شرع رؤساء الدوائر والولاة المنتدبون بالتنسيق مع مديريات الشؤون الدينية والأوقاف عبر الولايات، في إحصاء المساجد التي تتسع لألف مصل، للشروع في تعقيمها تحسبا لفتحها تدريجيا تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بعد خمسة أشهر من الغلق بسبب فيروس كورونا المستجد. وحسب مصدر مسؤول بوزارة الشؤون الدينية، فإن الوزير يوسف بلمهدي، أمر في ختام الاجتماع الذي جمعه بأعضاء من اللجنة العلمية برئاسة مدير الوقاية جمال فورار، بالشروع في إحصاء المساجد التي تتسع لألف مصل على مستوى جميع ولايات الوطن، وأُسندت هذه المهمة لرؤساء الدوائر والولاة المنتدبون، وهو ما شرُع فيه على مستوى البلديات في ولاية الجزائر العاصمة، حيث تم إحصاء 19 مسجدا يتسع لأكثر من مصل في المُقاطعة الإدارية للرويبة بينها 9 مساجد بالرويبة و8 أخرى ببلدية الرغاية وإثنان ببلدية هراوة.
وحسب المصدر، فإن الاجتماع الذي انعقد برئاسة وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي وبحضور أعضاء من اللجنة العلمية، خُصص أيضا لمناقشة البرتوكول الخاص بفتح المساجد والموافقة عليه لتفتح بعدها بيوت الله انطلاقا من الأسبوع القادم وقد يكون هذا الجمعة القادم.
ومن بين التدابير الصحية الوقائية الخاصة بالمصلين في المساجد التي درستها وزارة الشؤون الدينية الوضوء بالمنزل وإحضار السجاد الخاص إضافة إلى ارتداء الكمامة مع احترام التباعد الجسدي والتباعد بين الصفوف والصلاة في الصحن إن أمكن مع مغادرة المسجد بعد الصلاة مباشرة والامتناع عن المصافحة والعناق والزحام وتخصيص ميكروفون خاص بالمؤذن وأخر للإمام وتعقيم المسجد بعد الصلاة مباشرة.
وتتزامن هذه التطورات مع تواصل تحذيرات أطباء وخبراء من عدم احترام التدابير الوقائية، وحذر رئيس وحدة ""كوفيد" في مستشفى الرويبة، البروفيسور كتفي عبد الباسط، من التراخي في التعامل مع وباء "كورونا" بعد قرار الفتح التدريجي للمساجد والشواطئ والمتنزهات.
وقال كتفي عبد الباسط، لدى نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الأولى، أمس الأربعاء، إن قرار الحكومة بالفتح التدريجي مقبول في ظل طول مدة الحجر، لكن قد يتم التراجع عنه إن سجّلت بعض الخطورة على مستويات معينة، مشيرا إلى أن القرار اتخذه متخصصون في ميادين متعددة استجابة لبعض المتطلبات، لكن هذا الفتح لا يعني بأن الوباء غير موجود أو تم التحكم فيه، بل لأنه ضرورة اقتصادية واجتماعية.
وقال المتحدث إن القطاع الصحي سيواصل اتخاذ جميع الاحتياطات وسيظل يطالب المواطنين باتباع الإجراءات الوقائية من تباعد وارتداء الكمامة وعدم التراخي إطلاقا مع الوباء الذي لا يزال خطيرا، وبشأن إعادة فتح المساجد، أكد كتفي عبد الباسط ثقته في اتخاذ وزارة الشؤون الدينية بالتنسيق مع وزارة الصحة الإجراءات الوقائية المطلوبة قبل الشروع في الفتح.
ويرى كتفي، أن التفكير الطبي حيال الوباء يختلف عن تفكير الدولة الذي يراعي جوانب أخرى، مؤكدا بأن فرض الحجر الصحي الشامل قد يحدّ من انتشار الوباء فقط، لذا وأخذا بالمعطيات الاقتصادية والاجتماعية، فإن تطبيقه شبه مستحي