يعتبر الممثل والفنان المسرحي العمري كعوان علاقته بفن “الوان مان شو” قصة حب وعشق وغرام، حيث أنه يوم فكر وقتها بالسير عكس التيار، اندهش كثير من المونودراميين والمسرحيين خاصة أصدقائه لهذا التحول المفاجئ حسبهم، من ممارسة الفعل المسرحي بكل أركانه إلى الخوض في مجال الوحدانية على الركح. زينة.ب وأوضح الفنان العمري كعوان بصفحته في “فيسبوك”، أن الأصدقاء رفضوا حينها ما يقدمه بحجة أنه لا يعدو أن يكون إلا تهريجا وصخبا، لكنه -يقول- أصر وألح على المضي قدما في ممارسة هذا النوع من الفنون بمعرفته التي وصفها بالمتواضعة آنذاك، مشيرا في السياق ذاته إلى دعم الجمهور لهذا النوع من الفن المسرحي الذي سكن الروح والقلب، فهو لم يكل ولم يمل حتى تغيرت نظرة زملائه المسرحيين إلى هذه المغامرة، وكان ذلك -يضيف- بعد ما مثل الجزائر في المهرجان العالمي للمونولوج بإسبانيا وفرنسا وتحصل حينها على جائزة يعتبرها جد محترمة وهي (ممثل ممتاز وأحسن مشرف لوطنه)، ويقول أنه فرح كثيرا بهذا الإنجاز الذي لم يدم طويلا وسرعان ما تلاشت فرحته عند عودته إلى أرض الوطن حيث تم فصله من مسرح سطيف الذي كان يشغل به منصب مدير المسرح، وقد حزن قليلا ثم حزم أمتعته وغادر مدينة القلب سطيف العالي -كما يصفها- لعله يجد خيرا منها في العاصمة، حيث اختارها لثراء برنامجها الثقافي مقارنة بباقي المدن ففيها يتم تنظيم عروض مسرحية وأفلام سينمائية وغيرها من الأنشطة الثقافية بشكل دوري وهو ما لا نجده في باقي ولايات الوطن وقتها وأيضا توفر فرص العمل. وتابع الفنان العمري كعوان في المنشور ذاته، أنه بعد كل هذا المسار مازال قلبه متعلقا بفن الوان مان شو، فأنجز عروضا أخرى وسافر بها خارج الوطن وقد لاقت استحسان الجماهير، ثم قرر -يضيف- أن يكون لغيره من الشباب قسط من هذا الفن فاشتغل على عدة نصوص مونودرامية كتبها وأخرجها لفنانين كبار من خيرة أبناء الجزائر ومازال لحد الساعة يشتغل على هذا النوع من المونودرام، قائلا أنه يفرح كثيرا عندما يرى شبابا كثيرين يمارسونه ويطلبون مساعدته فيرد عليهم بفكاهته المعهودة ضاحكا “أنا هنا لمساعدتكم أيها الشباب الذين يختارون الوان مان شو، مرحبا بكم في المدرسة الكعوانية أحبكم”. ويسجل حاليا الفنان العمري كعوان حضوره في رمضان 2020 في المسلسل الدرامي “يما” من بطولة سيد أحمد أقومي، مليكة بلباي، محمد رغيس ومونيا بن فغول وأمين ميموني ومروة بوشوشة، حيث يؤدي دور رجل مادي متعب لعائلته حيث يجلب لهم المشاكل بسبب احتياله على الناس بحجة أنه راق شرعي ويوهمهم بحل مشاكل ومن ثمة يأخذ نقودهم، وإن كان المسلسل دراميًا ويروي قصة مأساوية عن توريط امرأة بالسجن وفقدانها لطفلها، بقي العمري محتفظا بطبيعته التي تميل إلى الفكاهة من خلال هذه الشخصية التي أضفت حيوية في هذا العمل. يُذكر أن العمري كعوان فنان مسرحي جزائري، بدأ مشواره الفني عام 1978 حيث كانت البداية بالمسرح المدرسي ثم انخرط بعدها في دار الشباب بسطيف مع مجموعة من الزملاء من هواة المسرح مثل مراد بن شيخ المشرف حاليا على إدارة مسرح أم البواقي وعبد المالك بوساهل وعبد الكريم هيشور وفيصل زواق، شارك في عديد العروض المسرحية بأدوار صغيرة ثم أدوار رئيسية ليصبح ممثلا متمكنا وكاتبا للنصوص ومخرجا. انتقل من التمثيل إلى كتابة النصوص والإخراج لأفضل العروض كما لقي نجاحا كبيرا، وقد قدم 300 عرض منذ سنة 2014، بالإضافة إلى تطوير نفسه في كل مرة من خلال ظهوره أيضا في سلسلات فكاهية، ومن بين العروض التي قام بها وحققت نجاحا أيضا عرض “جن وبلعطوه” الذي ومنذ سنوات طويلة على عرضه الشرفي، قد عرض حوالي ألف و200 مرة. بالإضافة إلى تألقه في عديد المسلسلات الدرامية والأفلام.