وصل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، أمس الأحد، إلى القاهرة، ضمن سلسلة زيارات يجريها إلى عدد من الدول العربية واتصالات أيضا مع القادة العرب تحضيرا للقمة العربية المرتقبة ربيع العام الجاري بالجزائر. وحظي لعمامرة، باستقبال من نظيره المصري سامح شكري الذي تباحث معه حول الترتيبات التي تقوم بها الجزائر لاستضافة القمة العربية. زيارة رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى مصر جاءت مباشرة بعد الزيارة التي قام بها إلى أبو ظبي في الساعات الماضية، حيث التقى لعمامرة مع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة الإماراتية منصور بن زايد، وأجرى مباحثات حول الأوضاع الإقليمية وتم تبادل وجهات النظر حول مستجدات الأوضاع على الساحة العربية والتحضير للاستحقاقات القادمة خاصة القمة العربية المرتقبة في الجزائر. وكشف بيان لوزارة الخارجية بأن منصور بن زايد "أثنى على جهود الجزائر الحثيثة وعلى مقاربتها العقلانية في سبيل توفير شروط نجاح هذ الموعد المهم ولمّ الشمل العربي"، مضيفاً أن الطرفين اتفقا "على تكثيف التنسيق الثنائي ومتعدد الأطراف في الجامعة العربية لإطلاق مسار تحضيري يضفي على العمل العربي المشترك المزيد من النجاعة والمصداقية". رئيس الدبلوماسية الجزائرية سلم بن زايد رسالة من الرئيس عبد المجيد تبون إلى رئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان تخص علاقات التعاون بين البلدين وأكيد مواصلة الجهود المشتركة بهدف تعزيز وإثراء التعاون الثنائي في المجال الاقتصادي والاستثمار وكذلك ترسيخ تقاليد التشاور السياسي عبر تكثيف الزيارات المتبادلة من الجانبين. وقبل أبو ظبي كان لعمامرة قد زار، الأربعاء الماضي، المملكة العربية السعودية والتقى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان وأجريا مباحثات سياسية، كذلك سلم رسالة من الرئيس تبون إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز حول الأوضاع السائدة في المنطقة العربية والتحضير للاستحقاقات القادمة. ومن المرتقب أن يحط لعمامرة الرحال في وقت لاحق في الدوحة للقاء المسؤولين القطريين، في سياق تكثيف الجزائر في الفترة الأخيرة لاتصالاتها بالدول العربية، سعيًا منها لبناء أرضية تفاهم خول أجندة القمة العربية القادمة والسعي لإنجاحها على صعيد التوصيات والمخرجات السياسية التي ستنبثق عنها والحرص على ضمان حضور عربي رفيع المستوى في القمة وعدم الاكتفاء بإيفاد ممثلين فقط عن القادة العرب. ويبدو أن التحرك الجزائري لن يتوقف عند هذا الحد، إذ من المرتقب وحسبما نقلته صحيفة "الدستور" المصرية عن السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري، أن يقوم الرئيس عبد المجيد تبون بزيارة إلى القاهرة نهاية الشهر الجاري بهدف التشاور حول القمة العربية وأجندتها. وتسعى الجزائر جاهدة لأن تكون القضية الفسلطينة" النقطة المركزية المطروحة على طاولة القادة العرب، ومحاولة إعادة تقريب وتوحيد الصف العربي بشأن الحقوق الفلسطينية، إضافة إلى ملف آخر لطالما أسال الكثير من الحبر على الورق والمتعلق بعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية وهو المقترح الذي أحدث تباينا وانقساما واضحا في المواقف بين داعم ومؤيد ومساند ورافض لذلك.