شيع بعد ظهر أمس الاثنين، بمقبرة العاليةبالجزائر العاصمة، جثمان الفقيد عبد الرزاق بوحارة عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني و عضو مجلس الأمة الذي وافته المنية أمس عن عمر يناهز 79 سنة. وحضر مراسم تشيع جثمان الفقيد رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز والوزير الأول عبد المالك سلال. كما حضر المراسم عدد من الوزراء وضباط سامون في الجيش الوطني الشعبي وكبار المسؤولين في الدولة وبعض ممثلي الأحزاب وتنظيمات المجتمع المدني الى جانب مجاهدين وعائلة الفقيد وجمع غفير من المواطنين. وقد ألقى رفيق الفقيد المجاهد والوزير السابق عبد الغني العقبي كلمة تأبينية ذكر فيها بالمناقب والخصال الحميدة التي كان يتحلى بها المرحوم عبد الرزاق بوحارة وكذا نضاله أثناء الثورة التحريرية وجهوده داخل الجيش الوطني الشعبي بعد الاستقلال. ونوه العقبي في كلمته أيضا بالعمل الذي قام به الفقيد بوحارة خلال مرحلة البناء والتشيد مشيرا الى المناصب السامية التي تولاها خدمة للوطن والشعب. وكان الفقيد قد شارك في حرب التحرير الوطني ضمن جيش التحرير الوطني وكان ضمن الفيلق الذي شارك في الحرب العربية ضد اسرائيل سنة 1967. كما تقلد الفقيد بعد الإستقلال عدة مناصب عسكرية ليشغل بداية السبعينات منصب سفير الجزائر بهانوي (فيتنام) ثم واليا للجزائر الكبرى سنة 1975. وفي سنة 1977 وضع الراحل حدا لمسيرته العسكرية ليعين وزيرا للصحة (1979- 1982). تولى الفقيد مناصب قيادية في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني التي كان عضوا في لجنتيه التنفيذية و المركزية سنة 1989 و في جانفي 2004 عين عضوا بمجلس الأمة ضمن الثلث الرئاسي قبل أن يشغل منصب نائب رئيس هذه الهيئة. و قد تم مؤخرا تداول إسم الراحل كأوفر المرشحين حظا لتولي منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني. رفاقه يشيدون بخصاله.. بوحارة يوارى الثرى اليوم ترك الراحل عبد الرزاق بوحارة صدمة بأوساط رفاقه في النضال السياسي والكفاح المسلح على غرار زميله بمجلس الأمة وعضو الحركة التقويمية بحزب جبهة التحرير الوطني صالح قوجيل الذي وصفه ب"رجل مباديء ومواقف". وقال قوجيل:" سي عبد الرزاق كان رجل مواقف ومباديء ومن الرجال الذين أدوا واجبهم في تحرير الجزائر وبنائها بعد الإستقلال". من جانبه وصف رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح رحيل بوحارة ب"الخسارة" مؤكدا أن " الجزائر خسرت بفقدان عبد الرزاق بوحارة مجاهدا كبيرا و وطنيا غيورا على بلاده". كما اعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة أن الفقيد المجاهد عبد الرزاق بوحارة يمثل "فقيد الجزائر بأكملها لكونه كرس شبابه للذود عن الوطن المفدى". ويترك رحيل بوحارة فراغا كبيرا لدى أسرته بجبهة التحرير الوطني التي كان فيها "رجل حكمة" -مثلما وصفه مناضلو الحزب العتيد- والأقرب لخلافة عبدالعزيز بلخادم على رأس الأمانة العامة للحزب. وقد كشف عبدالكريم عبادة منسق ما يعرف بالحركة التقويمية لجبهة التحرير الوطني، أن الراحل كان "رهان الحركة لشغل منصب الأمانة العامة للحزب العتيد". واضاف : ''المرحوم بوحارة قامة من القامات الوطنية، وخسارة كبيرة، وكنا راهنا عليه لقيادة الأفالان ". محمد.ب