أجبرت أزمة المياه الخانقة التي تشهدُها مختلف بلديات العاصمة، منذ شهر رمضان، مواطنين، على الخُروج إلى الشارع وغلق الطرقات خاصة في الفترة المسائية، للتنديد بعدم احترام أوقات التوزيع الذي التزمت به "سيال" في وقت سابق إلى درجة أن بعض الحنفيات قد جفت في بعض الأحياء، وهُو ما يدفعهم إلى الدخول في رحلة بحث يومية عن بدائل أخرى في عز أيام الحر. وشهدت عدد من بلديات العاصمة، بداية الأسبوع الجاري، احتجاجات في عدد من البلديات، حيث خرج مُواطنون إلى الشوارع وأقدموا على غلق الطرقات الرئيسية بعدما باءت جميع مُحاولاتهم بالفشل في حل أزمة المياه التي تأخذُ يومًا بعد يومي منحى تصاعدي. وأقدم أمس مواطنون ببلدية بن طلحة، على غلق الطريق السيار شرق غرب بسبب أزمة المياه. وقبلها قام مواطنون بإغلاق الطريق الرئيسي الرابط بين "رويبة" و "برج الكيفان" إضافة إلى الطريق الرابط بين الشراقة وعين البنيان، احتجاجا على تأزم أوضاعهم بسبب جفاف الحنفيات في عز الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد منذ بداية جويلية الماضي. وتشهدُ أحياء أخرى مختلف بلديات العاصمة غليان شعبي بسبب عدم احترام مواقع التوزيع الذي أعدته شركة "سيال" بعد اشتداد الأزمة ضمن برنامجها الذي يندرجُ في سياق ترشيد استغلال هذه المادة بعد تسجيل تراجع كبير في منسوب مياه السدود التي تُزودُ مختلف بلديات العاصمة، فبعض الأحياء لم تتزود بالمياه مُنذ خمسة أو أربعة أيام تقريبًا على غرار حي 411 مسكن بقهوة شرقي بسبب لجوء القاطنين في الحي إلى تزويد عماراتهم بمضخات مائية وهو ما أحدث خلل كبير في التوزيع وأجبروا على اللجوء إلى صهاريج المياه لملء الخزانات المائية. ويترقب مواطنو العاصمة على أحر من الجمر دخول محطة تحلية مياه البحر الموجودة ب "شاطئ النخيل" حيز التنفيذ، وحسبما كشف عنه والي ولاية العاصمة، فإن هذه المحطة ستُعزز من قدرات تموين العاصمة بالماء الشروب. وقال والي الجزائر العاصمة، على هامش مراسم التوقيع على رسالة التزام بين مجمع سوناطراك و مؤسسة "كوسيدار قنوات" من أجل إطلاق مشاريع إنجاز ثلاث محطات تحلية مياه البحر في شرق العاصمة، أن هذه المحطة الواقعة في سطاوالي (الجزائر-الغرب) "تم رفع طاقتها الإنتاجية ب 5000 م3 / يوميا وستدخل حيز الاستغلال، مشيرًا إلى أن الطاقة الأصلية لمحطة "شاطئ النخيل" كانت تبلغ 2500 م3 / يوميا. وتندرج هذه المنشأة ضمن برنامج استعجالي أطلقته وزارة الموارد المائية المساهمة في تأمين التموين بالماء الشروب بولاية الجزائر وهو البرنامج الذي يتضمن توسيع ثلاث محطات أخرى لتحلية مياه البحر. و يتعلق الأمر بمحطات عين بنيان ، وزرالدة (ميادين الرماية) التي أعيد تأهيلها بعد إغلاقها سنة 2013 ، وبواسماعيل (ولاية تيبازة)، و أعلن شرفة أن المشاريع الثلاثة التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 10.000 م3 / يوميًا .