كشفت آخر التطورات الأمنية بعدد من الدول الاوروبية، في تعقب مخدرات المغرب ومهربيها، عن النية المبيتة لنظام المخزن في اغراق بلدانها بالسموم، عبر تغاضيه عن عبورها للضفة المقابلة، كما اثبتت الاتهامات التي طالت المملكة في سعيها لاستخدام هذه الافة الى جانب الهجرة غير الشرعية كأوراق ضغط على شركائها الاوروبيين في عديد القضايا وفي مقدمتها القضية الصحراوية. واستنادا للتقارير الاخيرة الواردة من عدد من البلدان الاوربية وفي مقدمتها اسبانيا وبلجيكا، فإن النشاط الاجرامي لمواطني المغرب في مجال المخدرات وتهريبها بأراضيها في تنامي، وهو ما دفع بها الى تكثيف عملياتها الامنية للتصدي لذلك، توجت بإجهاض عدد من عمليات التهريب وتوقيف شبكات خطيرة غالبا ما يترأسها مواطنون من المغرب. وفي هذا الاطار اعلنت السلطات الاسبانية، أمس الاحد، عن تفكيك الحرس المدني، بالتعاون مع مكتب مكافحة المخدرات الفرنسي، لشبكة مكونة من 11 شخصا، تنشط في تهريب مخدر "الحشيش" من المغرب باستخدام المروحيات. وأفادت وسائل إعلام إسبانية بأن هذه العملية الأمنية تجري متابعتها منذ عام 2020، لتتمكن السلطات أخيرا من توقيف أعضاء الشبكة الفرنسية، بعد اكتشاف "دخول طائرات هليكوبتر إلى إسبانيا قادمة من السواحل المغربية محملة بكميات من الحشيش". ومنذ عدة عقود لازال المغرب يحتل الصدارة في التقارير الدولية عن زراعة وانتاج الحشيش وتصديره نحو جيرانه والى اوروبا. وقد تم التحذير في العديد من المناسبات من المشاكل الكبيرة التي تثيرها المملكة من خلال هذه الافة، لمحيطها والخطر الذي تمثله للبلدان الأوروبية. فقد صنفت الوكالة الأوروبية لتسيير الحدود الخارجية "فرونتكس" المغرب، من بين أكثر البلدان تصديرا للمخدرات والهجرة السرية في تقريرها حول تحليل الأخطار، حيث أدرجه على رأس قائمة البلدان المصدرة لمخدر القنب الهندي التي تم حجزها في الأراضي الأوروبية. وكانت الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات نبهت من جانبها في تقريرها السنوي العام الماضي، السلطات الأمنية المغربية إلى تزايد أعداد شبكات التهريب الدولي للمخدرات وأنشطتها في الأراضي المغربية. وفي اطار حربها ضد الافة وتصديها للسموم القادمة من المغرب، اعلنت الشرطة البلجيكية منتصف شهر ديسمبر الماضي عن اعتقال بارون المخدرات الشهير المغربي، رشيد التمسماني، الذي كان موضع مذكرة بحث دولية.