوزارة ولكن تم رفض استقباله حتى من الباب وقال إن الاعتماد الذي كان لديه انتهى نوفمبر 2018 ولما استفسر من الشركة الأم هيونداي اعلموه أن هناك ضغوطات سياسية عليهم لمنح العلامة لشخص آخر. ودخل عمر ربراب في سجال حاد مع القاضي، بعد أن واجهه هذا الأخير بوثيقة مرسلة من قبل الشركة الأم بكوريا جاء فيها أن أرقام المبيعات لشركة هيونداي ربراب تراجعت وأن الشركة لم تظهر أي رد فعل ولم تغير موقفها ومن أجل ذلك تم اتخاذ قرار تغيير المتعامل لتحسين أداء المبيعات؟ حينها رد ربراب بغضب ” هذه المراسلة مزورة وتمت كتابتها تحت الضغط من قبل أحد المتعاملين الذين حصلوا على علامتي “.